أعلن ثمانون عضوا بارزا انسحابهم رسميًا من حزب «حراك تونس الإرادة»، في أكبر استقالة جماعية يشهدها حزب سياسي في البلاد، مؤكدين «استحالة إصلاح مسار الحزب سياسيًا وتنظيميًا».
وفي بيان مطوّل نشره القيادي السابق طارق الكحلاوي على صفحته في موقع «فيسبوك»، أعلن ثمانون قياديًا بارزًا، بينهم الكحلاوي وعدنان منصر، استقالتهم من حزب «الحراك» الذي أسسه الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي. وبرر المستقيلون القرار بجملة من النقاط، أبرزها أن الحزب «أصبح – واقعيا – منضويا تحت جناح أحد أطراف الحكم (في إشارة إلى حركة النهضة)، بناء على حسابات انتخابية صرفة متعلقة بالرئاسيات»، متهمين رئيس الحزب بـ« التركيز على طموحاته الرئاسية وإهمال الحزب، والوقوف أمام أية إصلاحات عميقة داخله ترسخ الالتزام بلوائحه وخطه السياسي كحزب ديمقراطي اجتماعي معارض، وعدم الاستعداد للنقد الذاتي».
كما أكد الموقعون على البيان «الركود التام للحزب تنظيميًا وإعلاميًا وتجميد كل لجانه وأنشطته وارتهانه الكامل في عمله التنفيذي بحضور أو غياب رئيسه، بما يكشف غيابًا مؤسفًا للعمل المؤسساتي. كما أن الحزب أصبح مجرد إدارة ملحقة بمكتب السيد رئيس الحزب، حيث أصبحت الإدارة تستأثر لنفسها، عبر توجه يخرق لوائح وتنظيمات الحزب، كل المهام الحيوية في الحزب».
وكان طارق الكحلاوي أكد قبل أيام لـ«القدس العربي» أن رئيس الحزب المنصف المرزوقي يُعتبر منافسًا قويًا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولكنه أشار إلى أن قاعدته الانتخابية ما زالت متطابقة مع حركة «النهضة»، وقد يفضّل معظمها التصويت للحركة على حساب حزب «الحراك» في الانتخابات البرلمانية المقبلة.