أكدت كتلة الوفاء للمقاومة عقب إجتماعها الدوري بمقرّها في حارة حريك برئاسة النائب محمد رعد، على أن الحكومة الجامعة لمعظم المكونات السياسية في البلاد هي الاطار الصحيح والمطلوب لمواجهة التحديات المحتملة على الصعيد الداخلي او الخارجي، معتبرة أن إلغاء تمثيل أي مكون سياسي ورفض مشاركته في الحكومة لا يخدم المصلحة الوطنية اطلاقاً ولا يخدم حسن سير عمل الحكومة أيضاً.
وفي بيان صادر عنها، رأت الكتلة أن تمثيل السنة المستقلين هو مسؤولية تقع على عاتق الرئيس المكلّف اساساً, وعلى القوى الوازنة في البلاد التعاون لتحقيق هذا الامر، مجددة التأكيد على أن إلتزامها بدعم حق ومطلب النواب السنّة المستقلين في مشاركتهم بالحكومة, هو التزام اخلاقي وسياسي معاً, وأن لا مبرّر يمنع الاستجابة لهذا الحق والمطلب.
وشددت الكتلة على أن التهافت المريب للأنظمة العربية التي تتسابق اليوم وبشكل علني لتظهير علاقاتها الكامنة مع الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين, هو تنصلُ وقحُ من الالتزامات تجاه القضية الفلسطينية العادلة وتنكرُ لئيمُ لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، مشيرة إلى أن تسابق الانظمة العربية اليوم للتطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني اللقيط يظهر بوضوح الخداع المزمن الذي مارسته هذه الأنظمة على مدى السنوات الماضية, كما يدل على النهاية الحتمية البائسة للرهانات العقيمة التي كانت تسوقها لدى شعوب المنطقة حول امكانية التسوية السلمية مع العدو الصهيوني.
ولفتت الكتلة الى أن “الحكم السياسي الذي اصدرته سلطات البحرين مؤخراً بحق سماحة الشيخ علي سلمان دون اي وجه حق, يكشف عن مستوى الاستبداد الذي يرزح تحت وطأته شعب البحرين المظلوم”، وأدانت هذا الحكم الجائر، واضعة إياه برسم كل منتديات القانون في العالم، مبيّنة أنه يكشف عن بؤس الحكم في البحرين ومدى معاندته للحق والعدل”.
ودعت الكتلة الى وجوب وقف العدوان الامريكي السعودي على اليمن، مؤكدة استمرارها هذا العدوان المدان هو عار تاريخي فظيع قد تلبّس به المعتدون بأطرافهم كافة, وأصابت آثامه هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
كما وأدانت كتلة الوفاء للمقاومة قانون العقوبات الأمريكي ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، ورأت فيه عدواناً ظالماً ضد الشعب والدولة في ايران, ومصادرة استبدادية وقحة للمؤسسات الدولية بل إلغاءً لها ولدورها.
وتداولت الكتلة في مختلف التطورات الجارية والمؤشرات الواقعية، قائلة إن منطقتنا والعالم يشهدان بعض الاحداث والتطورات التي قد تشير الى امكان حصول بعض التغيرات في سياسات عدد من دول المنطقة والعالم. فمنذ جريمة القنصلية السعودية في اسطنبول والتداعيات التي أحدثتها لدى الرأي العام الغربي عموماً او لدى بعض الدول الاقليمية والغربية, مروراً بنتائج الانتخابات النصفية في مَجْلِسَي النواب والشيوخ بالولايات المتحدة الاميركية. ومن قبل بدء سريان قانون العقوبات الاحادي الجانب الذي لم تلاقه العديد من الدول كما كان يرغب به ترامب ضد ايران.. وصولاً الى العجز الذي بلغه تحالف العدوان الامريكي – السعودي عن تحقيق انجاز ميداني وازن في اليمن ضد ميزان القوى الذي يميل بوضوح لمصلحة الجيش واللجان الشعبية هناك.. فضلاً عن تعثر صفقة القرن وفشل تسويقها أو فرضها على الجانب الفلسطيني عموماً..
وأضافت: “كل هذه المؤشرات تفترض تبدلات جزئية او كبيرة سوف تظهر تباعاً في المواقف والسياسات لدى العديد من الدول النافذة في المنطقة والعالم, وهو ما سينعكس في مقاربات جديدة تجاه فلسطين وايران وسوريا واليمن والعراق, ستعزز بالضرورة ولو نسبياً موقع تلك الدول ورؤية شعوبها الممانعة في المرحلة القادمة. اما لبنان فتغدو فيه اولوية تشكيل الحكومة الجديدة في غاية الأهمية لتحديد المسارات الآمنة التي يترتب على لبنان ان يمضي فيها ليحفظ أمنه واستقراره من جهة وليعالج أوضاعه ومشاكله الداخلية من جهة اخرى.
وأكدت الكتلة قبيل مناسبة يوم الشهيد في حزب الله والمقاومة الاسلامية، استلهامها لتضحياتهم ولدمائهم الزكية التي حفظت الوطن وحققت الامن والاستقرار لكل اللبنانيين وحمت السيادة.. وتوجهت الى كل عوائل الشهداء بكل اكبار واعتزاز مقرين لهم بعظيم عطائهم وجليل مواقفهم.