لطالما “تباهى” الرؤساء العرب في السنوات الماضية بقيادة الجامعة العربية، لا بل تنافسوا على رئاستها، الى أن تحوّلت اليوم إلى عبء يتقاذفونه ولا سيّما بعد الإعلان عن تطبيع الإمارات والبحرين مع العدو الاسرائيلي.
سريعًا، بانت ارتدادات اتفاق الذلّ الخليجي مع الصهاينة على جامعة الدول العربية، حيث اعتذرت حتى الآن 6 دول عن عدم تسلم رئاسة دورتها الحالية، فيما لم تُبادر أي دولة أخرى لتسلم الدور ورفع الراية، علمًا بأن رئاسة دورات الجامعة تتم في الظروف الطبيعية وفق الترتيب الهجائي لأسماء الدول الأعضاء.
القصة بدأت في التاسع من أيلول/سبتمبر الماضي، حين أسقطت البحرين مشروع قرار قدمته فلسطين في اجتماع وزراء الخارجية يدين اتفاق التطبيع بين الإمارات والعدو الاسرائيلي.
وسرعان ما أعلن مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر في اليوم التوالي أن عدم إدانة الجامعة العربية اتفاق التطبيع بين الإمارات و”إسرائيل” يشكل تحولًا مهما في الشرق الأوسط”، وأن “صبر الدول المناصرة للفلسطينيين قد نفد وباتت تسعى للتطبيع مع “تل أبيب” بما يخدم مصالحها”.
وفي 22 أيلول/سبتمبر، قرّرت دولة فلسطين التخلي عن حقها في رئاسة مجلس الجامعة العربية للدورة الحالية ردًا على خطوات التطبيع.
وحينها، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي تعليقا على ذلك إن” فلسطين لا يشرفها رؤية هرولة دول عربية للتطبيع مع الاحتلال ولن تتحمّل عبء الانهيار وتراجع المواقف العربية”، مضيفًا إن “هذا القرار جاء بعد اتخاذ الأمانة العامة للجامعة موقفًا داعمًا للإمارات والبحرين اللتين طبعتا علاقاتهما مع العدو الاسرائيلي في مخالفة لمبادرة السلام العربية”.
بعد الخطوة الفلسطينية، كان يفترض أن تتسلم قطر رئاسة الجامعة العربية، لكنها أعلنت في 25 أيلول/سبتمبر عن اعتذارها عن عدم تسلم الدورة الحالية للجامعة.
وفي الأيّام اللاحقة لذلك، توالت الاعتذارات بدءًا من الكويت ثم لبنان فجزر القمر، الكلّ لا يُريد أن يُذكر في دفاتر التاريخ أنه تولت قيادة العرب في ظرف كهذا.
وحين وصل الدور قبل أيام إلى ليبيا، سارعت هي أيضًا الى الاعتذار عن عدم تولي الرئاسة الدورية للجامعة.
وهكذا باتت زعامة الجامعة العربية كرسيا شائكًا وجسدًا أجرب تتفادى دول عديدة الاقتراب منه.