تستمرّ قضية ابنة حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، لطيفة، في أخذ حيّز مهمّ في وسائل الإعلام العالمية لما كشفت عنه من تعنيف وانتهاك لحقوق الإنسان في بلد يدّعي تبنيه دعم المرأة.
صحيفة “ذي صن” البريطانية كشفت عن تبني كبار محامي حقوق الإنسان البريطانيين العمل من أجل إطلاق سراح الأميرة لطيفة من قبضه أبيها، خلال جلسة استماع للأمم المتحدة، مشيرةً إلى أن هذه المبادرات تأتي في وقت حرج، في ظل هروب الأميرة هيا بنت الحسين من زوجها محمد بن راشد إلى بريطانيا.
وقالت الصحيفة البريطانية إن اثنين من كبار محامي حقوق الإنسان في المملكة المتحدة كثّفا حملةً قانونية لتسليط الضوء على قضية سجن وتعذيب الأميرة لطيفة، المحتجزة في دبي بأمر من والدها.
وأضافت الصحيفة: “قدم كل من ألون جونز ورودني ديكسون دليلًا حاسمًا جديدًا نيابة عنها للأمم المتحدة في جنيف، هذا الأسبوع، اذ وجه المحامون الذين يمثلون الأميرة نداءً خاصًا للأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات عاجلة لحمايتها وإطلاق سراحها دون تأخير، وتخليصها مما وصفوه بالجحيم”.
وأوضحت الصحيفة أن لطيفة بنت محمد آل مكتوم، البالغة من العمر 33 عامًا، لم تظهر على الملأ منذ أن احتجزها والدها أثناء محاولة الفرار، في وقت سابق من هذا العام.
الصحيفة البريطانية أكدت أن “هذه المبادرات جاءت في وقت حرج عندما هربت الأميرة هيا بنت الحسين، زوجة رئيس وزراء الإمارات، والد لطيفة فارةً من دبي إلى لندن مع طفليها، وترفع حاليًا دعاوى في المحكمة العليا في لندن ضده للاحتفاظ بحضانة أطفالها”.
من جانبه، قال رودني ديكسون: “في ضوء الأدلة المتوفرة فإن ادعاءات سلطات الإمارات العربية المتحدة لا أساس لها من الصحة، وإذا كانت ادعاءاتهم صحيحة فلماذا لم يُسمح للأميرة لطيفة بمغادرة الإمارات والسفر بحرية؟ لماذا لا يُسمح لأحد بالوصول إليها بناءً على طلبها؟ لماذا لم تتم مشاهدتها على الملأ منذ أكثر من 18 شهرًا؟”، وأضاف: “نحن قلقون بشدة على سلامتها ورفاهيتها، وقد تصاعدت مخاوفنا بعد فرار الأميرة هيا من دبي مع طفليها لأنها تخشى على حياتها من زوجها ونحن نتفهم أن قرار الأميرة هيا تأثر بشدة بما عرفته عن حقيقة معاملة الشيخ لبناته”.
ويطالب محامو لطيفة السلطات الإماراتية والأمم المتحدة بالتحقيق في القضية بشكل مستقل، حتى يمكن محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان.
ولفتت الصحيفة النظر إلى أن هروب الأميرة هيا بنت الحسين (أخت الملك الأردني ومحمد بن راشد) يُعدّ أمرًا مهمًّا أيضًا، لأنها سبق أن دعت الرئيسة الإيرلندية السابقة، ماري روبنسون، لزيارة الأميرة لطيفة في دبي، في كانون الأول/ديسمبر 2018.
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك اللقاء انتُقد على نطاق واسع، باعتباره حيلة دعائية تهدف إلى إقناع العالم الخارجي بأن الأميرة لطيفة كانت في صحة جيدة وسعيدة في بلدها، وهي الدولة التي قضت لطيفة ما يقرب من عقدين من الزمن في محاولة للهروب منها.
وبيّنت الصحيفة أن هروب الأميرة هيا من زوجها محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، يؤكد كذلك أن هذه الزيارة كانت خدعة تهدف إلى إخفاء الحقيقة حول وضع لطيفة.
وقال ديفيد هيغ، محامي حقوق الإنسان الذي يدير حملة “الحرية للطيفة”، مع تينا جواهينين وابن عم لطيفة، ماركوس الصابري: “هذه لحظة مهمة للغاية بالنسبة إلى لطيفة، فلدى الإمارات بعض الأسئلة الصعبة للإجابة عنها، ولا يمكنها ببساطة تجاهل منظمة موقرة مثل الأمم المتحدة، ومن الواضح أن الأمم المتحدة غير مقتنعة بتبريرات وأساليب دبي المخادعة المستخدمة في الإعلام للتستر على خطف وحشي عنيف لامرأة شابة وصديقتها وطاقمها”.
وأضاف هيغ: “مرّ نحو 18 شهرًا منذ أن تقدمنا بشكوى إلى الأمم المتحدة، وعلى الرغم من كل السراب الذي خلقته دبي لتخفي الموضوع وتجعله ضبابيًا تستمر هذه التحقيقات، ونأمل أن يتم التوصل إلى نتيجة إيجابية قريبًا”.