كاتب بريطاني: سياسات ترامب قد تعزّز الروابط بين أوروبا والصين

سلّط الكاتب البريطاني جيرارد بيكر، في مقالة نشرتها صحيفة “وول ستريت جورنال”، الضوء على ثلاث تداعيات محتملة ناتجة عن السياسات التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سواء في ملف روسيا وأوكرانيا او غرينلاند أم غيرها من الملفات.

وقال الكاتب إن هناك أولًا الخطر على أمن الأراضي، متوقعًا أن يجري اعتماد مقاربة أكثر تصعيدية وغير منضبطة أزاء حدود الدول مقارنة مع النظام “القائم على القواعد”، والذي اعتمد على مدار نصف القرن الماضي، وذلك في الرؤية الترامبية للعالم؛ حيث تستولي القوى العظمى على ما تستطيع الاستيلاء عليه.

كما أضاف الكاتب بأن تايوان هي أكثر من سينظر بقلق إلى هكذا سيناريو، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وخلافًا لملف أوكرانيا قدمت التنازلات إلى الصين في هذا الملف؛ فقد وافقت على سياسة الصين الواحدة، والتي تقوم على مبدأ سيادة الصين على الجزيرة. كذلك أردف الكاتب بأن ما يقوله ترامب عن تايوان لا يبعث على الاطمئنان، فقد انتقد الجزيرة في ملف الاقتصاد وأشباه الموصلات والتجارة مع الولايات المتحدة، مذكرًا بما قاله لموقع بلومبرغ العام الماضي عن أنه يتعين على تايوان أن تدفع للولايات المتحدة مقابل الدفاع عنها.

كما تحدث الكاتب عن الانتشار النووي، فقال إن الفارق الكبير بين عالم القوى العظمى الذي ساد في الماضي وعالم القوى العظمى الذي يسود اليوم هو القنبلة النووية الحرارية. وتابع بأن الدول الصغيرة سيبقى لديها خيار وحيد إذا كانت لم تعد تستطيع الاعتماد على حلفاء أقوياء لحمايتها، وهو تهديد أي بلد يحاول غزوها بالفناء.

كما أشار الكاتب إلى أن فريدريش ميرز، والمقرر أن يصبح المستشار الألماني الجديد، كان قد طرح الأسبوع الماضي أن تشارك بلده الأسلحة النووية البريطانية والفرنسية. كذلك تحدث عن نقاشات تجري في بولندا عن امتلاك أسلحة نووية.

هذا؛ وذكر الكاتب موضوع إعادة الاصطفاف الجيوسياسي والاقتصادي، فقال إن الأوروبيين سيبحثون عن بدائل إذا ما رأوا أنه لا يمكن الاعتماد على أميركا حليفًا لهم. وأردف بأن مرحلة القوى العظمى الأوروبية، ما قبل الحرب العالمية الأولى، قد شهدت “ولاءات متحولة”، وبأنّ شيئًا مماثلًا من الواقعية القائمة على المصلحة الذاتية قد يحصل اليوم.

كذلك أضاف الكاتب أن حجم اقتصاد أوروبا يساوي حجم اقتصاد روسيا بعدة أضعاف، ويساوي اقتصاد الولايات المتحدة إذا ما جرى احتساب بريطانيا. ونبه إلى أن أوروبا هي أصلاً تعتمد بشكل كبير على الصين، وإلى أن الأوروبيين قد يعملون على توطيد هذه العلاقات مع بيكن، الأمر الذي سيكون لديه تداعيات سلبية حقيقية على المصالح الأميركية.

في الختام، قال الكاتب إن ترامب ربما ينظر بإيجابية إلى نظامه العالمي الجديد، لكنه نبّه أن هناك مقابل هذا النظام ثمنًأ باهظًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *