عزل إنفرادي وظروف احتجاز سيئة للمشايخ المعتقلين في السعودية وحملات رفض إعدامهم تتواصل

وكالات: قال حساب «معتقلي الرأي»، المهتم بمتابعة شؤون السجناء في السعودية، أمس الأحد، إن «الشيخ سلمان العودة، والشيخ عوض القرني، والشيخ ناصر العمر لا يزالون في العزل الانفرادي»
وبيّن أن المشايخ الثلاثة يعيشون «ظروف احتجاز سيئة للغاية».
وكشف الحساب أنه «تأكد أيضا من نقل الدكتور علي العمري إلى سجن خاص بالتعذيب تابع للديوان الملكي السعودي، كان يشرف على عمليات التعذيب فيه سعود القحطاني المستشار السابق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والآن يُشرف عليه فريق لا يقل سوءاً».
وأضاف أنه «تأكد لديه كذلك أن الشيخ العمري يعاني منذ بداية رمضان في وضع صحي سيئ وهو مكبل بشكل شبه دائم مؤخرا».
والأربعاء، طالب «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، السعودية ومصر والإمارات بالإفراج الفوري عن معتقلي الرأي، لا سيما مشايخ السعودية العودة، والقرني، والعمري، في ضوء تقارير إخبارية تتحدث عن احتمال إعدامهم عقب شهر رمضان.
وانطلق هاشتاغ (وسم) «إعدام المشايخ جريمة» على حساب «معتقلي الرأي»، المعني بحقوق الموقوفين بالسعودية عبر «تويتر»، إثر ورود أنباء بشأن احتمال إعدام المشايخ الثلاثة.
ولاقى الهاشتاغ تفاعلا واسعا على منصات التواصل العربية، إذ عبّر آلاف من خلاله عن غضبهم الشديد من احتمال أن تنفذ السلطات السعودية هذا القرار، مؤكدين أن الدعاة الثلاثة رموز مجتمعية وليسوا إرهابيين.
وقبل أيام قال موقع «ميدل إيست آي» البريطاني في تقرير خاص إن سلطات السعودية تتجه إلى إصدار حكم بالإعدام على هؤلاء الدعاة الثلاثة (هم الشيخ سلمان العودة، والشيخ عوض القرني، والشيخ علي العمري)، وتنفيذ الحكم عليهم بعد انقضاء شهر رمضان. ونقل الموقع هذه المعلومات عن مصدرين حكوميين وواحد من أقارب هؤلاء الدعاة.
وقال أحد المصدرين الحكوميين للموقع «لن يتريثوا في إعدام هؤلاء الرجال فور إقرار حكم الإعدام».
وفي تغريدة عبر حسابه في «تويتر» الأربعاء، أكد عضو المكتب السياسي في حركة «حماس» موسى أبو مرزوق، الأمر ذاته قائلا: «عن مصدرين حكوميين سعوديين: السلطات تعتزم إصدار وتنفيذ أحكام بإعدام الدعاة سلمان العودة، وعوض القرني، وعلي العمري، بعد نهاية شهر رمضان بوقت قصير».
وانطلق العديد من الحملات التضامنية عبر صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية، للمطالبة بوقف إعدامات الدعاة في السعودية، وإطلاق سراحهم.
وأطلق موقع «آفاز لحملات المجتمع» (غير حكومي)، حملة لجمع توقيعات متضامنين من حول العالم، للمطالبة بوقف إعدام الدعاة في المملكة العربية السعودية.

وقفة تضامنية في تركيا… وحملة لجمع توقيعات لمتضامنين من حول العالم

وفي بيان نشر على موقع آفاز أمس الأحد، ورد «في شهر رمضان المعظم شهر التراحم والإحسان، نهيب بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بأن يتدخل ليعيد للمملكة مكانتها في العالم الإسلامي، ويبطل الحكم الظالم بالإعدام على علماء هم من خيرة أبناء الأمة الإسلامية».
كذلك،، شارك أكثر من مئة متضامن، الأحد، في وقفة تضامنية، أمام القنصلية السعودية في إسطنبول، مطالبين بوقف الإعدامات بحق الدعاة في المملكة.
وشارك في الوقفة التي نظمتها «جمعية الأخوة التركية»، أكثر من مئة متضامن، من المواطنين الأتراك والمقيمين العرب، بالإضافة إلى العديد من رؤساء المنظمات والجمعيات العربية في تركيا.
ورفع المشاركون في الوقفة صور المشايخ سلمان العودة، وعوض القرني، وعلي العمري، مطالبين السعودية بإطلاق سراحهم من السجون.
وطالب المشاركون الشعوب المسلمة، بالتضامن مع علماء الأمة في بلد الحرمين الشريفين، وكذلك المطالبة الفورية بإطلاق سراحهم وتعويضهم، بحسب الجهة المنظمة.
ودعا بيان للجهة المنظمة للوقفة إلى «إطلاق سراح الدعاة بشكل فوري، وتعويضهم ماديا ومعنويا لما عانوه من تعذيب واتهامهم ظلما بجرائم لم يرتكبوها».
وقال نواف التكروري، رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج «شاركنا في الوقفة بعدما وردنا أن هناك احتمالية لإعدام العلماء الكبار العودة والقرني والعمري، وأكدنا أن هؤلاء لا ينبغي أن يكونوا أصلاً خلف القضبان، وإنما يقودون الأمة».
وتساءل على هامش الوقفة «إذا كان هؤلاء العلماء ارتكبوا جرائم بالفعل لماذا لا تتم محاكمتهم علنا وأمام وسائل الإعلام».
ومنذ سبتمبر/ أيلول 2017، أوقفت السلطات السعودية دعاة بارزين ونشطاء في البلاد، أبرزهم الدعاة سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري، وعادة لا تذكر المملكة أعداد الموقوفين لديها، وتربط أي توقيفات بتطبيق القانون.
وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت ثلاثة من هؤلاء الدعاة (العودة والقرني والعمري) ضمن حملة على العلماء والدعاة وقادة الرأي في سبتمبر/أيلول 2017، وشرعت في محاكمتهم في جلسات سرية، حيث طالبت النيابة العامة بقتل الدعاة الثلاثة «تعزيراً» على خلفية تهم تتعلق بـ«الإرهاب».
وكان الموعد المقرر لأحدث جلسات محاكمتهم أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض هو الأول من مايو/أيار الجاري، لكن الجلسة أرجئت، من دون تحديد موعد آخر.
عبد الله العودة، نجل الداعية السعودي سلمان العودة في تغريدة على «تويتر»، إن أخباراً وتسريبات مفزعة تصل إلى أسرة العودة بشأن نية السلطات السعودية إعدام دعاة، على رأسهم والده سلمان العودة.
وأضاف أن أسرة العودة تؤكد أنه ليس لديها أي علم بهذا الشأن مطلقا، كما تؤكد أن النيابة العامة لا تزال تطالب بالقتل تعزيراً لوالده ولعوض القرني ولعلي العمري.
منظمات حقوقية دولية ومشرعون أمريكيون أعربوا عن قلقهم وحذروا الرياض من مغبة الإقدام على تلك الخطوة، كما دعت حركة التوحيد والإصلاح الدعوية المغربية في بيان، السلطات السعودية إلى إخلاء سبيل جميع العلماء والدعاة والمفكرين المعتقلين، وكذلك دعاة الإصلاح السلميين المعتقلين بسبب الرأي وإسداء النصح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *