في بداية اليوم الـ379 للعدوان على غزّة، ارتكبت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” مجزرة في مخيم جباليا شمالي القطاع راح ضحيتها 33 شهيدًا بينهم 21 امرأة وأكثر من 85 مصابًا.
وفي هذا السياق، قال مكتب الإعلام الحكومي في غزّة إنّ “جيش الاحتلال يواصل حرب إبادة واستئصال واضحة المعالم في مخيم جباليا بمحافظة شمال قطاع غزّة، حيث ارتكب مذبحة جديدة راح ضحيتها حتّى الآن 33 شهيدًا بينهم 21 امرأة والعدد قد يصل إلى 50 شهيدًا بسبب وجود العديد من الشهداء تحت الأنقاض وتحت البنايات التي قصفها الاحتلال فوق رؤوس ساكنيها المدنيين، وكذلك أوقعت المذبحة أكثر من 85 مصابًا بينها إصابات خطيرة”.
وأضاف مكتب الإعلام الحكومي “وقد ارتكب جيش الاحتلال هذه المجزرة عندما قصف عدّة منازل تعود لعائلات الحواجري ونصار وأبو العيش في مخيم جباليا، بغطاء كامل من الإدارة الأميركية ومن بعض الدول الأوروبية مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول المشاركة في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي”.
وتابع “تأتي هذه الجريمة الجديدة بالتزامن مع انهيار الواقع الصحي في محافظة شمال قطاع غزّة والتي يقطنها حاليًّا قرابة 400,000 إنسان، كذلك هدّد الاحتلال المستشفيات وطالبها بالإخلاء لإيقاع أكبر قدر ممكن من القتل والإبادة الجماعية، كما يمنع الاحتلال من وصول الوقود إلى هذه المستشفيات، وقام بقطع الاتّصالات والانترنت عن المنطقة وهذا ما تسبب بحدوث كارثة حقيقية”.
وأدان المكتب الإعلامي الانزلاق الأخلاقي لدول العالم التي تشاهد وتراقب بصمت جريمة الإبادة الجماعية ضدّ الشعب الفلسطيني، وخاصة ما يجري حاليًّا في مخيم جباليا بمحافظة شمال قطاع غزّة، كما أدان بأشد العبارات ارتكاب الاحتلال “الإسرائيلي” لهذه المذبحة الجديدة واستمرار حرب الاستئصال والتطهير العرقي ضدّ المدنيين والأطفال والنساء، مطالبا كلّ دول العالم بإدانة هذه الجرائم المستمرة ضدّ النازحين وضد المدنيين وضد الأطفال والنساء.
هذا، وحمّل الاحتلال “الإسرائيلي” والإدارة الأميركية والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والدول المشاركة في الإبادة الجماعية كامل المسؤولية عن استمرار جريمة الإبادة الجماعية وخاصة حرب التطهير العربي والإبادة في مخيم جباليا واستمرار ارتكاب هذه المجازر ضدّ المدنيين في قطاع غزّة.
وطالب المجتمع الدولي وكلّ المنظمات الأممية والدولية بالضغط على الاحتلال لوقف الإبادة الجماعية في مخيم جباليا ولوقف التطهير العرقي ضدّ شعبنا الفلسطيني، ولوقف شلال الدم المتدفق في قطاع غزّة.
حماس
من جهتها، قالت حركة حماس إنّ “قطع الاحتلال الاتّصالات والانترنت عن محافظة شمال غزَّة جريمة تستهدف عزل شعبنا وتهجيره ومنع نقل حقيقة إرهاب جيشه للعالم”.
وأضافت الحركة في بيان صحفي أنّ “قطع جيش الاحتلال المجرم للاتّصالات والانترنت عن محافظة شمال غزَّة، مع تصعيد مجازره الوحشية ضدّ المدنيين العزّل في قطاع غزَّة، وخاصة في مخيم جباليا منذ 15 يومًا، هو جريمة صهيونية مُمنهجة تستهدف تهجير شعبنا والانتقام من صموده وثباته على أرضه، ومحاولة لعزله ومنع نقل الصورة الحقيقية إلى العالم عن حرب الإبادة الجماعية والتجويع التي يرتكبها ضدَّ أهلنا في القطاع منذ أكثر من عام كامل”.
وحذرت الحركة من خطورة وتداعيات منع الأطقم الطبية والدّفاع المدني من الوصول للمصابين، ممّا ينذر بارتفاع أعداد الشهداء.
ودعت حركة حماس “كل الدول والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى تحمّل مسؤولياتها والتحرّك لوقف هذه الجرائم “الإسرائيلية” التي ستبقى وصمة عار تلاحق كلّ المتخاذلين والمتقاعسين في وضع حدّ لهذا الإجرام الصهيوني المتواصل ضدَّ شعبنا وأرضنا ومقدساتنا”.
إلى ذلك، أعلن مستشفى العودة عن وقوع إصابات في الطواقم الطبية إثر قصف مدفعي “إسرائيلي” استهدف الطوابق العلوية للمستشفى في جباليا شمالي قطاع غزّة.
وزارة الصحة في غزّة
بدورها، أعلنت وزارة الصحة في غزّة أنّ مدفعية الاحتلال استهدفت الطوابق العليا من مستشفى الاندونيسي شمالي القطاع بالتزامن مع إطلاق نار كثيف باتّجاه مبنى وساحات المستشفى مما تسبب بحالة ذعر كبيرة بين المرضى والطاقم الطبي.
وأوضحت الوزارة أنّه يتواجد أكثر من 40 مريضًا وجريحًا بالإضافة إلى الطاقم الطبي داخل مستشفى الاندونيسي، مشيرةً إلى أنّ قوات الاحتلال قطعت الكهرباء عن المستشفى.
وقالت الوزارة في بيان صحفي إنّه “تم استهداف مجموعة من النازحين أمام بوابة المستشفى الاندونيسي”.
الدفاع المدني الفلسطيني
من جانبه، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني أنّه قام بإجلاء 7 مصابين من تحت أنقاض منزل لعائلة صالحة استهدفه الاحتلال “الإسرائيلي” في منطقة الشيماء ببيت لاهيا شمالي قطاع غزّة، مؤكدًا وجود عدد من المفقودين تحت أنقاض المنزل.
وأضاف الدفاع المدني أنّه انتشل جثامين 3 شهداء وعدد من المصابين من منزل لعائلة زايدة الذي قصفه الاحتلال “الإسرائيلي” في جباليا شمال قطاع غزّة.
وقال الدفاع المدني إنّه تلقى الخميس مناشدة من عائلة الدبس في منطقة الفالوجا بمخيم جباليا بعد استهداف منزلهم من قبل الاحتلال حيث تتكون العائلة من أكثر من 30 شخصًا بينهم أطفال ونساء وكبار بالسن.
وتابع “تم خروج عدد من أفراد العائلة من تحت الأنقاض حيث وصلوا إلى مشفى المعمداني وتم اختطاف عدد آخر من قِبل قوات الاحتلال، وما زال هناك أكثر من 20 شخصًا عالقين تحت الأنقاض”.
ولفت إلى أنّ “قوات الاحتلال ما زالت تمنع دخول طواقمنا للكثير من المناطق التي يتم استهدافها حيث عشرات المنازل التي تم قصفها على رؤوس ساكنيها وما زال تحت أنقاضها عالقين”.
وفي وسط القطاع، أفادت مصادر طبية باستشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين في غارة “إسرائيلية” استهدفت منزلًا لعائلة شناعة في مخيم المغازي. وأكدت طواقم الدفاع المدني أنّها ما تزال تبحث عن عدد من المفقودين تحت أنقاض المنزل.
وفي جنوب القطاع، استشهد 3 فلسطينيين في قصف “إسرائيلي” استهدف مواطنين بحي الجنينة شرق مدينة رفح.
وأمس، قالت وزارة الصحة في غزّة إنّ الاحتلال “الإسرائيلي” ارتكب 4 مجازر ضدّ العائلات في قطاع غزّة وصل منها للمستشفيات 62 شهيدًا و300 ومصاب خلال 24 ساعة الماضية.
وأضافت الوزارة أنّه لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
هذا، وأعلنت الوزارة ارتفاع حصيلة العدوان “الإسرائيلي” إلى 42,500 شهيد و99,546 مصابًا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.