مسؤول كبير في حماس يكشف عن لقاء سابق عقدته قيادة الحركة مع بن سلمان

كشف نائب رئيس حركة حماس في الخارج، محمد نزال، عن تفاصيل لقاء سابق جمع قادة الحركة بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقال نزال في تصريحات تلفزيونية، أعادت نشرها مواقع مقربة من الحركة، إن اللقاء عقد في الفترة التي كان فيها بن سلمان ولياً لولي العهد.
وكان بن سلمان يشغل منصب ولي ولي العهد، في الفترة من أبريل 2015 إلى يونيو 2017، وذلك قبل أن يطيح بابن عمه محمد بن نايف، ويصبح بدلا منه وليا للعهد.
ويقول نزال إن اللقاء بين قيادة حماس وبن سلمان، حضره قادة الصف الأول في المكتب السياسي للحركة، وفي مقدمتهم رئيس المكتب في ذلك الوقت خالد مشعل.
وكشف بأنه تخلل اللقاء الاتفاق على عقد لقاء آخر في وقت لاحق، بين قيادة حماس وبن سلمان، إلا أنه قال إن الأمر لم يتم.
جدير ذكره أن قيادة حركة حماس، عقدت أيضا اجتماعا سابقا مع الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، في شهر يوليو عام 2015، لكن نزال لم يحدد الموعد الرسمي الذي شهد اللقاء بين قيادة الحركة وبن سلمان.
ويقول القيادي في حماس، إن اللقاء بابن سلمان ترتب عليه إطلاق السلطات السعودية سراح المسؤول في حماس، ماهر صلاح (الذي يشغل حاليا منصب قائد حركة حماس في الخارج)، الذي اعتقل عدة شهور رفقة آخرين.
وفي الوقت الحالي، يعادي النظام السعودي حركة حماس، وكثيرا ما يقوم مسؤولون سعوديون ووسائل إعلام تتبع المملكة بمهاجمة الحركة، حتى وصل الأمر لاتهامها بـ”الإرهاب”.

وتفاقم الخلاف بعد قيام المملكة بحملة اعتقالات كبيرة طالت ممثل حماس خلال عقدين من الزمن لدى الرياض، محمد الخضري، وعشرات الفلسطينيين وأخرين يحملون الجنسية الأردنية، ممن تتهمهم الرياض بالانتماء لحماس.
وتطرق نزال خلال حديثه إلى حقبة العلاقات الجيدة التي كانت تربط حركة حماس مع القيادة السعودية، إبان حقبة الملك فهد، والملك عبد الله.
وكشف بأن الملك فهد تبرع للحركة بمبلغ قدره خمسة ملايين ريال، أوصلها نجله عبد العزيز، فيما تبرع الملك عبد الله حين كان وليا للعهد بمبلغ 10 ملايين ريال، أوصلها نجله متعب.
وأضاف نزال “إن الحركة قبل عهد الملك سلمان كانت لديها علاقات متينة مع السعودية، وعقدت لقاءات مع رئيس الاستخبارات السابق تركي الفيصل، والرئيس الحالي خالد الحميدان، ومسؤولين آخرين”.
وطالب نزال القيادة السعودية لإنهاء ملف اعتقال ممثل الحركة في السعودية، محمد الخضري، ونحو 60 فلسطينيا وأردنيا، اتهمت السعودية جلّهم بالانتماء إلى “كيان إرهابي”، وتقديم الدعم المالي له.
وقال: “اعتقلوا 60 من النخب التي مضى على إقامتها في السعودية عقود دون ارتكاب أية مخالفة، ولا بد للسعودية من إعادة النظر في الاصطدام مع حماس، والتضييق على داعمي القضية الفلسطينية”.
هذا ولا يعرف بعد إن كانت المملكة ستقوم بإطلاق سراح هؤلاء المعتقلين وعلى رأسهم الخضري مع بداية شهر رمضان كما عقدت الحركة آمالها، خاصة بعد توسيطها عدة جهات خارجية، وإرسالها رسالة مباشرة للملكة تطالب فيها بإطلاق سراحهم، أم أن المملكة السعودية ستواصل تقديم هؤلاء المعتقلين للمحاكمة، بتهمة الانتماء لـ “كيان إرهابي”.
وقد عبرت حماس عن أسفها للمحاكمات التي وصفتها بـ “الجائرة”، وقالت إن التهم الموجه للمعتقلين “باطلة”، كما عبّرت عن استنكارها الشديد لاستمرار السلطات السعودية في “اعتقال الشرفاء من أبناء شعبنا وأمتنا”، مطالِبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين.
وكان إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، قال إن العلاقة مع السعودية تاريخيا كانت جيدة وقوية، مضيفا: “لكن الحقيقة أن الصفحة التي نحن بصددها مؤسفة ومؤلمة، وتتناقض مع كل الأعراف العربية تجاه القضية الفلسطينية”.
وأضاف في تصريحات سابقة: “نحن تواصلنا بشكل مباشر، وأنا وجهت أكثر من رسالة لخادم الحرمين، وتحدثنا مع الأجهزة ذات الاختصاص، وتحدثنا مع وساطات دولية من أجل أن ننهي هذا الملف، وما زلنا نتابع، لكن للأسف الشديد يُذهب بهؤلاء إلى المحاكم، وضمن لوائح الاتهام أنهم يعملون ضمن كيان إرهابي”، مؤكدا أن حماس تتطلع إلى إنهاء هذا الملف قبل شهر رمضان، وتتطلع إلى علاقات إيجابية مع المملكة العربية السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *