الغفلةُ والغَافِلين بين كتاب الله وكلام سيد المرسلين.. موضوع خطبة الجمعة للشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان

تحت عنوان “الغفلةُ والغَافِلين بين كتاب الله وكلام سيد المرسلين” ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان خطبة الجمعة من على منبر مسجد التوبة في طرابلس – لبنان.

وقال فضيلته “مع غرّة شهر شعبان وهو الموطئ لشهر رمضان لشهر الله لشهر الصيام والقيام ننطلق إلى حديث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه أسامة، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً “يا رسول الله ما نراك تصوم شهراً كما تصوم في شعبان” أنت تكثر الصيام في شهر شعبان مقدمة لشهر رمضان، فلم يا رسول الله؟ “قال ذلك شهر يغفل فيه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم” رواه أحمد أو كما رود عنه صلى الله عليه وسلم الصفة الأساسية لشهر شعبان التي تحدث عنها رسول الله هي الغفلة فهذا الشهر هو شهر غفلة يغفل فيه الناس ونعوذ بالله عز وجل من الغفلة ومن الغافلين، الله سبحانه يقول “فلا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً” لذلك الذي يتبع الغافلين يكون من المغفلين وبين الغفلة والغافلين والمغفلين تضيع الأرض ويضيع الدين وتضيع كل المقدسات، لذلك يجب أن تصوم من أجل أن تكون من أهل الوعي يجب أن تصوم لأن شهر شعبان هو شهر يعتبر كختام العام، هو شهر ترفع فيه الأعمال، ما معنى ذلك؟ يعني ترفع فيه أعمال السنة كأنّ سنة الإنسان المسلم المؤمن تبتدئ في شهر رمضان، ففي شهر شعبان ترفع كل أعمال العام والرسول يقول “وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم” تكون النتيجة، قاتل جاهد دافع عن المقدسات استشهد فلان قدّم. كان في نهاية عامه صائماً لنعود بعد ذلك إلى ما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك شهر يغفل فيه الناس، الغفلة التي يعيشها الناس تكون في الغالب الأعم غفلة سياسية غفلة دينية غفلة في العبادة غفلة جهادية غفلة اقتصادية، يتحول فيها الإنسان في لحظة من اللحظات ببعده عن الله عز وجل يتحول فيها إلى آلة من آلات البعد عن الدين يسلك فيها في درب الغافلين والمغفلين. كثير من الأحيان الناس تسلك في درب تعتقد أنه درب صواب، فيتحول بعد ذلك الإنسان إلى مروج للغرب بفكره في سياسته في بضاعته في اقتصاده في حربه على أمتنا، عندما تكون غافلا عن الله عز وجل وعن دين الله عز وجل عندما تكون غافلاً عن واعتصموا يستطيع العدو أن يدفعك في صراع في ما بين مكونات أمتنا.
الأوس والخزرج كان هناك صراع مرير في الجاهلية لكن رسول الله وحّدهم في الإسلام. جاء أحد المشركين ويقال أحد اليهود ووقف يحدثهم عن يوم بعاق وعن الاختلاف فانتفض أوسي وخزرجي قد اجتمعوا عند غدير ماء واستلوا سيوفهم من أجل أن يقتتلوا حملوا إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فقال لهم رسول الله “أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم” أتدعون بدعوى الجاهلية واحد يستنصر بالأوس والآخر قال يا للخزرج، والله سبحانه قد جمعكم على لا إله إلا الله محمد رسول الله، أتقولونها وأنا فيكم أتقولونها وأنا حي، أبدعوى الجاهلية، لقد أذهب الله عنكم نخوة الجاهلية وجمعكم حول دين واحد وفكر واحد وشعار واحد ورب واحد. لذلك كل دعوى من دعاوى الجاهلية هي دعوى يسلك فيها الغافلون أو المغفلون، فيبجب أن تكون قريبا من الله عز وجل بأداء الفرائض وبالتقرب إلى الله عز وجل بالسنن لينطبق علينا الحديث القدسي “ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه” ماذا افترض عليك الله؟ افترض عليك الصلاة والصوم وزكاة المال وزكاة الدم، وفرض عليك الحج لمن استطاع إليه سبيلا، فرض الزكاة “والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم” ثم يقول “وما يزال عبدي يتقرب إلي في النوافل حتى أحبه” يقول لك هذه سنّة أم ليست سنّة، تقول سنّة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، ثم يترك كل النوافل وكل السنن ويصبح مغفلاً، لم؟ الحديث القدسي المعنى من عند الله عز وجل وجل “وما يزال عبدي يتقرب إلي في النوافل حتى أحبه” واللفظ من رسول الله، إذا الله أحبك ماذا يحدث يقول “فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها” ثم بعد ذلك يكون لك جائزة إضافية “ولئن سألني لأعطينه ولئن استغاثني لأغيثنه” تصير من مستجابي الدعوة، لذلك مسؤوليتك أن تتقرب إلى الله عز وجل حتى ترى الحق حقا فتتبعه، وحتى ترى الباطل باطلاً فتجتنبه. اليوم إذا لم تتقرب إلى الله تبارك في علاه بالفرائض ولا بالنوافل وولا في قراءة القرآن، لن تجد كنت سمعه الذي يسمع به، تصبح مصادر التشريع عندك مواقع التواصل الاجتماعي. اليوم عند أي نقاش تراهم ينطلقون من منطلقات الفضائيات والقنوات والتواصل يستقون أخبارهم من غير الإسلام ومن غير الضوابط الشرعية، فتتحول إلى مراسل مجاني لكل مشاريع الكفر، فتنقل كل شيء، لم؟ لأنك لا تتقرب إلى الله بالفرائض وبالنوافل فلا يوجد كنت سمعه الذي يسمع به وكنت بصره الذي يبصر به. لأنك أحيانا قد تنظر إلى مشهدية من المشاهد ترى فيها غير ما يريد الله عز وجل أن ترى، ومن الأمثلة الله سبحانه عندما أغرق فرعون فرعون موسى قال “اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية” لكل من قال أنا ربكم الأعلى، للمستضعفين وللمستكبرين لمن يدعي أنه إله.
أتوا بفرعون مصر أخِذ إلى فرنسا وحللت البقايا الموجودة في فمه، وجدوا الملح فهذا هو الذي غرق منذ خمسة آلاف عام، عندما تقف أمام فرعون ماذا تقول؟ ستقول هذا جزاء كل من أشرك بالله وادعى الألوهية أسأل الله عز وجل أن يهلك وأن يغرق وأن يقتل كل من ظلم الناس كل من قتل الناس كل من عذّب الناس. الآخر الذي لم يقرأ كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، سيقول لك الفراعنة كانوا مبدعين لديهم التحنيط وحفظ الجسد آلاف السنين شيء عظيم، فيبدأ بمدح الفراعنة والمصريين فراعنة ونحن هنا فينيقيون، الله قال “اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية” لم ؟ لأنه “ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا” تشرب ماء لا تنظر هذا الماء من أين جاء، هي قطرات ماء مصدرها ربما المحيط الهندي أو المحيط الأطلسي من البحر المتوسط تكثفت ضربتها الشمس بعينها تبخرت تكثفت في السماء غيوما ثم انطلقت فوق جبالنا هنا في لبنان وتساقطت ثم عبئت بقوارير ووصلت إليك هنا، هذا ما اسمه؟ هذا اسمه إعجاز إلهي رزق ساقه الله إليك من أقاصي البحار، هذا ألا يستحق ذلك حمداً لذلك يجب أن تقول الحمد لله الذي جعل الماء عذبا فراتا برحمته ولم يجعله ملحا أجاجاً بذنوبنا، لم ملح أجاج الماء خرجت من البحر حيث مياه البحر مالحة ولكن خاصية التبخر جعله الله عز وجل أن يتبخر الماء دون الملح، لم في البحر ملح، لأن الله خلق الملح مع الماء حتى لا تأسن المياه، معظم الكرة الأرضية ماء ولكن المياه إذا كانت غير مملحة تأسن وتصبح ماء آسنة، الزيتون يحفظ بوضع الملح مع الماء ويبقى لسنوات، تبخرت الماء ووصلت إلى جبل الأربعين أو القرنة السوداء ثم عبئت بقوارير، ثم ترى من يشرب الماء ثم يقول ما أجمل هذه القارورة الرائعة هي التي صنعتها شركة الماء الفلانية، لم تر الماء الذي خلقه الله لك، هذا ما اسمه؟ هذا اسمه “ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا” لذلك دائما يجب أن تمتنع عن الغفلة وعن الغفلين.
في الكثير من الأحيان تردد كلاما في الإعلام في السياسة، تكرره مئة مرة، يجب سيادة القانون، جيد، يجب أن يكون هناك انتخابات رئاسة الجمهورية، يجب تشكيل الحكومة لنخرج مما نحن فيه ممتاز، تكتشف بعد ذلك أن الحكومة الجديدة التي شكلت ستقرّ الزواج المدني، هل انتبهت لذلك كلا لم أنتبه، في الدين في الزواج بين قوسين هو عقد مدني قد لا يكتبه شيخ أي إنسان مسلم مع الشهود والمهر وولي الأمر ويتم الأمر، يدون في المحكمة حتى يحفظ النسب. أين نختلف مع الزواج المدني زواج المثليين، وعندما يتزوج كافر مسلمة الله عز وجل يقول “ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم” اليوم آخر حصن من حصون الإسلام بعد انهيار الخلافة العثمانية، بقي شيء واحد منها هو قانون الأحوال الشخصية، في الأحوال الشخصية حفظ للعائلة والأسرة، للذكر مثل حظ الأنثيين، المرأة تعمل فصار للذكر مثل حظ الأنثى، هذا الزواج المدني، من أوصلني إلى هنا اختياري لأمثال هؤلاء، ما الذي جرى؟ جرى أني كنت أعتقد أنني أريد أن أحسن فأخطأت الله عز وجل يقول في القرآن الكريم “قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسنون صنعا” من حيث تدري أو لا تدري من حيث تشعر أو لا تشعر عندما يتحدث عن التجزئة يخاطبك كلبناني، الله عز وجل يقول “يا أيها الذين آمنوا” ثم تفرح بيا أيها اللبناني لم؟ لأنك أصبحت من الغافلين. عندما يتحدث اليوم مثلا ما يجري في جنوب لبنان هناك بعد حرب طاحنة بعد حرب الإسناد هناك ستين يوماً هدنة، رغم الهدنة لم تتوقف الحرب ولا تستطيع أن تطلق طلقة واحدة، لم؟ لأنه يجب أن تكون القوة بيد السلطات الرسمية، انكفئ ودع ذلك للسلطات الرسمية والخماسية الدولية والمجتمع الدولي ومن وقع على الاتفاق أن ينفذ ما ينفذ، لا أحد ينفذ شيئاً، أكثر من أربعين شهيداً في فترة الهدنة 60 يوماً هناك السماح للكيان الصهيوني الغاصب أن يقوم بما يقوم به.
تتحدث مع أي شخص يقول لك أنا مع حصر السلاح بيد السلطة والله هل قال وأعدوا للسلطة اللبنانية الله قال وأعدوا لكل الناس، يجب أن الانتباه إلى شيء هو من الغفلة، يجب أن لا يكون هناك سلاح نتقاتل به في الداخل، ولكن جيوشنا بالتركيبة الغربية لن تستطيع أن تواجه الكيان الغاصب ولا أن تواجه أي دولة. في حرب الـ67 في الخامس من حزيران 1967، استطاع الكيان الغاصب أن يتغلب على ست دول عربية مجتمعة، على جيوشها مجتمعة في ست ساعات، كذباً قالوا حرب ستة أيام، ولكن بست ساعات انتهى كل شيء لم؟ لأن القتال حصر بفئة معينة مروضة تقيم بدوراتها مثل مصر عندما تصل إلى رتبة عقيد وما فوق تنطلق إلى الويلات المتحدة الأمريكية فتعمل دورات فكرية وثقافية وتعود ضد أمتك، ولكن عندما تكون هناك أمة تقاتل، عندما يتدفق أهلنا إلى الجنوب اللبناني ويتدفق أهلنا في غزة إلى الشمال بالملايين، ما الذي سيوقفهم؟ الله سبحانه يقول “قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة” نعم يجب أن يكون هناك سلطات رسمية وهناك سلطات عسكرية، ولكن عندما لا تستطيع أن تقف في وجه المحتل وجب عن جميع أهلنا ذكوراً أن ينطلقوا وإذا لم يكن هناك كفاية من الرجال، يجب على المرأة شرعاً أن تخرج دون إذن زوجها من أجل أن تدافع عن الدين وعن العرض وعن المال وعن المقدسات. هذا ديننا، تقول لي هذا في لبنان ليس كذلك، نعم اذهب إلى جنة لبنان تريد الدين اذهب إلى جنة الله عز وجل، هناك الكثير من الأمور تلقى في ما بين الناس تعزز الغفلة وتعزز الغافلين، لذلك دفاعا عن ديننا عن أرضنا عن عرضنا عن مقدساتنا في شهر شعبان ومن بعد رمضان وفي كل أشهر العام يجب أن نكون من أهل اليقظة. كل ما تراه اليوم عبر وسائل التواصل هو حالة من حالات التضييع هو حالة حالات تكفير الناس بما يؤمنون به، ليكون ذلك فقط في المسجد، صلّ فرضك واقض غرضك واتكل على الله، يقول لك الله يعبد في المسجد وخارج المسجد يعبد قيصر وكل قيصر في كل دولنا العربية والإسلامية له اسم مختلف، لذلك يجب أن نكون من أهل الصحوة لا من أهل الغفلة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد…
أيها الإخوة الكرام منع القطر في هذا العام، ربما أمطرت مرة أو مرتين هناك برد قارس ولكن لا يوجد قطر للماء، لم؟ المتخصصون في الجغرافيا في الفلك يحدّد لك يقول نتيجة منخفضات وسخونة وبرودة جوية هناك مطر وليس هناك مطر التفسير القرآني مختلف “فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل عليكم السماء مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ما لكم لا ترجون لله وقارا” الاستغفار القولي والاستغفار العملي لكل آثامنا وذنوبنا هو الذي يؤدي إلى الغيث المطر “فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا” انظر ما أحلى كلمة مدراراً “ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا” لم ؟ لأنه عندما تمطر تتحرك عجلة الاقتصاد فيصبح هناك الكلأ، وهو يؤدي إلى المراعي للأغنام وللأنعام، تباع اللحوم تباع أصوافها جلدها يتحرك الاقتصاد بشكل كلي، كل الثمار والفاكهة، يصير هناك أموال، ثم تزوج أبناءك يكون هناك بنين ثم يجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا، الحديث الآخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم حديث خطير يجب التنبه له، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “ما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا” لا إله إلا الله كم هي صعبة! تخيل الله عز وجل يسمح بالقليل من المطر بسبب الأنعام للطيور في قمم الجبال في الغابات للهوام، ويحرم الإنسان، ماذا يسمى هذا يسمى غضباً “ما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا” والزكاة زكاتان زكاة المال وزكاة الدم، اليوم إذا لم تقدم زكاة المال وزكاة الدم الله عز وجل يرسل لك القحط من أجل أن يحذرّك، يحذر الله الإنسان قائلاً “ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر” لم؟ “لعلهم يرجعون”. ما يجري هو حالة من حالات العقوبة تحديداً ما جرى في غزة وحرب غزة، لأنك اليوم تريد أن تشرب والله عز وجل يجب أن ينزل المطر علينا من أجل أن نشرب ونستسقي لأن لدينا قحط ولا ماء ولا كهرباء… لكن إذا أمطرت هنا في الشرق الأوسط ستمطر في غزة وفي غزة لا مأوى، إذا أمطرت عندك تشرب الماء، اليوم في مصر كشعب مصري، الشعب المصري لم يقدم لغزة كأس ماء، لن تمطر عندك، معادلة إلهية مخيفة، معادلة كما تدين تدان كما ورد في الحديث، لذلك اليوم ما المطلوب؟ المطلوب اليوم من الإنسان أن يزكي عن ماله وأن يزكي عن دمه الله تعالى يقول “إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة” بالأمس صلينا في مخيم نهر البارد على الشهداء استشهدوا في جنوب لبنان، أكثر من 14 شهيداً هؤلاء ما زالوا تحت الأنقاض ما زالت جثامينهم تحت الهدم وتحت الردم هنا وهناك وفي كل مكان، أنت تريد أن تشرب الماء، تريد السقيا ولكن أنت في الغالب الأعم من ملياري مسلم يدعون الله عز وجل وعلى فراغ، لأنه قد يأتي من عمله تعب فلا يدعو، إذا فرغ يدعو ويقول يا رب إنهم هناك في غزة واللهم لا نملك لهم إلا الدعاء، الله يعلم أنهم في غزة، هو أغاثهم ثبتهم ثبت أقدامهم الملحمة التي تجري هناك والله ليست مسبوقة عبر التاريخ، بعد كل ما جرى وبعد توقيع الاتفاق كلنا قد أصبنا بالأحباط، إحباط ثم بعد ذلك تجد التدفق المليوني من الجنوب صوب الشمال وطريقة تبادل الأسرى الرائعة التي تعبر عن رجال دولة بكل المعنى رفعت كل معنوياتنا المنهارة، نحن الذين قلنا ونقول تعبنا مع أننا لم نقدم شيئا، هؤلاء الله عز وجل أعزهم لأنهم قدموا زكاة مالهم وقدموا زكاة دمهم، وقدموا كل ما يملكون وقالوا يا رب خذ من دمنا حتى ترضى، أما نحن اليوم الحياد الإيجابي، الحياد حتى لا يصيبنا ما أصاب الآخرين، ما يجري أمام كل ذلك تمنع القطر، ما الحل؟ الحل أن تكون شريكاً، اليوم كل إنسان على قرش من المال حتى لو دفع زكاة ماله فلينفق يدفع لغزة يدفع عبر دار الفتوى عبر الأوقاف من أجل أن نكون شركاء في هذه المعركة، من أجل أن نكون شركاء، ادفع على سبيل النية، من لم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق… ولكن الدولة لا تقبل يلعن إبليس وساعته، هل تنتظر الدولة حتى تدخلك الجنة، تنتظر الدولة التي سرقتك كي تساعدك من أكل مالك 120 أو 200 مليار دين، الطبقة السياسية الموجودة طبقة فاسدة طبقة عميلة للغرب تنفذ ما يريده، عند انتخاب رئيس الجمهورية كان يوجد 128 نائراً وكان فوقهم يجلس 180 سفيراً، ما علاقة السفير بالانتخابات، صار يأتي ويذهب يوميا لم أحبني ؟ يريد أن ينقل لبنان من الموقع الذي يدافع فيه عن نفسه إلى الموقع الآخر في الإطار الآخر، الغرب يريد شيء إذا أردت أن تمضي به “الحق البوم يدلك على الخراب” ترامب يقول يجب حرام يعطف على أهل غزة ليس لديهم مأوى يجب إفراغ غزة وإرسالهم وتهجيرهم إلى مصر والأردن اللتين رفضتا، سألته المراسلة وقالت رفض الأردن ومصر، يقول سيبقبلون، وسينقلونهم، طبعاً لن يكون ذلك لأن الشعب الفلسطيني لن يذعن، لم تخرجه القنابل سيخرجه قرار من فرعون العصر، هذا يدل على أنهم لا يتعاطون مع حلفاء ولكن يتعاطون مع حلفاء بل مع عملاء ومع أجراء، ما يعنيني أنا أستطيع أن أغير العالم أنت تستطيع أن تغير العالم تبتدئ من ههنا “ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب” تقول مصادر التشريع عندي أيها القلب الكتاب والسنة والإجماع والقياس ولا مكان لكل وسائل التواصل الاجتماعي، أعرضها فقط على كتاب الله وسنته إن صحت آخذ بها وإن لم تصح أتركها أنا أتعاطى بشكل كلي، أتعاطى مع كل ما يجري من سياسات وفق كتاب الله عز وجل، أتعاطى على المستوى الوطني بما لا يتضاد مع مشروع واعتصموا ومع مشروع إنما المؤمنون إخوة، تستطيع أن تنفذ، أما إذا تركت كل ذلك فستصل إلى الهلاك.
رغم كل ما يجري ترى حقيقة أن هذه الحرب المستمرة من سنة 2023، اليوم 2025 الشيخ أحمد ياسين وكل تلامذته الذين استشهدوا وأعلن عنهم بالأمس كانوا يمنون النفس بالـ2027 هي حرب مستمرة تقف وتتحرك من أجل أن تصل بعد ذلك إلى مسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، يا رب عسى أن نكون من كل أولئك الذين يصلون في المسجد الأقصى، ألا يصيبك الحرج وأنت لم تدفع قرشاً ولا حتى نقطة ماء قدمت، لذلك منوا أنفسكم بالجهاد بالإنفاق بكل شيء لنتحول لا إلى دويلات قطرية ترضي الدول المتعددة وإنما نقيم دولة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم تعم الأرض تملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *