فنيش: ليكن منطق الحوار بالاستفادة من القدرات المتاحة في لبنان درءًا للخطر الصهيوني

أقام حزب الله الاحتفال التكريمي للشهيد السعيد على طريق القدس المجاهد مجتبى أحمد ناصر (عساكري) في بلدة حاريص الجنوبية، بحضور الوزير السابق الحاج محمد فنيش، إلى جانب فعاليات وشخصيات وعوائل الشهداء، وحشود من البلدة والقرى المجاورة.

وبعد آيات من القرآن الكريم، افتُتح الحفل الذي تخلّله تلاوة للسيرة الحسينية، فيما ألقى الوزير محمد فنيش كلمة حزب الله، أكّد فيها أنّ لبنان مُقبل على مرحلة نأمل من الحكومة أن تأخذ بعين الاعتبار فيها معالجة آثار العدوان وإعادة الإعمار، إضافة إلى النهوض بالبلد وإصلاحه ومعالجة المشاكل وإعطاء فرصة للبنانيين لانتظام الحياة السياسية الدستورية، مشددًا على أنّنا “سنكون دائمًا كما كنّا في ساحة المواجهة والنزال، مُدافعين عن بلدنا وملتزمين قيمنا ومواجهين لأي اعتداء”، مردفًا: “كذلك في الداخل، سنكون جزءًا من أي مشروع إصلاحي حقيقي للنهوض بلبنان، كما وسنكون في تعاملنا من خلال تمثيلنا الحكومي والنيابي إيجابيين لكل ما يخدم مصلحة بلدنا ويُعيد إعمار هذا البلد”.

فنيش: ليكن منطق الحوار بالاستفادة من القدرات المتاحة في لبنان درءًا للخطر الصهيوني

كذلك، تطرّق الوزير فنيش إلى المستجدات الأمنية والاعتداءات الصهيونية، وقال: “إنّنا من خلال تقديرنا للأوضاع وتشخيصنا للمصلحة، نُعطي فرصة للجهود السياسية والدبلوماسية، لكن هذا لا يعني أن نسقط خيار المقاومة أو أن نكون غافلين عمّا يحصل من تطورات، خاصة وأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطرح اليوم تهجير الفلسطينيين من غزة، ويقوم بالضغط على الأردن ومصر ويطرح قضية التوطين، وهذه كلّها معطيات ينبغي أن تكون حاضرة أمام المهتمين بالشأن العام”.

وأضاف الوزير فنيش: “الذين لا يرون إلّا الإنصياع للضغوطات الخارجية والرغبات الأميركية، ولا يرون أي مشكلة سوى في بقاء المقاومة وامتلاكها للقدرات التي تُستخدم من أجل حماية لبنان، لا يرون إلّا الخلاص من هذه القدرات”، وسأل: “هل يدركون إلى أين يأخذون البلد لو تمكّنوا من تحقيق غايتهم؟ وهل يضمنون ألّا يكون لبنان ضحية هذه السياسة الأميركية وضحية المشروع الصهيوني التوسعي إذا تخلّت المقاومة عن دورها؟”، وأكمل قائلًا: “هم واهمون، ونحن لا نُخاطب الذين لا يرون العدو “الإسرائيلي” في ممارساته ولا يصدر عنهم إدانة أو موقف، بل كل تركيزهم هو على موضوع المقاومة واستمرارها وسلاحها”.

وتابع: “نتوجّه إلى من يمكن أن يكون من أصحاب العقل، نختلف معه في الرأي ولكن نحن دعاة حوار وأصحاب منطق، منطقنا وحجتنا ودليلنا قوي، ومع ذلك نقول تعالوا لنتحاور ونضع على الطاولة كل هذه المعطيات ولنستشرف كل هذه المخاطر، ولندرك حقيقة هذا الكيان الصهيوني الذي كشفت المقاومة بتصدّيها له طبيعته الإجرامية أمام الملأ وأمام العالم”، مؤكدًا أنّه لم يعد توصيف الكيان الصهيوني بأنّه واحة في صحراء قاحلة، بل بات واضحًا أنّه مجرد أداة متوحشة في خدمة مشروع السيطرة الغربية في منطقتنا.

وختم الوزير فنيش: “نقول لمن يريد مصلحة لبنان تعالوا إذا أردتم الحوار، وأن يكون منطلق الحوار كيف نستفيد من كل القدرات المتاحة في لبنان، من جهود دبلوماسية وسياسية ومن الجيش اللبناني والمقاومة، فعلينا أن نعرف كيف نستفيد من كل الأوراق التي بين أيدينا، ونُوائم فيما بينها درءًا للخطر الصهيوني ودفعًا للمخاطر، وحمايةً لبلدنا ومواجهةً لمشاريعِ التهجير والتوطين وتهديد مستقبل ومصير الوطن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *