يحيى السنوار للصهاينة : لا أقول إنني لن أقاتل بعد بل لا أريد حربا إضافية

«أنا لا أقول إنني لن أقاتل بعد بل أقول إنني لست راغبا بحروب أخرى» هذا ما تنسبه صحيفة «يديعوت أحرونوت» لقائد حركة حماس يحيى السنوار، الذي تحدثت إليه كما تدعي من خلال صحافية أجنبية، وبالمشاركة مع صحيفة إيطالية.
في«الحديث النادر غير المسبوق لوسيلة إعلام إسرائيلية» الذي ستنشره «يديعوت أحرونوت « اليوم الجمعة، وصحيفة «لا ريبوبليكا» بشكل موسع، يقول السنوار إن هناك فرصة حقيقية للتغيير، وإن الحرب «ليست مصلحتنا» وفيها لا يتم تحقيق أي شيء، لكن الانفجار الآن حتمي. ويؤكد أنه بدون إنهاء الحصار لن يكون هناك «وقف إطلاق نار» ، معتبرا أن تبادل أسرى أمر حيوي. وتذكّر بأن السنوار أسير تم تحريره في صفقة «وفاء الأحرار» عام 2011 بعد 22 عاما من السجن الإسرائيلي، وتقول إن قراءة مضمون الحديث لن يكون سهلا على القراء الصهاينة، وإنه قد تم داخل مكتبه في غزة.

لماذا الآن؟

لماذا قررت القيام بهذه المقابلة بالذات الآن، ولصحيفة إسرائيلية؟ على هذا السؤال تنقل «يديعوت أحرونوت» عنه قوله «لأنني أرى الآن فرصة حقيقية للتغيير».
لكن يبدو أن الأمر الأكثر واقعية الآن هو حرب إضافية في غزة.. على ملاحظتها هذه يقول السنوار إن «الحرب ليست مصلحتنا» وتساءل من له رغبة بمواجهة دولة عظمى نووية ومعه أربعة مقاليع؟ وتابع «في الحرب لا يحققون شيئا».

لكنك قاتلت طيلة حياتك؟

«لا أقول إنني لن أقاتل بعد بل أقول إنني لا أريد حربا إضافية. ما أريده هو إنهاء الحصار فالتزامنا الأول هو السعي لخدمة شعبي، وحمايته وحماية حقه بالحرية والاستقلال».
وردا على سؤال عن مسؤوليته عن تفشي البطالة والفقر داخل القطاع، يوضح السنوار أن المسؤولية تقع على من أغلق الحدود لا على من يحاول فتحها. مسؤوليتي تقتضي بالتعاون مع كل من يستطيع المساعدة بوضع حد للحصار. في الوضع الراهن الانفجار لا يمكن منعه».
وردا على سؤال حول دلالة « التهدئة « يقول، حسب الصحيفة الإسرائيلية، إنها تعني «الهدوء الكامل ووقف الحصار».

هدوء مقابل هدوء؟

«لا. هدوء مقابل هدوء وإنهاء الحصار. الحصار ليس هدوءا». وردا على سؤال حول مدى أهمية صفقة تبادل أسرى يقول السنوار إنها «أكثر من مهمة وحيوية حقا، فهذا ليس سؤالا سياسيا. أرى بذلك واجبا وسأعمل كل ما بوسعي من أجل تحرير كل من بقي في الأسر».
وعن احتمال عدم النجاح في تحقيق التهدئة، يقول إن اتفاق التهدئة لم ينجز بعد وإن الفصائل الفلسطينية مستعدة لتوقيعه واحترامه، ولكن حتى الآن هناك احتلال فقط.
ويتابع «من المهم التوضيح أنه في حال هوجمنا سندافع عن أنفسنا كما دائما. ستكون لنا حرب أخرى ولكن بعد عام ستكونين هنا من جديد للقاء صحافي، ومجددا سأقول لك إنه بواسطة الحرب لا يحققون شيئا».

