ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان خطبة الجمعة من على منبر مسجد التوبة بطرابلس بتاريخ 10 كانون الثاني 2025.
وقال “يقول ربنا تبارك في علاه في محكم تنزيله أن العقد فيما بين الباري عز وجل وبين خلقه وعباده هو عقد طاعة وعبادة يكون من نتائجها من الطرف الآخر من هذا العقد جنات تجري من تحتها الأنهار بعيداً عن كل أشكال العذاب الأليم، فيقول ربنا تبارك في علاه في سورة الصف “يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم” عبّر عن العلاقة بالتجارة “هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله وروسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون” تجارة مع الله أركان العقد عقد التجارة مع الله عزّ وجلّ، إيمان بالله وجهاد بالمال والنفس ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، نتائج ذلك “يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبّونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين”.
فالعقد هو في التجارة مع الله عزّ وجلّ إيمان بالله وجهاد بالمال والنفس في سبيل الله تبارك في علاه، لتقف إلى جانب المستضعف إلى جانب المظلوم لكي تأمر بالمعروف لكي تنهى عن المنكر، خيرية هذه الأمة بالأمر والنهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما الدليل على ذلك؟ يقول الله عزّ وجلّ “كنتم خير أمة أخرجت للناس لم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله” أخّر الإيمان بالله عز وجل وقدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع أنّ عنوان دخول الإسلام الإيمان أشهد أن لا إله إلا الله “كنتم خير أمة أخرجت للناس” لم؟ “تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر: العبادات الشعائرية الصلاة الصوم الزكاة الحج، هي نور في القلب تشحذ همتكم من أجل أن تنطلق، ولكن كل ذلك الانطلاق الإيماني القلبي هو الذي يدفعكم في خارج بيت الله عزّ وجلّ لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد، ولكن رغم هذا السجود من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، خارج المسجد، من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا، لذلك “هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون”. النتائج “يغفر لكم ذنوبكم غفران للذنوب ورفع للدرجات يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري في من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشّر المؤمنين”.
عبّر عن الانتصار بأنه من الزوائد على العقد، أمور جانبية لم؟ لأنّ الفوز العظيم بطاعة رب العالمين الفوز العظيم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الفوز العظيم بإقامة حكم الله رب العالمين في هذه الدنيا، ثم في النهاية “وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين”. الله عز وجل يجعلنا من أهل البشارة، ثم بعد ذلك قال “يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله” يجب أن نكون من أهل الله من خلق الله من عباد الله من جنود الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين “من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيّدنا الذين أمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين”. إذا الظهور ظهور الإسلام بقربك من الواحد الديان ظهور الإسلام يجب أن يكون عندما نكون من أهل الانتصار لدين الله لخلق الله لعباد الله، والقرب من الله عزّ وجلّ “كونوا أنصار الله” كما فسرها العلماء كونوا أنصارا لخلق الله لعباد الله للمستضعفين من خلقه للمظلومين للمكروبين، يفسر ذلك الحديث القدسي الذي طالما تحدثنا به القرب من الله عز وجل يكون بالقرب من المقهورين من الجائعين من المكلومين. عبدي استطعمتك فلم تطعمني فيقول يا رب وكيف أطعمكم وبيدك خزائن السموات والأرض فيقول استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، عبدي مرضت فلم تعدني، جرحت أصبت في غزة أصبت أيما إصابة، مرضت فلم تعدني لم تزرني يقول يا رب وكيف أعودك وأنت رب السموات والأرض، فيقول مرض عبدي فلان فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لو زرته لوجدتني عنده. لا إله إلا الله، يجوع في غزة ولا أقف إلى جانبه يعطش في غزة ولا أقف إلى جانبه يصاب يكلم يموت، إن مات شيعته وإن مات عزّيته، في الحديث الشريف، ثم بعد ذلك لا أقف إلى جانبه بحال من الأحوال، لا مستضعف ولا مكلوم ولا مريض، ثم بعد ذلك أبحث عن نتائج الصفقة مع الله عزّ وجلّ. أنت بعيد كل البعد عن ذلك، أنا أكون بعيداً عندما أبقى في عباداتي الشعائرية دون أن أنطلق في التطبيق، المسؤولية أن تنطلق بالتطبيق الفعلي العملي لدين الله عزّ وجلّ تتحقق لها كل الشروط التي تحدثت عنها سورة الصف في نهاياتها، لذلك ضع نصب عينيك دائما أن تكون مع الله عزّ وجلّ، رسول الله عندما ربّى الغلمان من صحابته، يا غلام إني أعلمك كلمات، صلوات ربي وسلامه عليك سيدي وحبيبي يا رسول الله، احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله إذا استعنت فاستعن بالله تعرف على الله بالرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وطويت الصحف، أو كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم. ما هذه التربية إذا سألت فاسأل الله، ولكن أنا عندي المجتمع الدولي، إذا سألت فاسأل الله إذا استعنت فاستعن بالله، ما العمل مع الحلف الأطلسي بروسيا الصين جيدون؟ تعرّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، يقول يا رب المرأة الأسرة المرض أسألك… في البحر قد يخرج الموج والرياح وأغلب الناس من البعيدين عن الله عز وجل، وقت تصل السفينة إلى البر فيعود الناس إلى ما كانوا عليه، العلاقة مع الله تقوم على تعرّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، ثم بعد ذلك يجب أن تأخذ بالأسباب، ولكن يجب أن تعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك لن يستطيعوا أن يضروك إلا بأمر الله، وإن أرادوا أن ينفعوك لن ينفعوك إلا بأمر الله عز وجل رفعت الأقلام وطويت الصحف، بلا تحليل سياسي وبلا كل القراءات، يعني تأخذ بالأسباب كأنها كل شيء ثم بعد ذلك تتوكل على الله كأنّ الأسباب لا شيء. هذه طبيعة العلاقة، هذه العلاقة تكون على المستوى الأسري أو الفردي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي أو الداخلي أو الخارجي، اِبْنِ علاقتكم مع الله عزّ وجلّ على هذه الطريقة، كثير من الناس ليسوا متصالحين مع الله، كثير من الناس ليسوا متصالحين مع أنفسهم، كثير من الناس ضائعون يبحثون عن عزّ، الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين “أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا” قد تكون ممن أضاع طريقه تريد عزا تريد كرامة تريد حكما تريد سلطة، اذهب إلى الله “قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير” لا إله إلا الله، لذلك القضية تحتاج إلى قراءة منطقية واقعية تستطيع من خلالها أن تدرك كنه تصريف الله عزّ وجلّ للأمور، وفهم معاني القرآن من أجل أن تنطلق في سبيل وفي درب العزة والكرامة، نحن اليوم رغم كل ما يجري رغم كل الاختناق رغم تكالب الأمم علينا نحن لا نيأس من روح الله عزّ وجلّ، لأننا سنصل إلى ذلك النصر لأن الله وعدنا ووعد الله حقّ والله لا يخلف الميعاد، ولكن يجب عليك دائما أن تجري مراجعة لمواقفك من أجل أن تصل بعد ذلك إلى رضوان الله عزّ وجلّ إن شعرت أن هناك انحرافا قم بتصحيح مسار إن شعرت بأن هناك بعدا رتّب أمورك إذا شعرت أن هناك اختلافا في الأوليات، إذا ظننت في لحظة من اللحظات أن الناصر والمعزّ والمذلّ هو غير الله عزّ وجلّ لا تنفع الصلاة ولا الصوم ولا الزكاة، عندما تدرك أن الله هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد عندما تدرك أن الله عز وجل هو المعز هو المذل هو المعطي هو المانع هو الضار عن النافع، إذ ذاك تنطلق بكل حرية من أجل أن تصل إلى ما وصل إليه سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم من عزة ومن كرامة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أيها الإخوة الكرام، نعيش في منطقتنا هذه حربا ربما تكون بين قوسين أزلية، منذ الأزل، في كل هذه المنطقة في كل هذه الأرض في العالم القديم، وسط القارات الخمس في بلاد الشام في بلاد المسلمين في الجزيرة العربية، في كل تلك الأرض التي جعلها الله عز وجل أرضاً للأنبياء، فأين بعث الأنبياء موسى في طور سيناء رسول الله محمد في مكة المكرمة، عيسى عليه الصلاة والسلام في القدس، عندما أقسم الله أقسم بهذه الأرض، والله لا يقسم إلا بكل عظيم، يقول “والتين والزيتون وطور سينين” هي إشارات التين والزيتون هي أرض بلاد الشام وفلسطين، وطور سينين جبل الطور في سيناء حيث نزل الوحي على موسى عليه الصلاة والسلام، وهذا البلد الأمين مكة المكرمة، لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم.
أيها الإخوة الكرام عندما تدرك موقعك الجغرافي والمكانة التي وضعك الله عز وجل بها واختارك ووضعك في أرض الرباط، أرض الشام هي أرض الرباط إلى يوم الدين ولا ينبغي لفساقها أن يعلوا مجرميها، كما ورد في الأثر، إذ ذاك يجب أن تعرف دورك في الأمر وفي النهي حتى لا تنحرف. اليوم كل الدنيا تصب في كل هذه المنطقة، كل الحروب عندنا ماذا يريدون منا؟ أنت لا تعرف قدر نفسك قدر المنطقة التي تعيش فيها أنت لا تدرك أحيانا قدر ما تحمل من دين ومن عقيدة تنتفض على كل الأفكار الوضعية المصطنعة، وعلى كل الفراعنة وعلى كل السراق الدوليين، تقول كل صلاة “اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين” “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم” يقولون لك لم لا تذهب إلى “إن جنحوا للسلم فاجنح لها” امض على طريق المجتمع الدولي، تذكروا ما بدأنا به الخطبة “إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله”، كثير من الناس يصورون كل ذلك للمشروع الإنساني وللمشروع البشري أن جنة الخلد هي في يد إبليس وفي يد الشياطين شياطين الشرق والغرب.
أيها الإخوة الكرام الله عز وجل خلق عباداً له أولي بأس شديد أسكنهم هذه الأرض حتى يعذب فيهم ويقاتل فيهم كل قتلة الرسل والأنبياء ووضع خلقاً ههنا ليكونوا من أهل الرباط، نحن ههنا من أهل الرباط ويجب أن نبقى مرابطين إلى يوم الدين، يكتب لك أجر مرابط في هذه الأرض كما ورد في صحيح أحاديث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، لذلك أنت محكوم بوجود عدوانية للآخرين لك من خلال موقعك الجغرافي والعقيدة والثورات، أنت اليوم إلى جانب الكيان الصهيوني الغاصب ممنوع أن تنبس ببنت شفة أو أن تتحرك.
إن تحركت يرمى عليك السلاح النووي ما رمي على جنوب لبنان وعلى لبنان أكبر مما رمي من سلاح نووي على هيروشيما وناكازاكي، ما رمي على غزة أكبر حرب في تاريخ الكرة الأرضية، ما خطأهم يريدون التحرر، أما ما يجري هنا من ضغط تحت ثلاثة عناوين يريدها الغرب في المنطقة أمن الكيان الغاصب استمرار تدفق الثروات وحفظ المصالح الأجنبية في بلادنا، حين تؤمن هذه المطالب يسمح لك يقال لك صلّ وصم قدر ما تشاء حينها، ولكن أن تتحول إلى ضرب مصالحهم هنا المشكلة.
ما الذي يجري اليوم، في لبنان كان عندنا انتخابات رئيس جمهورية، هل هي انتخابات رئيس جمهورية الكرة الأرضية؟ أم انتخابات رئيس جمهورية لبنان؟ إذا كانت انتخابات رئاسة جمهورية الكرة الأرضية سبعة أو ثمانية مليارات لهم الحق بوجود كل تلك الوفود الأجنبية، ولكن نحن أصلا أربعة أو خمسة ملايين، هل لعطفهم علينا !؟ إذا كان كذلك فليوقفوا القتل في جنوب لبنان وعلى لبنان. إذا لم يوقفوا القتل لم أتوا إلينا؟ أتوا لأنه لا يسمح في نظر المحتل الغربي أن تكون هناك دول تؤثر على قاعدتهم المتقدمة في الشرق الأوسط التي هي الكيان المحتل الغاصب لذلك يجب أن يبقى الجميع تحت سطوتهم وسيطرتهم وبلطجتهم، لذلك حين تفكر تفكيرا باقتلاع كيانهم الغاصب تقوم الدنيا ولا تقعد، في 7 تشرين اندلع طوفان الأقصى، وفي الثامن من تشرين كانت كل حاملات الطائرات وبارجاتهم ههنا، ثانيا عندك نفط وعندك ثروات، وترامب وأمريكا باعتقادهم أن نفط الكرة الأرضية ورثة لهم من آبائهم… مثل من الأمثلة فنزويلا ما علاقتهم بها ؟ ممنوع أن تبيع النفط وهي بلاد النفط الأغنى، لتصبح العملة الورقية في فنزويلا ترمى في الطرقات لأنه ممنوع عليهم، حتى تركيا حاولت أن تستخرج نفطا من بحر إيجه من مياهها الإقليمية، منعت منعا كليا هذا النفط لا يمكن أن يستخرج إلا بالتعاون مع قبرص ومع اليونان ومع الكيان الغاصب وما إلى ذلك، لذلك أسباب الحرب اقتصادية وسياسية وعسكرية ودينية واعتقادية. الاقتصادية هناك أكبر حقل نفط وغاز في بحر غزة، فما العمل؟ باسم الإرهاب والتطرف لا يسمح بحال من الأحوال أن تتوقف هذه الحروب حتى يخضع الجميع من أجل أن يكونوا شركاء.
تأتي اليوم إلى سوريا التي انتفضت على الظلم وعلى الظالمين وأرادت أن تبني مشروعها الفردي الشخصي الذاتي الإقليمي والوطني، يخاطبونه ما هي طريقة الحكم التي ستعمل عليها؟ وما علاقتهم؟ السوريون فيما بينهم؟ كلا… يرفضون هناك ديمقراطية أم دينقراطية؟ هل سيحكم الدين؟! تأتي وزيرة الدفاع التابعة للحكومة الألمانية لم لم يسلم عليها؟ يتساءلون. ثم يقولون لن نقدم مساعدات حتى نرى تقدما فعليا عمليا على الأرض… وكأنك تحكم فرنسا، تحكم سوريا، انتخاب رئيس فرنسا أم رئيس لبنان؟! ما علاقة الغرب؟! هذه كذبة السيادة والحرية والاستقلال التي هي لعق على الألسن لا قيمة لها، عندما يكون هناك مصالح غربية تصبح كل تلك المصطلحات مبتذلة لا قيمة لها عند هؤلاء.
في سوريا هناك دمار هائل ولكن لا أحتاج للعون الغربي، عندنا نفط وعندنا غاز في الجزيرة في حقل العمر وفي كل تلك الحقول طاقة تكفي لبنان وسوريا وتركيا والعراق، ولكن فليخرج الأمريكي وقواعده من حقول النفط حيث يسرق النفط ويباع عن طريق كوردستان، اخرجوا وسلمونا آبار النفط ألا تقولون أنكم مع الحريات وسيادة الدستور؟! كلا هذا غير مسموح.
في سوريا شكل السلطة يريدون أن يتدخلوا به. ونحن من جهة أخرى المتدينيين حين يتكلمون عن قائد الثورة أو قائد تحرير الشام يقولون انظروا غيّر لبس طقماً، غيّر لباسه قصّر لحيته، محاسبة على اللباس. لم لا تحاسب من يسرقك من مئة عام، أحيانا بعض الإسلاميين عندهم سطحية مخيفة، ومن ذلك إذا لبس الشيخ لباسا عاديا وليس عباءة، أو إذا ألقى السلام على نصراني، عند بعض المتدينين لديهم شيء من السطحية المخيفة فهل المشيخة بالثياب وهل الثوابت بما تلبس؟! خلال أداء الرياضة تلبس ثيابا مناسبة للرياضة وعند السباحة تلبس ثياباً مناسبة للسباحة شرط ستر العورة، وعند خطبة الجمعة لبس ثياباً خاصة، انتقاد لاذع لما تقوم به، وتصبح بين حجري رحى بين انتقاد العوام الذين هم عندنا وبين تسلط الشرق والغرب عليك. ما الذي يجري في سوريا، سوريا اليوم يعاملونهم كما تعاملوا مع العراق. حوصر العراق منعوا من تصدير النفط صار هناك شيء اسمه النفط مقابل الغذاء، لأن العراق قذف على الكيان الصهيوني 39 صاروخاً وهي برأيهم جريمة لا تغتفر، ثم النفط مقابل الدواء، ثم النفط مقابل دواء سرطان الأطفال حتى قتل مليوني طفل في حصار العراق، اليوم نفس الشيء اليوم قد يجري في سوريا. ما المطلوب اليوم؟ ماذا يريدون منك؟ يريدون منك أن تفتح عينيك لأن كل خطوة تتقدم بها في فلسطين وفي لبنان أو في سوريا تحت الرقابة ويجب أن تدفع ثمنها.
ما المطلوب؟ المطلوب أن نكون متكاتفين فيما بيننا من أجل أن نستطيع الانطلاق، من أجل أن نخرج من المحتل الفعلي الحقيقي، اليوم كل الناس تتجه صوب فلسطين صوب الأقصى وصوب القدس، أحيانا قد يكون هناك تعثر لم؟ لأنه عندما تقرن فلسطين بالظلم والقهر، يعني إذا كنت مع فلسطين يجب أن تكون هناك سلطة هنا قهرية جبرية، يجب أن يكون هناك سجن اسمه سجن فلسطين، صارت الناس تكره اسم فلسطين في سوريا لم؟ لأن كل هذا مع القمع والقتل كله من أجل تحرير فلسطين ليقول الناس لا نريد تحرير فلسطين. هذا حقيقة ما يراد أن يكون في الخلفية والذهنية الفردية الذاتية وفي اللاإدراك واللاوعي حتى تكره كل ما يجري.
بالأمس صارت انتخابات رئاسية في لبنان واختير الرئيس جوزاف عون ولكن ما يوضع من شروط شيء عجيب، تأملنا جميعاً في أعلى المدرج سفراء الخارج أكثر من عدد نواب الأمة. لم؟ لأنهم جاءوا ليضمنوا وجود دولة تطبق بأدق الحذافير ما يريده الغرب. وهذا لن يجري بحول الله وقوته، أيًّا كان الرئيس أو رئيس الحكومة أو رئيس المجلس النيابي.
ولكن أن يجب أن تعرف مدى الحرب التي تشنّ عليك، يراد لك أن تختلف داخليا فتمدّ بالسلاح بالكمّيات التي تريدها، ولكن أن تقف من أجل أن تقاوم العدو والمحتل غير مسموح. عهدي لكم بعد ذلك أن نحرر أرضنا بالرجوع إلى المؤسسات الدولية، تخبز بالأفراح تأمّل القرار 194 تقسيم فلسطين إلى دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية له من سنة 1948 كان هذا القرار وحتى يومنا هذا لم يطبق لم لم يطبق؟ لأنهم لا يسألون عنك، لأن الضعيف لا يسأل لا يبالى به، والقادم أعظم، ترامب يأتي اليوم يريد بقوة أمريكا أن يغير الكرة الأرضية كلها، ونحن بجب أن نبقى مختلفين نتقاتل فيما بيننا، وهو بدأ من الغرب يريد الاستيلاء على جزيرة غرينلاند ويريد أن يضم كندا إلى أمريكا، طيب أنا أريد ضم لبنان إلى سوريا سيقال لك مباشرة هذا مرفوض هذا مخالف للقوانين الدولية. أما ضم كندا لأمريكا لا مشكلة عندهم، وعندهم الشيء الصحيح ضم كندا، ضم قناة بناما؟! وإذا لم تحلّ قضية الأسرى الصهاينة عند حماس سترون الجحيم في الشرق الأوسط، قهراً وظلماً.
في حال رؤيتي تكالب الشرق والغرب على أمتي وعلى بلادي ما الذي يجب أن أفعله؟ يجب أن أنطلق من الآية “يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله” يجب أن تحقق العهد مع الله “إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة” يجب أن تدرك بأن تحرير الأقصى والقدس وفلسطين لا يمكن أن يغير رأيي به وجود طغاة من ههنا وأناس ينأون عن حقوق الناس من هناك، كل ذلك لا يعني شيئاً، ما يعنيني هو أن أقف إلى جانب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يقول لن تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الشجر والحجر، مسؤوليتي أن أكون ممن مدحهم الله عز وجل عندما قال “فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد”. يجب أن تدرك أن أرضك فيها من النفط الكثير أرضك فيها وحدة اقتصادية واعتقادية، أرضك في العالم القديم هي أرض أطماع، لذلك قال لنا الله عز وجل “وأعدوا” قال لك “واعتصموا” قال لك “وجاهدوا” قال لك “وقاتلوا”، حتى تحفظ أرضك وتخرج من تحت قدم المحتل الأمريكي والغربي والأوروبي، لذلك مهما شعرت أن هناك حالة من حالات الضعف والركود والخنوع، فذلك يراه ضعيف النفس ولكن المؤمن ينظر بنور الله عندما يجد الحصار وتكالب الشرق والغرب عليه يقول “هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما” “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبهم ومن من ينتظر وما بدلوا تبديلا””.