ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان خطبة الجمعة من على منبر مسجد التوبة بطرابلس بتاريخ 4 نيسان 2025.
*الناس بين قرار الهداية والغواية
ابتدأ فضيلته بقول الله تبارك في علاه “”إن هذا القرآن يهدي للّتي هي أقوم” القرآن هو مشروع هداية لمن يريد الهداية لأنّ الله عزّ وجلّ وضع في هذا القرآن سبيل الخير وسبل الشرّ والغواية، ولكن كثير من الناس في الغالب الأعمّ يبحث على قاعدة “وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون” كثير من الناس في الغالب الأعمّ لا يريدون سماع الحقّ، الله عزّ وجلّ أظهر وبيّن ذلك في سورة نوح عندما دعا قومه “قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوۡتُ قَوۡمِي لَيۡلٗا وَنَهَارٗا (5) فَلَمۡ يَزِدۡهُمۡ دُعَآءِيٓ إِلَّا فِرَارٗا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوۡتُهُمۡ لِتَغۡفِرَ لَهُمۡ جَعَلُوٓاْ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَٱسۡتَغۡشَوۡاْ ثِيَابَهُمۡ وَأَصَرُّواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ ٱسۡتِكۡبَارٗا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوۡتُهُمۡ جِهَارٗا (8) ثُمَّ إِنِّيٓ أَعۡلَنتُ لَهُمۡ وَأَسۡرَرۡتُ لَهُمۡ إِسۡرَارٗا (9)” في السر والعلانية في الليل والنهار “فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا (10) يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا (11) وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّٰتٖ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا (12) مَّا لَكُمۡ لَا تَرۡجُونَ لِلَّهِ وَقَارٗا (13)” هناك مجموعة من الناس ختم الله على قلوبهم فهم لا يؤمنون، هناك من اتخذ قرار بعدم الالتزام بهدي الله أو البحث عن الحق أو الحقيقة، يقول الله عز وجل “فتوكّل على الله إنّك على الحقّ المبين، إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون” أنت لا تستطيع أن تسمع الأموات وهو لا يقصد هنا بالموت الحقيقي الذي تخرج فيه الروح من الجسد ولكن اعتبر من عرض عن ذكر الله عز وجل هو بمثابة الميت “إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين” الذي لا يريد أن يسمع يعتبر أصماً “وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم” إنسان اتخذ قرارا بعدم الرؤية والسماع ثم يعترض على دين الله وعلى أمر الله، الشيطان يقول الحقيقة يوم القيامة “وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم” يخاطب أهل الغواية أهل الضلال الصم العمي الذين أعرضوا الذين وضعوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم “وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم” بمنجدكم “وما أنتم بمصرخيّ إنّي كفرت بما أشركتم من قبل” لذلك المسؤولية اليوم أن تفتح قلبك أن تفتح عينيك أن تفتح أذنيك لترى وتسمع الحق كثير من الناس يتعب يسأم من مشروع المواجهة، من الدماء من التضحيات من البذل، يريد الراحة يقول تعبنا…
*الدنيا ليست دار دعة وراحة واستسلام
الدنيا هي دار امتحان هي دار اختبار، إذا لم تفهم هذه القضية إذ ذاك تكون ما فهمت كتاب الله ولا سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، لذلك يأتي القرآن الكريم ليدل الناس على سبل الهداية “ألم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون” فهل تعتقد أنك لن تفتن؟! الله عزّ وجلّ يختبر الإنسان في كل شيء، يقول سبحانه وتعالى “تبارك الّذي بيده الملك وهو على كلّ شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملا” الله عز وجل يريد أن يرى من يحسن عمله بطاعة الله تبارك في علاه. الكثير من الناس يتحدثون عن الهدوء وعن السكون وعن الدعة، وكأنّهم لم يقرأوا سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ويتحول الإنسان بحالة من الأحوال إلى إنسان يريد أن يتخلص مما فيه من عبء، مما يعتبره عبئاً، بحجّة تعبنا ونريد الخلاص، كأنّه لم يقرأ “وقاتلوا في سبيل الله الّذين يقاتلونكم” يلجؤون إلى البحث عن كيفية الاستسلام الكلي أمام ما يجري، يطالب بإلقاء السلاح وبالخضوع ويقول أنت لا تستطيع مواجهة كل هؤلاء، وهو لا يعلم أن من يخضع لفرعون ويطأطأ رأسه يكون ممن يعذبون يوم القيامة لأنه لم يواجه “إن الذين توفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم” “وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون” “لم تعذبون؟ أنتم مستضعفون أنتم فقراء، ليس عليكم سمة العلو الفرعوني ولا النّمرودي “قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا”.
*التطبيع استسلام ليس حلاً أمام عدوّ توسعي
كثير من الناس اليوم أمام ما جرى في فلسطين أو في لبنان أو في اليمن أو في كل ميادين المواجهة يلقي التبعة على من يمتلك العزة والكرامة، لأنه يدعي يقول “خربت بيوتنا بسبب هذا العناد والإصرار” تراه وكأنه يريد أن يضرب رأسه بالحائط… يقول من الذي ابتدأ بالعدوان ثم يجيب نفسه في السابع من تشرين هو تحرش بوكر الدبابير… ولا يذكر 48 ولا 67 ولا 82 وكل تلك المجازر، هو يبدأ من حيث هو يريد لم؟ لأنه يريد أن يستريح… كأنه ممن “جَعَلُوٓاْ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَٱسۡتَغۡشَوۡاْ ثِيَابَهُمۡ وَأَصَرُّواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ ٱسۡتِكۡبَارٗا” لذلك يبحث بعد ذلك عن حلّ لمشكلته بطريقة خاطئة يعني هو يريد أن يتعايش مع السرطان، هو يريد أن يخضع، إذا خضع في النهاية سيقف في فخ هل من مزيد. اليوم وقّع اتفاق في لبنان لم يلتزم به، فكان اتفاق من طرف واحد ولا يوفرون عسكريا ولا مدنيا، وقّع اتفاق في غزة، من العيد إلى هذه اللحظة هناك أكثر من 1500 شهيد دون أن يتحرك أحد، كذلك في سوريا أول أمس أكثر من 20 أو 30 غارة على مختلف المطارات، فقط لأن تركيا تفكر أن تأتي إلى سوريا من أجل أن تضع قواعدها… هي صفعة لتركيا صفعة لسوريا صفعة لليمن صفعة لغزة للضفة الغربية للبنان، عدوان على الكل، ما الحل؟ الحل أن تفتح عينيك وأذنيك وتقرأ “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم” يقول أنا وحدي… كلا أنت لست وحدك لأننا عندما نكون أمة واحدة نكون 4 ملايين لبناني وكذلك 27 مليون سوري و45 مليون عراقي، و80 مليون تركي و5 ملايين فلسطيني، فتستطيع أن تواجه الكرة الأرضية كلها، ولكن تحتاج إلى واعتصموا، وبدل من واعتصموا يزرع في ما بيننا العدو الغاصب حالة من حالات الصراع المذهبي القطري المناطقي، حتى لا تستطيع أن تلتئم، اليوم عندما يضرب ويقتل كل هؤلاء هل هو عقاب من الله عز وجل؟ كلا… هذا “ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلّهم يرجعون” أمة نائمة لا تستيقظ بقم يا بني، تحتاج إلى نضح الماء. هذه الدماء الطاهرة المتدفقة يجب أن توقظ جميع الأمة، العدوان على الجميع، والله ستكتشف في لحظة من اللحظات أن الكابوس الذي يسمى الكيان الغاصب هو حلم وهو وهن تستطيع أن تقف وتواجهه، ولكن يجب أن تبادر، ولا تكون المبادرة بحلّ “قوتنا في ضعفنا، يعني يجب الاستسلام والسكوت. أمامك وحش يقتل سيتعب من كثرة دمائنا وسيتوقف…” كلا هكذا لا تحل الأمور. الصحيح والاتجاه الصحيح هو مواجهة كل هذه المشاريع على قاعدة “واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم” وأنت وأنا وكل واحد: السوري اللبناني المصري الموقع كامب ديفيد وحتى الأردني كلنا متهمون وعلى لائحة الاستئصال، وفي قواعدهم “العربي الجيد هو العربي الميت” لديهم قرار مسبق بقتلنا، فلم نتعاطى على خلفية الله يجعل يومك قبل يومي؟ لم نقف وقوفا يا نعاج العار وانتظروا السكاكين؟
وإذا لم يكن من الموت بدّ فمن العار أن تموت جبانا
المقاومة هي نتيجة تلقائية للأحياء الذين يقاومون المحتل هو سبب المقاومة، بعد أن يخرج المحتل الناس تذهب إلى أعمالها إلى جامعاتها في كل تلك الدول، أنت متهم، كما يقول الشاعر:
متهم أنت بالعشق الواضح في عينيك، وبلون تراب الأرض على شفتيك، متهم أنت بذاكرة تختزن الجرح ولون الدار، ولأن لسانك مارس شتم الراعي في الأحلام متهم أنت وكل خيولك بالإعدام.
اليوم نمارس نحن سياسة من ضرب على خدك الأيمن تدير له الأيسر، الأيسر ثم الأيمن وهكذا لتصل إلى مرحلة لا كرامة إنسانية لك، الإنسان يجب أن يدافع عن أرضه وعرضه وعن مقدساته بالإعداد “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة” لذلك يجب أن يتخذ قرار وهذا القرار يبتدئ بإزالة كل القاذورات التي تحكم بلادنا، لدينا مثلا وزير في حكومتنا متحرش وبلطجي، (البلطجي له حظ في جماعتهم والبلطجي عندنا ليس له حظ)، وهل هذا هو المستوى الذي وصلنا له، هؤلاء جميعا يجب أن يزالوا لأن الذي يمنعك من أن تتضامن وأن تتكامل كل هؤلاء، خذوا قرارا إياك أن تنزلق في نقاشات وحوارات متطرفة مذهبية تقوم على التشاؤم في وسائل التواصل إياك أن تقنع وأن تستمع بأن الحق على المقتول والحق مع القاتل بأن الحق على المذبوح والحق مع الذابح بأن الحق على المهدوم والحق مع الهادم. إياك أن تصل إلى هذا المستوى لأنك إن وصلت إلى هذا المستوى تصبح إذاك وفق قاعدة “ومن يتولهم منكم فإنه منهم” اللهم اجعلنا مع رسول الله محمد ومع آله وصحبه الطيبين الطاهرين.
*الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أيّها الإخوة الكرام
يصل الإنسان في مشروع المواجهة إلى حالة من حالات اليأس ثم يسأل بعد ذلك عن وعد الله وعن نصر الله وعندما تشتد الظلمة يقترب الفجر فأشد لحظات الليل حلكة وسواداً هي الهزيع الأخير من الليل، آخر لحظات الليل قبل الفجر هي أشد الأوقات حلكة ولكن بعدها يبزغ الفجر، الكثير من الناس لا يدركون كيف يصرف الله تبارك وتعالى الأقدار.
*في المحنة منحة: بداية النهاية للطغاة
سيدنا موسى “فإن خفت عليه فألقيهم في اليم” الإلقاء في اليم خوفاً من فرعون “فاتخذه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزنا” التقطه آل فرعون، قالت زوجة فرعون “قرة عين لي ولك” ألقى الله في داخل قلبها المحبة والرحمة تجاه هذا الولد، أمه تريده ابنها لو عرفوا أنّه ابنها لقتلوه يريدون قتل كل ذلك الجيل لأن هناك غلاما ما سيكون سبب زوال ملك فرعون كما رأى في المنام “وحرّمنا عليه المراضع” جاءت أخته قالت “هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ” “فرددناه إلى أمه” نحن اليوم وصلنا إلى مرحلة كأمّة “ألقيه في اليم” “فالتقطه آل فرعون” نحن هنا، وصلنا إلى مرحلة بعد أن قاتلنا وقاتلنا ضعفنا ليس لأننا متخاذلون لأنه لا يستطيع أن يواجه مئة ألف ومئتي ألف أن يواجهوا مليارا ومليارين، نحن نيام لا يستطيع أحد أن يواجه كلّ يمتلك ذريعة من الذرائع، منها لسنا قادرين، في ليلة القدر يقول لك نصف الدعاء لهم، الله عز وجل يقول “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها” “إلا ما آتاها” إذا وضعنا أيدينا بأيدي بعضنا بعضا يكون وسعنا كبيرا جداً ونصبح مئات الملايين، ما المطلوب؟ المطلوب أن نقف، اليوم بعد أن بذلنا كل ما بذلنا، خرج نتنياهو وجاء ترامب، أحد المحللين ينظر يقول هل ستطيقون قتال ترامب؟ هو يحارب الكرة الأرضية، وعن نتيناهو الله على الظالم سفاح دماء. وأحدهم قال “هذه بداية الزوال، كانت الحرب بداية فقط مع غزة اليوم دونالد ترامب يريد غرينلاند، اختلف مع أوروبا مع كندا والمكسيك وأمريكا الجنوبية يهدد الصين، وبالأمس فرض الضرائب على كل الدول والقارات، زادها بنسب كبيرة، نزلت مؤشرات البورصة في كل مكان، هناك اضطراب في الكرة الأرضية بكليتها. لم يعد هناك كتلة عالمية استكبارية تواجهك، صار هناك شيء اسمه “بأسهم بينهم شديد” بدأ يدب الخلاف، وكل هذا والله ببركة الدماء الطاهرة التي أريقت في غزة وفي كل مكان، أمام هذا الهول يرى أن قدوم فرعون العصر وقدوم هامان وقدوم قارون سيكون سببا في قتل موسى، سببا في مواجهة إبراهيم… أبداً …عظمة وقدرة أبي لهب وأبي جهل ستكون في مواجهة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم… أبداً هي بداية لنهايتهم تماما كما في غزة الأحزاب، اجتمعت الدنيا بكليتها على رسول الله في المدينة المنورة، اقرأ القرآن “ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما” ثم يقول “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”. منهم من استشهد أو مات، ومنهم من ينتظر أن يستشهد أو يموت، العنوان الأساس أن لا يبدل وأن لا يغير الإنسان وما بدلوا تبديلا… لذلك التبديل الذي قد يحصل اليوم، نرى الكثير من نوابنا يقول لك “دعونا نذهب باتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني، دعونا نتجرّع السم ثم نلاحق الكذاب على باب الدار…اليوم قصفوا صيدا وقتلوا قائداً في حماس في صيدا، أمس قصفوا سوريا، كل لحظة يقصفون غزة،” ويقول لك “لسنا قادرين على مواجهتهم ويجب أن نطبع مع الكيان”. الله يصف الرجال “وما بدلوا تبديلا” رأينا جميعا النخوة في كل الدنيا برفض هذه الدعاوى… وآخر يقول لك “يجب أن ننزع السلاح” لأن العدو ينتظر الذريعة منك ليوقف عدوانه، فهل كان الفلسطني مخطئاً حين قام الكيان الصهيوني الغاصب واحتل أرضه؟َ وهل الفلسطيني احتل بنسلفانيا؟ وهل المقاومة تحتل أوروبا وتقيم المذابح والمجازر هناك؟ هم يريدون احتلال أرضك ويطلبون منك أن تعتذر منهم بكرم الضيافة العربي… كل هذا لا يدخل في دائرة الحاتمية ولا في دائرة الكرم وإنما يدخل في دائرة الذل. سيدنا علي رضي الله عنه يقول “ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا” مسؤوليتك أن تقف في وجه الذل، في وجه الاحتلال في وجه القتل في وجه الإجرام، من ظلم أمامه رجل وهو في موقع يستطيع أن ينصره جاء يوم القيامة مكتوب على جبينه آيس من رحمة الله، لذلك عقب رمضان عقب العبادة عقب شهر الصوم، شهر القرآن شهر ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن، راجعوا آيات كتاب الله لنتكامل في ما بيننا لنتحابب في ما بيننا، لكي نشكل كتلة كبرى من أجل أن نحقق وعد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، بإقامة العدل على وجه هذه الأرض “إن الله يأمر بالعدل والإحسان” “وأمرت لأعدل بينكم” “لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط” ولكن القسط لا يتحقق إلا بـ”وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس” زاوجوا اجمعوا بين قرآنية القرآن والحديد، لا بدّ للحق من قوة تحميه، هناك ثنائية القرآني والسيف هي التي تحقق العدالة الفعلية الحقيقية في هذا المجتمع. والحمد لله رب العالمين.”