ارتفعت حصيلة قتلى موجات المد العاتية (تسونامي) التي ضربت الساحل الإندونيسي إلى 222 شخصا والمصابين إلى 843 ، طبقا لما ذكرته هيئة مواجهة الكوارث الإندونيسية.
وجرفت المياه مئات المباني على السواحل الجنوبية لجزيرة سومطرة وغرب جزيرة جاوة حوالى الساعة 21,30 (14,30 ت غ). وحدث المد البحري على أثر ثوران بركان آناك كراكاتوا، كما قال سوتوبو بوروو نوغروهو الناطق باسم الوكالة الإندونيسية لإدارة الكوارث.
ولا يزال عناصر الإسعاف يبحثون عن مفقودين بين الركام.
وأظهرت تسجيلات مصوّرة تمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي المياه تجتاح موقع حفل لفرقة البوب “سيفنتين” في الهواء الطلق. ودفعت المياه أعضاء الفرقة خارج المنصة.
وظهر مغني الفرقة في فيديو عبر “إنستغرام” وهو يعلن بتأثّر شديد وفاة كلّ من عازف الباص في الفرقة والقيّم على جولاتهم الموسيقية.
وفي لقطات بثها التلفزيون، يظهر شاطىء كاريتا الموقع السياحي الشعبي على الساحل الغربي لجاوة بعدما ضربه التسونامي. ويبدو حطام مبعثر من قطع خشبية وأسقف معدنية متناثرة. وبين هذا الحطام أشجار اقتلعت.
وفي كاريتا، صرح محمد بينتانغ (15 عاما) أنه شاهد الموجة تضرب المكان في العتم. وقال “وصلنا عند الساعة 21,00 لنمضي عطلة وفجأة وصلت المياه. حل الظلام في كل مكان ولم يعد هناك كهرباء”. وأضاف “في الخارج عمت الفوضى وما زلنا لا نستطيع الوصول إلى الطريق”.
“خطأ”
في إقليم لامبونغ على الجانب الآخر من المضيق، روى لطفي الرشيد (23 عاما) لوكالة فرانس برس كيف فر من شاطئ كالياندا لينقذ حياته. وقال “لم أتمكن من تشغيل دراجتي النارية فهربت وأخذت أركض (…) صليت وجريت بأسرع ما يمكن”.
وقالت السلطات إن التسونامي حدث بسبب مد غير عادي مرتبط بالقمر الجديد رافقه انزلاق في أعماق البحر بسبب انفجار بركان آناك كراكاتوا، الجزيرة الصغيرة الواقعة في مضيق سوندا.
وصرح نوغروهو أن “التضافر (بين العاملين) سبب تسونامي مباغتا ضرب السواحل”، مشيرا إلى أن السلطات تجري تحقيقا لمعرفة ما حدث بدقة. وأضاف أنه يرجح أن ترتفع حصيلة الضحايا.
وظهر في تسجيلات فيديو وضعها نوغروهو على مواقع التواصل الاجتماعي سكان يهربون باتجاه المرتفعات في حالة من الهلع وهم يحملون مصابيح يدوية.
وكانت السلطات الإندونيسية ذكرت أولا أن الموجة لم تكن تسونامي بل مجرد مد، ودعت السكان إلى عدم الهلع. لكن نوغروهو كتب على تويتر بعد ذلك “كان ذلك خطأ ونحن آسفون”.
وأشار مركز المعلومات الدولي للتسونامي إلى أن انفجار البراكين تحت البحر أمر نادر نسبيا لكن يمكن أن يسبب تسونامي.
رماد
ذكر المركز الإندونيسي للبراكين وإدارة المخاطر الجيولوجية أن مؤشرات تدل على نشاط هذا البركان تصدر منذ أسبوع. واستمر ثوران البركان الذي بدأ قبيل الساعة 16,00 حوالى 13 دقيقة وأطلق سحابة كثية من الرماد.
وآناك جزيرة بركانية صغيرة برزت فوق سطح البحر بعد حوالى نصف قرن من ثوران بركان كراكاتوا في 1883. وهذا البركان هو أحد 127 بركانا ناشطا في إندونيسا.
وإندونيسيا أرخبيل يتألف من 17 ألف جزيرة وجُزيرة ويقع على “حزام النار” في المحيط الهادئ حيث يؤدّي احتكاك الصفائح التكتونية إلى زلازل متكررة ونشاط بركاني كبير.
وفي 28 أيلول/ سبتمبر الماضي ضرب زلزال بقوة 7,5 درجات أعقبه تسونامي مدينة بالو في جزيرة سولاويسي الإندونيسية ما أدى إلى مقتل أكثر من ألفي شخص في حين لا يزال هناك خمسة آلاف آخرين في عداد المفقودين غالبيتهم طمروا تحت الأنقاض. (وكالات)