مكاسب أميركية في حال رفع العقوبات عن إيران

قال الكاتب في مجلة “رسبونسيبل ستايتكرافت” الأميركية، تريتا بارسي، إنّ “المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لم يتطرّق إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني في جولة المحادثات في مسقط”، وأشار بارسي إلى أنّ الوفدَين الإيراني والأميركي “ناقشا في المقابل مستوى القيود على البرنامج وما قد يقدّمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المقابل على صعيد تخفيف العقوبات”.

وأضاف في مقال في المجلة الصادرة عن “معهد كوينسي للحكم المسؤول”، أنَّ “ترامب أعلن مرارًا عن أن الخط الأحمر الوحيد لديه في موضوع إيران هو عدم امتلاك الأخيرة سلاحاً نوويًا”، قائلًا: “ليس واضحًا ما إذا ترامب سيسعى إلى تحقيق ذلك عبر تفكيك برنامج إيران النووي بالكامل على غرار السيناريو الليبي والذي هو موقف “إسرائيل”، أم من خلال السعي إلى حل يستند على “التحقّق” من سلميّة برنامج إيران النووي، والذي يفرض القيود على هذا البرنامج ولا ينهيه بالكامل”.

وتابع الكاتب قوله إن “مشكلة النموذج الليبي هي أن إيران لن تقبل بمثل هذا الاستسلام، وبأن “إسرائيل” تبنّت هذا الموقف تحديدًا على هذا الأساس”، مضيفًا أن “إسرائيل” ترى أن مثل هذه المطالب من شأنها ضمان فشل الدبلوماسية وإجبار ترامب على التوجّه نحو العمل العسكري”.

ولفت بارسي الانتباه إلى رؤية ترامب بأن “العقوبات تعاقب الشركات الأميركية، وبأنه يبدو راغبًا في رفع العقوبات عن إيران من أجل عودة الشركات الأميركية إلى هذا البلد”، فـ”تبنّي نموذج التحقّق من سلميّة البرنامج النووي الإيراني كخط الأحمر الوحيد يمكِّن ترامب من تأمين “انتصار ثلاثي” للولايات المتحدة: يشمل منع إنتاج “قنبلة إيرانية”، منع اندلاع الحرب مع إيران، وفي الوقت نفسه توفير فرص تجارية مهمّة للشركات الأميركية، ممّا سيؤدّي إلى خلق المزيد من الوظائف في الولايات المتحدة”، على حد تعبيره.

وإذ ذكّر الكاتب بأن “العقوبات على إيران كان لها ثمن باهظ على الاقتصاد الأميركي”، أشار إلى دراسة شارك الكاتب نفسه في إعدادها خلال عام 2014، وكشفت عن أن “العقوبات الأميركية بين عامي 1995 و2012 كلّفت الاقتصاد الأميركي ما بين 135 و175 مليار دولار كقيمة أرباح الصادرات إلى إيران والتي منعتها العقوبات الأميركية”. واستنتج بارسي بأن “هذا يعني خسارة عدد كبير جدًا من فرص العمل في الولايات المتحدة”.

وأشار الكاتب إلى أنه “بحسب الدراسة، فالصادرات التي خسرتها واشنطن تُتَرجم كمعدل إلى خسارة ما بين 50 ألفًا و66 ألف وظيفة سنويًا، وبلغ العدد ذروته في عام 2008 مع خسارة 279 ألف فرصة عمل”.

ولفت الانتباه إلى أنه “إذا ما التزم ترامب بإستراتيجية تضع أولوية على الملف النووي بدلًا من صواريخ إيران البالستية، والتي تقوم على آلية التحقّق من سلمية البرنامج النووي بدلًا من النموذج الليبي، وإذا ما قام بتخفيف عقوبات أوّلية من أجل إرجاع برنامج إيران النووي بينما يفتح سوق إيران أمام الشركات الأميركية، فإن كلّ ذلك سيشكّل “نصرًا ثلاثيًا” لأميركا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *