
لمناسبة افتتاح مدرسة التَّوجيه الحديثة في طرابلس شمال لبنان في عامها الأوَّل، أقيم احتفال تكريمي في حرم المؤسسة التعليمية، حضره مدير عام وزارة التربية والتعليم الاستاذ عماد الأشقر، مفتي طرابلس والشمال سماحة الشيخ محمد إمام ممثلاً بالأستاذ حسن هاجر، رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض اليمق، قائد منطقة الشمال العميد مصطفى بدران ممثلاً بالمقدّم إسماعيل الأيوبي، العميد فواز عرب، المفوض شادي أنطونيوس، رئيس الرابطة الثقافية في طرابلس الدكتور رامز الفري، السفير باسم علم الدين، رئيس الجامعة الدبلوماسية الدولية د.عمر الحلوة، قائد ومؤسس جمعية كشافة الغد عبد الرزاق عوّاد، الحاج نزيه زيتونة، مفوض عام جمعية كشافة الغد القائد عبدالرزاق الصاج، الإعلامي، زياد الجندي، الأستاذ أحمد غوراني، الأستاذ عامر أرناؤوط، الإعلامي عامر الشعار، الأستاذ غزوان الغزاوي المحامي إيلي بعينو، ورؤساء بلديات ومخاتير من بلدة طاران – الضنية… وعن مدرسة التوجيه الحديثة حضر مؤسّس المدرسة الدكتور عبد الرحمن طراد والهيئة التعليمية والتربوية.

بداية كان ذبح الخراف على شرف الحضور أمام الصّرح التربوي، ثم قصّ شريط الافتتاح مع الدكتور طراد والأستاذ الأشقر والضيوف، ثم النشيد الوطني اللبناني.

الشاعر المربّي الدكتور عبد الرحمن طراد مؤسّس مدرسة التوجيه الحديثة ألقى كلمة استهلّها بقصيدة ترحيباً بالضيوف الأعزاء، واعتبر أنّنا نجتمع اليوم في ساحة التّربية، وميدان العطاء، مَعَ انطلاق صرح تربويّ سمّيته مدرسة التَوجيه الحديثة، الّتي لي شرف تأسيسها في قلب الشمال النّابض وتاريخه التّليد. مدينة المحرومين طرابلس الأبيّة.. مضيفاً “ها نحن نستمرّ نكمل الطّريق، والقافلة تسير برعاية الله، وفق رؤية واضحة “أسلوبنا الفرح هدفنا المجد”.
وأضاف “هذا كلُّهُ بفضل الله أوّلاً، ثمّ بِدعم رجالاتٍ كبار، بعضهم بين الحاضرين اليوم، فمدرسة التَّوجِيه الحديثة، هي حبَّة من عنقود، لها أخوات سابقات، كروضة الأطْفَال، والإرْشاد النّموذجيّة، ومدارس النّور، والمجْد الدوليّة والتّوجيه التّربويّ.. وقد تشرّفت بهذه الإنجازات عبر مسيرتي لعقود خلت، فأنا مؤمن بالمدرسة الّتي تعدّ أجيالاً تنفع البلاد والعباد، وتحارب الفساد، وتبدِّد الأخْلاق السقيمة، وتزرع القيم النّبيلة”.

مدير عام وزارة التربية والتعليم الاستاذ عماد الأشقر ألقى كلمة أشار فيها إلى أن وزارة التربية والتعليم العالي وبالتعاون مع الجمعيات، عملت على دراسة مؤخراً حول التعليم منذ العام ٢٠١٩ وحتى العام ٢٠٢٢، وكان إحصاء ٣٨٠ يوما تعليميا فقط، في نسبة خطيرة ومتدنية جدا حتى في ظل الحرب، حتى خلال ١٥ عاما من الحرب كانت نسبة أيام التعليم تتخطى نتائج هذه الدراسة بكثير، وبالتالي فإن هناك توقّعاً لانعكاس كل ذلك على الخريجين من أطباء ومهندسين وفي مختلف المجالات من حيث الكفاءة.
وأضاف الأشقر “المدارس هي مصنع الرجال وهي أساس التعليم لمختلف مجالات الحياة، ثم إن التعليم هو الأساس لبناء الوطن، لذلك وعلى الرغم من الظروف السيئة والتحديات الكبيرة نتمنى لطرابلس مع العهد الجديد وانتخاب رئيس للجمهورية واختيار رئيس للحكومة، أن تكون طرابلس تحت الضوء مجدداً حتى تعود لتأثيرها على الخارطة من جديد، وعلى عاتق الجميع في طرابلس مسؤولية كبيرة سواء من رئيس البلدية إلى سماحة المفتي، وجميع المدرسين في مختلف المدارس مسؤولية العمل على بناء الجيل الجديد”.
وختم “نشد على أيدي الدكتور طراد والهيئة التعليمية في مدرسة التوجيه الحديثة، متمنين لهم دوام النجاح”.

وقد ألقى كلمة مفتي طرابلس والشمال سماحة الشيخ محمد إمام مدير مكتبه الأستاذ حسن هاجر حيث نقل للمحتفلين رسالة سماحة المفتي الذي يبارك افتتاح مدرسة التوجيه الحديثة وانطلاقة هذا الصرح التربوي، مشيرا إلى أن سماحته يثني على مدير عام وزارة التربية الأستاذ عماد الأشقر لدعمه ودعم وزارة التربية لمثل هذه المشاريع التربوية البناءة.
وأضاف هاجر “إن افتتاح هذه المدرسة ليس حدثا عابرا، ولكن نأمل أن يشكل علامة فارقة في مسيرة بناء لبنان، فالتعليم هو أساس النهضة، والعلم هو مفتاح بناء مستقبل مشرق للأجيال، وعليه نحن افرادا ومؤسسات جميعا مسؤولون عن تهيئة بيئة تعين أبناءنا وبناتنا على تحقيق طموحاتهم العلمية والعملية، وبناء شخصياتهم القويمة المبنية على القيم الإسلامية الصحيحة، وفي هذه المناسبة نوجّه التحية للهيئتين الإدارية والتعليمية في هذه المدرسة على جهودهم المخلصة ونحثهم على جعل القيم الأخلاقية أساسا للعملية التعليمية والإدارية، وضرورة تعزيز روح المسؤولية والانتماء في نفوس الطلاب”.
وذكّر هاجر بأنّ رسالة التعليم ليس مجرد تقديم للمناهج، بل هي غرس القيم وبناء الإنسان وإعداد أجيال تسهم في رقي هذا الوطن المبارك، سائلا الله أن يكون هذا المشروع خطوة مباركة نحو مستقبل أفضل.

بدورها الإعلامية عايدة عيد في كلمتها تمنّت لمدرسة التوجيه الحديثة في طرابلس النجاح في انطلاقتها في عامها الأول معتبرة أن الدكتور طراد على قدر المسؤولية هو والكادر التعليمي الذي يعمل معه، مشدّدة على أن التعليم لا يمكن أن ينجح إلا في ظل ضمير وتقوى وإرادة للخير، وهذا من مناقبية الدكتور طراد والفريق الذي ينتمي إلى هذه المدرسة، وكلنا أمل أن ينهض قطاع التعليم في لبنان على طريق بناء مستقبل واعد للأجيال القادمة.

الأستاذ أحمد بركات عريف الحفل رأى في كلمته أنّ التعليم في لبنان، هو وحده الأمل للنّهضة للقمّة، لصناعة المستقبل للأمّة… ذلك أنّ الحرف ولد هنا، والأبجديّة صدّرت للعالم من هنا، من هذه البلاد… والشرائع لها أمّ هي بيروت، أمّا طرابلس فحكاية أخرى، إنّها مدينة العلم والعلماء، الحاضرة الّتي تفوح بالمحبّة والتّلاقي، هي أرض النّبلاء.. متسائلاً “أيُّ مكانةٍ للمعلّم والمتعلّم؟ استفهام مباح، ولكن في الحقيقة يعظم التّساؤل حين يكون: أيّ مقام لمن احتضن العلم وعناصره كلّها، سواء ببناء مدرسة أو بتشييد صرح أو جامعة، أو بتأسيس منصة حجارتها من نور وأعمدتها من ثقافة وعلوم؟!”.
وقد تخلّل الاحتفال تكريم الدكتور عبد الرحمن طراد من قبل الإداريين والمعلمين من أفراد الهيئة التربوية والتعليمية، عبر تقديم درع خاص تقديراً لعطاءاته.

وتجدر الإشارة إلى أنّ المربّي الدكتور عبد الرحمن طراد قدّم درعاً تكريمياً لمدير عام وزارة التربية والتعليم العالي الأستاذ عماد الأشقر، ودرعاً تكريمياً لمفتي طرابلس والشمال سماحة الشيخ محمد إمام، وعدداً من الدروع لشخصيات من رجالات الشمال، ومن أبرزهم رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض اليمق، قائد منطقة الشمال العميد مصطفى بدران، السفير باسم علم الدين، رئيس الجامعة الدبلوماسية الدولية د.عمر الحلوة، القائد عبد الرزاق عواد.
وقد تلا الاحتفال مأدبة غداء على شرف الضيوف والحاضرين.