التفاوض مع الشيطان

وفي محاولة للتحفظ على أقوال السنوار وإبطال مفاعيلها لدى جمهور المتلقين الإسرائيليين بادرت الصحيفة لاستكتاب أربعة من كتابها تعقيبا على هذا الحديث، وجاءت تعقيباتهم دعائية الروح والطابع.
ويقول الصحافي بن درور، يميني، إن السنوار «إرهابي» ويقود تنظيما يواصل تنظيم مظاهرات عنيفة ومهاجمة الجنود الإسرائيليين ويحتجز أسرى ومواطنين يهودا.
ويعلن أنه يؤيد التفاوض مع حماس بل مع الشيطان إذا كان ذلك يخدم مصلحة إسرائيلية، ويقترح عرض صفقة على حماس قوامها إنهاء الحصار مقابل نزع السلاح. ويضيف»في حال وافقت حماس فإن الربح كله لإسرائيل، وفي حال رفضت فإنها ستدخل الحرب القادمة وهي محّقة أكثر وبالتالي أكثر قوة».
وفي محاولة للحيلولة دون أي تأثير للسنوار على الإسرائيليين والكشف عن الحقائق يدعو لعدم نسيان من هو السنوار، وما هي حماس، ولكن عندما يطالب بإسماع صوته للإسرائيليين ينبغي عدم منع ذلك، بل ينبغي قراءة ما يقوله بحذر وبيقظة دون نسيان حقيقة أفعاله الإجرامية، وأكثر من ذلك تذكر المصلحة الإسرائيلية.
أما المحرر العسكري للصحيفة أليكس فيشمان فيقول إن هذا الحديث الصحافي ربما سيتم استذكاره مستقبلا كمقابلة عشية حرب. ويوضح أنه رغم أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ستتعامل مع هذا الحديث باستخفاف، لكنه يشكل في الواقع إنذارا إستراتيجيا. ويضيف خلافا للموقف الإسرائيلي الرسمي «من فوق رؤوس القيادة الإسرائيلية التي تتجاهله وتحشره في الزاوية يبث يحيى السنوار رسائل بين السطور للإسرائيليين مفادها: لا أستطيع التسليم مع حالة الفوضى المتفاقمة داخل غزة، وفي حال استمر الجمود المحيط بالمفاوضات لا أنا ولا حماس نستطيع البقاء في مواجهة الرأي العام في غزة، وأنتم لم تبقوا لنا خيارا عدا الحرب وإن لم تتخلص غزة من جوعها ومعاناتها فستعانون أنتم أيضا».

«زواج متعة»

ويقول إن السنوار يحاول مخاطبة الإسرائيليين مباشرة، ومن شأن أقواله أن تبدو منطقية عند أوساط منهم، وبذلك ربما ينتج ضغطا على الحكومة من أجل التفاوض معه.
ويشير فيشمان الى أن العدو الصهيوني ترى أن السنوار يحاول صنع تهدئة وفق شروطه هو من أجل تعزيز مكانته وزيادة قوة حركته، استعدادا للمنافسة الداخلية في الساحة الفلسطينية بعد فترة الرئيس محمود عباس».
وضمن تحليله يقول إن السنوار وكأنه يقول بذلك «أعطوني عدة سنوات لتنظيم أنفسنا وبناء غزة من جديد وتزدهر، ومن جهتي أعطيكم الهدوء في هذه الفترة لكنني لن أوقع معكم اتفاق سلام، بل هو «زواج متعة» وسأطردكم من البيت يوما ما. ربما الجيل المقبل، سيتعود الطرف الأول على الطرف الثاني، وربما نجد لكم حلا آخر. وهذا ما اقترحه مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين قبل 25 سنة وإسرائيل رفضت، لأنها لا تريد العيش الى جانب قنبلة موقوتة من شأنها أن تنفجر متى تشاء».
ويخلص فيشمان للقول إنه في المقابل فإن المؤسسة الأمنية ترى أمورا أخرى. ويضيف «السنوار يتحدث عن هدنة لكن حاليا يتصاعد تعاون حماس مع إيران التي تحول معرفة ومالا وإسرائيل تبحث عن بادرة حسن نية تتجاوز لغة البيان والإنشاء، لكن حماس لا تعطي إشارة كهذه».

فلنستعد للحرب

واعتبر زميله المراسل العسكري يوسي يهوشع في تعليق بعنوان «الاستعداد للحرب» أن السنوار يطلق تصريحات حمائمية ويتجاوز الرئيس عباس من اليسار، ويشير إلى أن حماس غير معنية بحرب، وأن الاحتجاجات على طول الجدار تحت سيطرتها.
يهوشع الذي يبطن تعليقه بانتقاد لحكومة بنيامين نتنياهو وفقدان استراتيجية واضحة تجاه القطاع، يخلص للقول «في حال صدقنا قائد حماس يحظر على العدو الصهيوني تفويت الفرصة مجددا».
وسبق أن قال قائد جيش العدو إن استمرار السياسات الإسرائيلية مع غزة خطير، لأنه كلما توثق الخناق الاقتصادي الأمريكي، كلما زادت احتمالية الانفجار. ويضيف «لم يفهم من الحديث الصحافي كم تبقى للكيان الصهيوني، أيام أو أسابيع، لكن الوقت يمر بسرعة نحو مواجهة عسكرية جديدة مع غزة».
وحمل الصحافي اليميني يوعاز هندل المقرب من رئيس حكومة الاحتلال على السنوار بتعليق عنوانه يشي بمضمونه: «سلاح الكذب».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *