الإسراء والمعراج بين الأمس واليوم.. موضوع خطبة جمعة للشيخ د. بلال سعيد شعبان مسجد التوبة طرابلس لبنان

ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان خطبة الجمعة من على منبر مسجد التوبة طرابلس لبنان، وتناولت الخطبة الإسراء والمعراج بين الأمس واليوم.
وقال فضيلته “مع كل رجب من كل عام وفي نهاياته في السابع والعشرين من ذلك الشهر الأشم تأتي ذكرى الإسراء والمعراج في السنة العاشرة من البعثة النبوية الشريفة وكان ذلك الإسراء والمعراج حدثاً عظيماً في تاريخ الإسلام له الكثير من المعاني ولقد سطره الله تعالى في سورة الإسراء والمعراج فقال “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير”.
الإسراء سورة من القرآن الكريم يجمع الله تبارك وتعالى فيها وبها بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليكون العروج من المسجد الأقصى صوب السماء وكأن الأقصى هو بوابة السماء والأرض وأرض المحشر والمنشر، ليؤكد القرآن الكريم على أهمية المسجد الأقصى.
وذلك الإسراء والمعراج جاء بعد الكثير من الصبر والمعاناة فجاء كتسرية وتسلية وجائزة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، بعد عشر سنين من الدعوة في مكة المكرمة ومن الصبر على الأذى ومن فقد فقد الأحبة ومن فقد النصير الذي يقف إلى جانبه، في عام الإسراء والمعراج فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب وفقد خديجة رضي الله عنها، وخديجة كانت بمثابة الداعم المالي بين قوسين وزير المالية، وعمه أبو طالب كان بمثابة وزير الداخلية الذي يدافع عنه ويقف في وجه أذى قريش له، عندما يفقدهما ثم بعد ذلك لا يبقى له مكان في مكة المكرمة التي جفّت تربتها فما عادت تقبل الإيمان ولا الإسلام، وبات التضييق على رسول الله هو العنوان انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف عسى أن يكون أهلها هناك ممن يستقبلونه ويقبلون دعوته ولكن ما لاقاه في مكة عبر عشر سنين من الدعوة، سلطوا عليه غلمانهم، بقي هناك أياماً أدموا رجليه الشريفتين، سلطوا عليه عبيدهم وغلمانهم وكل أولئك حتى وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لحظة من اللحظات لجأ فيها إلى الله عزّ وجلّ، فلم يعد هناك نصير ولا معين على وجه الأرض لرسول الله، لا في مكة ثم بعد ذلك ولا في الطائف ولا في كل مكان وهو يدعو إلى الله عز وجل ويحمل في قلبه لا إله إلا الله، فما هو المطلوب؟ لجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذاك إلى الدعاء والتضرع لله عز وجل في دعاء من أروع الأدعية الذي يجب أن تستنّ به عندما تصاب بالكرب، فقال “اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا رب العالمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى غريب يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري، إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحلّ عليّ سخط لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك”.
تضرع إلى الله عز وجل قائلاً “إلى من تكلني؟” كله يتجهمني وكله قد انقلب عليّ، هل هناك غضب، إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحلّ عليّ سخط لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك، هذا الدعاء فتح أبواب السموات السبع، هذا الدعاء أن كل ابتلاء لا بأس ولا ضير به إلا إن كان عن عقاب “إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي غير أن عافيتك هي أوسع لي”.
الإنسان يتسعيذ بالله عز وجل من الغضب، ولكن في حالة الابتلاء وفي حال الرضى الإلهي لا بأس بكل ذلك لأن الإنسان إنما خلق ليبتلى في هذه الدنيا ” أحسب الناس أن يتكروا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون” وهم لا يختبرون وهم لا يتعرضون للابتلاء والاختبار والامتحان؟. هذه هي مقدمات الإسراء والمعراج تقطعت كل الأسباب الأرضية هل يهلك الإنسان؟ يلجأ إلى الله عزّ وجلّ تلجأ إلى الله ما ودعك ربك وما قلى، يرسل إليه جبريل مع البراق ليسري بعد ذلك به من مكة إلى المسجد الأقصى، ليصلي هناك إماماً بجميع الرسل والأنبياء، أراه مشهدية الدعوة والاستمرار مذ خلق الله آدم عليه الصلاة والسلام إلى خاتمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مروراً بموسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام. وقف هناك إماماً بالأنبياء ليقول بأن كل الرسالات وكل الأنبياء دعوتهم واحدة هي دعوة الإسلام، وخاتمهم صلى الله عليه وسلم هو إمام جميع الأنبياء وأمته هي أمة الشهادة على الناس “وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس”. لذلك كانت البداية وقد أخبره الله تبارك في علاه أن كل عمل لا بد فيه من اختبار ويجب على الإنسان أن يصبر حتى يصل أحيانا إلى الحلقوم، فلولا إذا بلغت الحلقوم، حتى إذا وصلت إلى الزيغ وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، هو الله عز وجل هو الله تبارك في علاه في اختباره في امتحانه، لا يعطي إلا بعد الاختبار والامتحان ليبتلي صدق المؤمنين، ليبتلي جهدهم، ليقدم الإنسان كل ما يملكه وكل ما يستطيعه ليأتي بعد ذلك “ألا إنّ نصر الله قريب”.
عرج به إلى السموات العلى حتى وصل إلى سدرة المنتهى وحتى فرضت عليه الصلاة هناك، وصل صلى الله عليه وسلم إلى مكان لا يصله مخلوق من المخلوقات حتى الملائكة المقربين، وقف بين يدي الله عز وجل ثم بعد ذلك فرض عليه الصلاة من فوق سبع سموات، فكانت فريضة الصلاة وهي من أهم الفرائض في دين الإسلام لأنها معراج المؤمن اليومي خمس مرات في اليوم.
أنت بحاجة إلى هذه الصلاة وليس الله من يحتاجها، أنت بحاجة لئن تشحن بطارية الإيمان داخل قلبك، أنت يجب أن تقف بين يدي الله عز وجل ليكون الله هو الأكبر، في الصبح الله أكبر لم؟ لأن الصلاة خير من النوم، الظهر الله أكبر لم؟ لأن الصلاة خير من العمل، العصر الله أكبر لم ؟ الصلاة خير من الطعام، المغرب الله أكبر لم؟ الصلاة خير من الراحة العشاء الله أكبر لم ؟ الصلاة خير من النوم.
كل هذه الأمور تبدد طاقة الإنسان الروحية والإيمانية فمن المطلوب دائما أن تكون على صلة بالله عز وجل لتكون عبداً لله تبارك في علاه، الصلاة تعلمك أن الله هو الأكبر الصلاة تعلمك أن الحمد كله لله، الوقوف بين يدي الله قراءة كتاب الله، التوجه إلى قبلة الله إلى الكعبة إلى بيت الله الحرام، كل ذلك يحدد هويتك يحدد توجهك، انتبه لا تظن أن الصلاة هي أداء فرض والله يحب المحسنين، لا… هي لغة لا يفهمها إلا أهل القلوب وأهل الإيمان الذين يستلذون بالطاعة وبالصلاة، حتى الآن الكثير منا لا يستطيع أن يستلذ بالصلاة. سيدنا رسول الله يقول في طلب من بلال بن رباح رضي الله عنه، قم فأذن أرحنا بها يا بلال. كانت الصلاة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي حالة من الراحة وخروج من كل نصب الدنيا لتقف بين يدي الله عز وجل وكأن كل شيء قد زال، يزول الألم يزول النصب يزول التعب بوقوفك بين يدي الله عز وجل، فهي حالة من حالات الخشوع، قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون، اليوم عندما نؤدي الصلاة بحركات ليس لها معنى في داخل قلوبنا قد يصل الإنسان إلى حالة من حالات أن الصلاة فريضة يريد تأديتها أو عادة من العادات، كلا الصلاة هي عمود الدين من أقامها في نفسه فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين، الصلاة هي أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة، الصلاة فرضت فوق سبع سنوات، الصلاة أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله. وهذه الصلاة تصلى كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حالة الإقامة وفي حالة السفر وفي حالة الحرب، في حالة السفر تقصر في حالة الحرب ينقسم الناس قسمين هناك من يؤدي وهناك من يحرس، في حالة التعب والنصب، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “صلِّ قائما فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب، حتى لو وصلت إلى مرحلة لا تستطيع أن تصلي إلا بعينيك تصلي بعينيك ولا تسقط الصلاة” لذلك قال عليه الصلاة والسلام “بين الرجل وبين الإسلام والكفر ترك الصلاة، العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر” فسر العلماء ذلك بقول أن من يترك الصلاة تكاسلا فإنه مرتكب لكبيرة من أكبر الكبائر، أما من يتركها ويقول ليست مفروضة فهو خارج ملة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وخارج دائرة الإيمان. لم الصلاة بهذه الأهمية؟ بين الرجل وبين الإسلام والكفر ترك الصلاة، بكل بساطة لدينا خمسة أركان الشهادتان هما عنوان الدخول في الإسلام الركن الأساس تقولها ولو مرة في العمر تدخل في الإسلام وتجزئ ورسول الله يقول “جددوا إيمانكم قولوا لا إله إلا الله” ويقول “إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم قولوا لا إله إلا الله”. الزكاة “والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم” الزكاة إذا كان لديك مال بلغ النصاب وحال عليه الحول تدفع عليه اثنان ونصف في المئة، إذا لم يكن لديك مال لا تدفع الزكاة وإذا كنت من المحرومين الفقراء تكون مستحقاً للزكاة. الحج “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا” ليس لديك مال يسقط عنك الحج والزكاة. يبقى الصيام، الصيام وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فإن كنتم مرضى أو على سفر فعدة من أيام أخر ” وعلى الذين يطيقونه أصحاب الأمراض المستعصية من عندهم سكر وضغط ممن أثقله ذلك المرض، يقول له الطبيب ممنوع أن تصوم عليك فدية طعام مسكين. يبقى من كل الأركان الصلاة مسافر قائم بالحضر بالسفر بالشفاء بالمرض بحضرة الناس وغيبتهم، الصلاة عمود الدين، عندما تترك الصلاة تترك لب الدين وجوهر الدين، حي على الصلاة هو نداء من الله عز وجل، يقول لك هلموا إلى بيتي تعال فصلّ. إذا ناداك والدك أو من له شأن عندك تأتي قبل الموعد دون أن تخلف الوعد وتلبي نداءهم عاجلاً.
كيف لا تلبي نداء الله عز وجل؟ الصلاة هو لقاء مع من ؟ وببيت من وإلى أي مكان تتجه؟ هل عرفت حقيقة ذاتك؟ هل عرفت من دعاك؟ ولأي بيت دعاك؟ إنه الله تعالى دعاك إلى بيته ولتصلي إلى كعتبه لتقرأ كتابه وقرآنه، ثم تذهب متردداً، التراويح وقتها طويلة تتأفف ولعبة كرة قدم ساعة ونصف الساعة، لم هذا كله؟ لأن الإنسان لا يستطيع أن يستلذ بالصلاة لأنه لا يدرك كنهها، الجوهر “قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون” واظب على صلاتك حتى تفهم ما قاله رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام عندما قال له أرحنا بها يا بلال حتى نبتعد عن أرحنا منها يا بلال، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزي رسوله خير الجزاء في إسرائه ومعراجه لما صبر وتحمل من أجل نشر دعوته حتى وصلت إلينا ههنا بعد أكثر من 1446 عاماً.
أيها الإخوة الكرام حافظوا على الصلوات علموا أبناءكم الصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً وفرقوا بينهم في المضاجع، يقول الله تعالى “وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها” اللهم اجعل الصلاة شاهدة لنا لا شاهدة علينا أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله أصحابه ومن والاه… أما بعد عباد الله …
لكل منا لكل أمة لكل فرد ابتلاء ولهذا الابتلاء صبر وعندما يصبر الإنسان صبرا حقيقيا وحق الصبر يكون له إسراء ومعراج يسري فيه الله عز وجل عنه لذلك دائما بعد الصبر توقع الفرج، هذا هو الدرس الذي يجب أن نقتبسه من الإسراء والمعراج، هذا هو الدرس الذي نراه بأم العين في غزة في فلسطين في كل مكان، بعد الابتلاء بعد الامتحان بعد الاختبار، بعد تخلي الأقربين والأبعدين، هناك فقد كل ظهير ومعين في بداية دعوته، هنا فقدنا كل قريب وبعيد، هنا دعا قائلاً إلى من تكلنا إلى غريب يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري، يعني يتعاطى معي دون احترام ودون إخوة، هنا فقدنا الأبعدين في غزة وفي كل بلادنا وفي لبنان فقدنا الأقربين والأبعدين، هناك تمالأ الكفر بكليته من مكة إلى الطائف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهنا تمالأ الجميع علينا لكن هناك كانت التسرية وهنا بحول الله وقوته ستكون التسرية ويكون معراجاً. أحيانا قد يكون منعه، بعض الناس يظن أن الله عز وجل قد ترك الناس، هناك امتحان هناك اختبار، يبتدئ الاختبار والامتحان بامتحان صغير حتى يصل الامتحان إلى “وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون” يقول له “إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي” هنا نفس الشيء ” لذلك تصل إلى الغرغرة، حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله” يأتي الجواب “ألا إن نصر الله قريب”. أمام ما جرى في غزة تقرأ وتستطيع قراءة الانتصار والصبر في ما بين كل السطور وفي ما بين الدماء والآلام والخيام والأمطار والأطفال والهدم والردم بين كل ذلك تجد العزة لأن الإنسان استطاع أن يصمد ويصبر وأن يقول حسبنا الله ونعم الوكيل هذا الشعار الذي اختص به أهلنا الصابرون في غزة وفي كل مكان هو بحد ذاته انتصار وهذا هو بداية المعراج، نهاية المعراج ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون، هناك بحث رسول الله عن صديق وعن ولي، وهنا فلسطين بحثت لتجد بعد ذلك من بعض المستضعفين في بلادنا من يقف إلى جانبهم لذلك عوقبوا ويعاقبون لأنه ممنوع أن يكون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، لأن مجرد الاعتصام يوصلك إلى الانتصار يجب أن يكون هناك تجزئة الله عز وجل يقول واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، عندما يؤخذ لبنان على حدة واليمن على حدة والضفة تستفرد وغزة تستفرد الشاعر يقول “تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا”
كونوا رزمة واحدة حتى نستعصي على الكسر، اليوم كل الدنيا وكل العالم تقف إلى أمام فرعون جديد، فرعون أمريكا الذي جاء ليأخذ كل شيء ليسلب كل شيء، أول ما وضع عينه على نفط العالم العربي، يريد 600 مليار وقبل الآن سرق 500، هل هو شريك بكل شيء يقول لا أنا لست شريكا، أنا مالك هذه الأرض أنا فرعون العصر أقتل من أشاء وأذبح من أشاء ويجب أن تكونوا خاضعين لي ويخضع عبيد العرب بشكل كلي له، والكل يسعى من أجل تهنئته، لا نعرف لماذا وما الذي قدمه؟ ثم بعد ذلك يعربد الشيطان الأصغر الكيان الغاصب ليدخل إلى جنوب لبنان وإلى جنوب سوريا وإلى الضفة وإلى كل مكان، يسمح له بتجاوز كل كل الخطوط الحمر، البشرية الأخلاقية الإنسانية، يدوس على ميثاق الأمم المتحدة وعلى شرعة حقوق الإنسان، يقصف المستشفيات المساجد الكنائس المستوصفات الجامعات يقتل نساء أطفالا شيوخا علنا جهارا نهارا، حتى الأنعام دمر كل شيء ولكن الكثير من الناس اليوم يرجون ويتمنون أن يقف فرعون العصر اليوم موقفا حياديا أو موقفاً يحاسب فيه الكيان ليقول له كفى.
عندنا هناك شيء اسمه في القرآن “قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين” اليوم تركت الدنيا بكليتها من أجل أن يكون الله تبارك وتعالى معك، إياك أن تعتقد أنك تركت لحتفك، ترك كل هؤلاء حتى لا يكون لهم شرف الوقوف إلى جانب الإسلام، وشرف تحطيم كسرى وقيصر العصر اليوم تحديدا أمريكا، هذا الشرف يجب أن نحوزه نحن لتتحول بعد ذلك غزة إلى عاصمة العالم بكليته، يدخل يحتل الكيان الغاصب الجنوب السوري، يقولون الدخول الإسرائيلي! يدخل ستين يوما يعربد في جنوب لبنان، يقولون التوغل الإسرائيلي! هذا اسمه احتلال وقتل ونكس العهود، يقطع الأشجار يسرق شجر الزيتون التاريخي الشجر المزمن الكبير في عمره، أمام العالم يفجر ما يشاء يفعل ما يشاء واليوم الطفل المدلل للمنظومة الدولية يفكر بالبقاء لشهر آخر في جنوب لبنان.
هذا النوع من أنواع الذل وهذا انقلاب على طوفان الأقصى هذا طوفان على العزة والكرامة لذلك لا يجوز بحال من الأحوال الركون له أو حتى تهنئته، الله عز وجل يقول “فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين” اليوم عند هذا العلو والعتو الكبير هو كعلو فرعون موسى وصل إلى مرحلة ظلم فيها كل خلق الله ذبح الناس قتل الناس “يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين وقال أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى إن في ذلك لعبرة لمن يخشى” لذلك اليوم نحن أمام هذه المشهدية، اليوم رسول الله كان يقول “إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي” فعرج به إلى السموات، اليوم أنا إن خضعت وإن ركعت لن يكون هناك معراج، اليوم ذهب ومر الكثير الكثير وبقي القليل من الصبر حتى ترى بأم العين الجمع بين سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، سيكون هناك جمع وعطف وتلاق في ما بين المسجدين لن يبقى هناك كيان لن يبقى هناك عدوان، لن يبقى هناك استكبار، هو وعد الله تبارك في علاه قال “ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *