مفهوم الانتصار والهزيمة القرآني… موضوع خطبة للشيخ الدكتور بلال شعبان بمسجد التوبة طرابلس لبنان 29-11-2024م.

تحت عنوان: مفهوم الانتصار والهزيمة القرآني، ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان خطبة الجمعة من على منبر مسجد التوبة بطرابلس لبنان 29-11-2024م.
وقال فضيلته: ما أراده الكيان الغاصب هو أن يحدث بعد الحرب الكبرى فتنة. الأرضية مهيئة من خلفية الاعلام والساسة والتخويف، لصناعة اكبر فتنة مذهبية فيما بين السنة والشيعة تقعد ايام زمان على التلفزيون التابعة لـ8 آذار يخوفك من طرابلس هناك غول سيأكلك هناك تطرّف هناك إرهاب، وعندما تستمع للفضائيات الاخرى التابعة لـ 14 الشهر ماذا يقول لك؟ يقول لك سينهض المارد السني وسيأكلكم وسيلتهمكم، فهناك حالة من الحالات التي رُسّخت في أذهان الناس، رسّخها بكل أسف بعض رجال الدين وكل رجال الاعلام وكل رجال السياسة، هناك حالة من حالات التخويف عجيبة غريبة فما جرى في لحظة التهجير بدأ الكيان يعدّ واحد اثنان ثلاثة بدأت الفتنة قتلوا بعضهم بعضاً، فجأة تحوّل الموضوع بشكل كلي، فإذا الّذي بينك وبينه عداوة كأنّه وليّ حميم، اكتشفنا أن النّاس، الله يبيّض وجوهكم في كل هذه المناطق، اكتشفنا أن الناس سابقون للمشايخ والسياسيين والاعلام، بالحبّ وبالعلاقات الأخوية الانسانية، وكان هناك أروع ملحمة من ملاحم التلاقي، هذه اول هزيمة للكيان الغاصب، اليوم عندما عادوا تجد الكثير من الدموع، انا كثيراً ما كان يأتي إلي من الناس إلى هنا، كانوا يقولون كلاماً عجيباً عندما نسألهم ما رأيك بطرابلس؟ أقسم بالله شعب مسلم طيّب دافئ، ضحكته احلى شيء، تنتشر تحية السلام عليكم والكلام الطيّب بطريقة لم نكن نعرفها عن طرابلس، كان هناك صورة صورة نمطيّة قدّمت من خلال الاعلام اعلام الخوف والتخويف، أن هناك وحشاً يجب ان يأكلك اذا نزلت سيأكلونك وإذا طلعوا إلينا سنأكلهم، وهكذا الاعلام صوّر هذه الصورة، اليوم تحوّلت عكار كل عكار الى مأوى وإلى حالة من حالات الشراكة المنية الضنية طرابلس الكوره البترون زغرتا القلمون كل هذه المناطق، ما الذي جرى؟ الذي جرى هناك تعاضد فيما بين المكونات الاسلامية الانسانية الوطنية تستطيع ان تؤسس مجتمعا حقيقيا بعيدا عن الكذابين السياسيين. بعض السياسيين ورجال الدين انتبه زعموا سيكون هناك تغير ديموغرافي، تقول له ما هو التغيير الديموغرافي؟ تصبح طائفة محلّ طائفة وانتم تطردون إلى خارج المنطقة يجب ان تخاف يجب ان تجزع يجب ان تقف يجب ان تمنعهم… هكذا هي إرادة إيدي كوهين لم يحدث من ذلك شيء، هذا بسبب الفطرة، وهذا إذا دلّ على شيء دلّ على أن اهلنا صدقوني طيبون المشايخ والسياسيين والاعلاميين بهذا الحبّ وبموضوع إنّما المؤمنون إخوة.
يخبر القرآن في آياته العظيمات عن الانتصار وعن الفوز وعن الهزيمة ويضع مقاييس ومعايير معيّنة، يحدّد فيها الانتصار ويحدّد فيها الفوز. وهذا الانتصار والفوز يختلف فيما بين مختلف الأفكار الوضعية والأرضية والسماوية، فالفوز قد يكون عند اهل الدنيا هي ان يحافظ الانسان على نفسه وعلى الحياة، ولتجدنّهم أحرص الّناس على حياة، ويعتبر الفوز والنجاة والحياة عند اهل الدين والايمان في الشهادة وفي الموت في سبيل الله تبارك في علاه، والله عزّ وجلّ يحدّد الفوز بدرجات معينة، فهناك الفوز وهناك الفوز العظيم، وهناك النجاة، وهناك الزحزحة التي يتزحزح الإنسان عن عذاب الله تبارك في علاه، لذلك عندما تقرأ قول الله عزّ وجلّ في كتابه العزيز يقول: يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. الفوز العظيم في طاعة الله وفي طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وفي سورة الصف يقول الله عزّ وجلّ: يا أيّها الّذين آمنوا هل أدلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون باللَّه ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنّات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيّبة في جنّات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبّونها نصر من الله وفتح قريب وبشّر المؤمنين. لذلك الفوز العظيم هو في طاعة الله تبارك في علاه، الفوز العظيم في الجهاد في القول السديد في الثبات في الاستقامة، فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا، في أماكن اخرى هناك تحديد لمعنى الفوز يختلف نوعا ما عن الفوز العظيم، يعني أنت عندك بالمدرسة عندك بالتدريس بالتعليم هناك درجات للفوز للنجاح للرسوب، الرسوب درجات وكذلك في القرآن هناك درجات أيها ادنى درجة؟ ضعيف جداً بالتعليم، بالدين الدرك الأسفل من النار، حيث يوضع المنافقون، فهناك ضعيف جدا وضعيف وراسب، بعد ذلك في درجات النجاح مقبول وحسن وجيد وجيد جداً وممتاز، هنا الله عزّ وجلّ عندما يتحدث عن الفوز العظيم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما، قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبك… كل هذه الامور تؤدي الى الفوز العظيم، بآية اخرى الله عزّ وجلّ يقول: كلّ نفس ذائقة الموت وإنّما توفّون أجوركم يوم القيامة… انتبه انتبه جيداً، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنّة فقد فاز، وما الحياة الدّنيا إلّا متاع الغرور… ما معنى زحزح عن النار؟ يعني ابتعد عنها قيد أنمله فخرج من جهنم وكان على بوابة الجنة، هذا من اهل الفوز، ولكن هذا هو الفوز، الفوز العظيم هو في تلك الدرجات العليا التي ينالها الشهداء والاولياء والصالحون، التي ينالها الأنبياء، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما.
أيها الإخوة الكرام مفاهيم الفوز عند الاخرين قد تكون مختلفه كليّا، مفاهيم الفوز عند مشاريع الكفر العالمي هي في قتل الناس في استعباد الناس في احتلال القارات في استعمار الهند مئات السنوات في استعمار الجزائر وسلب ثرواتها 135 سنة. هذا كله يعتبر فوزاً عندهم، الفوز في قتل الناس في ذبح الناس في التدمير، الغرب او الكفر يقيس مدى الفوز بمقدار ما هدم من أبنية وقتل وذبح وسفك من دماء، اليوم اذا قست فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم على مدى 23 سنة للجزيرة العربية، وقست عدد الشهداء عند المسلمين وعدد القتلى، عدد الشهداء عند المسلمين اكثر من القتلى، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم استطاع أن ينشر لا اله الا الله محمد رسول الله، وكان يقول لهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا، فهناك من استشهد وهناك من قضى نحبه وهناك من ينتظر، وكل هؤلاء وصفهم الله عزّ وجلّ بآية وصفهم بأنهم رجال ما بدّلوا وما غيّروا، لذلك انتبهوا جيداً عندما يكون هناك صراع مع الكيان الغاصب يختلف الناس فيما بينهم بعد هذه المعركة الكبرى، هل هُزمنا أم هل انتصرنا؟ وتندلع معركة لها أوّل ما لها آخر، وبين أناس لم يدخلوا في المعركة أساساً، من القاعدين جانباً ينظّرون، مثل ما نقول دائما، معظم الأمة كلها عندنا ما شاء الله عنهم يعرفون بالتحليل السياسي وبالاستراتيجية بشكل عجيب غريب عارفون بالطب وبالهندسة وبالكيمياء حتى.
أيها الإخوة الكرام عندما تكون هناك مواجهة عظمى في ما بين دعونا نضرب مثلاً، في ما بين بطل المصارعة والملاكمة الدولي محمد علي كلاي أمام واحد بوزن الريشة عمره 10 سنين، ويستطيع ان يصمد أمامه جولة واثنتين وعشرة، ثم بعد ذلك تنتهي هذه الجولة بتلقيه ضربات لا يمكن تحمّلها، عندها بم نصفه: والله العظيم استطاع أن يقف بوجهه عشر جولات سبع جولات ثلاث جولات، كان الواجب أن ينفخ عليه ليطير، الثبات هذا ماذا يعتبر؟ يعتبر حالة من حالات الانتصار أحيانا قد نموت كلنا. تأمّل سورة البروج، الله عزّ وجلّ يقسم، والسّماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود قتل أصحاب الأخدود، الله عزّ وجلّ يذكرهم في معرض المدح والانتصار وعدم التبديل والتغيير، وقف أمامهم ليحدّثهم بعد ذلك عن عبادته وإلّا ستخدّ الأخاديد وتشقّ الحفر وتوضع فيها النيران، وكل من لا يؤمن بذلك الملك يُلقى بالنار… يا حرام خسروا خسروا خسروا ماتوا كلهم… لا لم يخسروا، الله عزّ وجلّ ذكرهم في معرض المدح، إحداهنّ تلكّأت وهي تحمل رضيعها فكان يقول لها: يا أمّاه، وهذا واحد من الستة الذين نطقوا في المهد، يا أمّاه اثبتي فإنّنا على الحقّ، فقذفت نفسها في النار، ومن دخلنا هذه النار نار الدنيا لن يدخل نار الآخرة، هل تستطيع أن تقول اصحاب الاخدود يا حرام يا أسف الزمان على شبابهم راحوا كلهم، لا، الله عزّ وجلّ أخرج من هؤلاء من يقف في وجه كل مشاريع الطغيان، لذلك القياس الذي يقاس لا يقاس بمقدار التقديم وبمقدار الدماء التي سُفكت، نحن عندنا الدّم الذي يسفك يَرفع، ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون، بل أحياء يعني أنت تعتبر عندك حياة، يقول لك إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة، إذا دفعت تكون صدقت البيع مع الله عزّ وجلّ، إذا أنا لم أدفع من روحي ولم أسجن ولم أبتلى ولم أُعذّب ولم يهدم لي بيت وأنا قاعد مرتاح، وأقول الحمد لله فزتُ، لا أنت الله عزّ وجلّ لم يختبرك لم يمتحنك لأنك خارج دائرة الاستخدام وخارج دائرة الابتلاء، لأنّ الله عزّ وجلّ يقول: ولنبلونّكم… إذا لم أقدّم شيئاً أقول يا حرام شاهد هذا مات وراح بيته، وراح اولاده، أهل غزة عملوا عملة الله يسامحهم ما كانوا على قدرها… لا، هم ابتلوا وهم ثبتوا وصبروا امام الكرة الارضية بكليّتها، عندنا في لبنان في جنوب لبنان وفي غزة هناك بضعة آلاف بضعة آلاف، امام الكره الارضية كلها امام الكيان الغاصب وامريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا قاتلوا وثبتوا وصبروا، ولكنهم، وقدموا الكثير من الدماء ولم ينتصروا نصرا نهائيا الفوز العظيم، لكنهم ثبتوا وانتصروا بثباتهم على مبادئهم، لذلك أيها الإخوة الكرام لا تلتفتوا الى كل هؤلاء، لا تخاصمهم ولا تقاتلهم إذا كنت تشعر بنفسك أنك منتصر احتفل… أو أنت تشعر بنفسك أنك مهزوم افتح عزاء لنعزيك، لكن في النهاية، هل نعمل صراعا جدلا بيزنطيا لا قيمة ولا معنى له، لأنك تنطلق انطلاقة لا تحسب أن الشهيد هو رصيد ومراكمة للدم، وللابتلاء من اجل ان ترتقي لتصبح بعد ذلك، كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس، إذا أنت لم تقتنع بهذا فهذا شأنك، وان اعتبرت أن الذي لا يقدم ولا قطرة دم ولا نقطة دم هو الذي يفوز وهو الذي ينجح فهذا شأنك، وكلٌّ ينطلق على خلفيّته، نحن جماعة ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثّمرات وبشّر الصّابرين الّذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
أيها الإخوة الكرام هذا المفهوم الذي يجب أن تنطلق به، اليوم أمام عظمة هذا الصمود وعظمة هذه المعركة، وشدة أوارها وشدة نارها يجب ان يقف الانسان لكي يكون خارج دائرة الأمراض النفسية، كثير من الناس عندهم حالة من حالات المرض النفسي الذي لا يستطيع فيه أن يرى نفسه منتصرا او عزيزا او كريما او يستطيع ان يقف بدينه بقرآنه برسوله محمد صلى الله عليه وسلم في وجه كل هذه الدنيا، هذا يا حبيبي يحتاج طبيباً نفسياً ويجب عليك أن تقرأ له قرآنا وتقرئه آيات القرآن ليفهم حقيقة النصر وحقيقة الفوز والانكسار. نحن عندنا كثير من الناس مثل ما قلت لك عندهم الموت، تذهب أحياناً إلى عزا تعزي تلاقي الواحد منهم يبكي يقول لك يا حرام ما رأى شيئاً من الدنيا، الحياة معبر الدنيا ساعة فاجعلها طاعة، والدنيا دار عمل والآخرة دار المستقر، الدنيا دار ممرّ والآخرة دار المستقرّ، فما العمل بهذه الحالة. في هذه الحالة تأخذ من هذه الدنيا من العمل ثم بعد ذلك تفضي الى الله عزّ وجلّ تكون من أهل الإيمان. نحن أحيانا المشايخ نفزع الناس من الموت نفزع الناس من الموت بطريقة دراماتيكية مخيفة، موت الظلمة قبر العذاب لوحده جاؤوا معك وتركوك وبكاء… فلنذهب أنا وأنت إلى القرآن الكريم هوّن عليك قليلاً ، أوّل شيء هل الموت ممكن تموت وممكن أن لا تموت؟ لا.. أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وفي لحظة من اللحظات تحتاج أن تموت فيها، لحظات محدّدة يترك لك فقط كيفية اختيار الميتة،
فإذا لم يكن من الموت بدّ **** فمن العار أن تموت جبانا
إذا كنت من جماعة إنّ الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا… تريد أن لا تخاف استعدّ للموت آت لعندك آت لعندي حضّر زادك، كن مستعدا اعمل إغلاق حساب كلي كل لحظه كل ساعة. إذا أحدثت سيئة فأحدث عندها حسنة، السر بالسر والعلانية بالعلانية، من قال لا إله إلا الله مخلصاً بها قلبه دخل الجنة، تأتي إلى المراسم حلت ساعة الوفاة ولحظة خروج الروح هناك صراخ وعويل وفي الجهة المقابلة في عالم البرزخ، إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنـزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنّة الّتي كنتم توعدون، هل من إضافة وزيادة، آية نحن أوليائكم في الحياة الدّنيا وفي الآخة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدّعون نُزلاً من غفور رّحيم، عند لحظة الوفاة يأتي أحلى ملكين لعند اهل الايمان، يستقبلونهم يعطونهم ثلاث أمانات لا تخف مما هو آت ولا تحزن على ما فات وأبشر بالجنة التي وعدك الله تبارك وتعالى بها، الميت يتعذّب بنواح أهله يلاقي أهله ينوحون ويصرخون، يا حرام دم أصابه صاروخ من طيارة اف 16 جي بي يو تقطّع قطعاً… لا، الموت عنده هو الموت وخزة دبوس، لم يشعر بكل هذا… أنت رأيت الأشلاء والدماء ولكن هو رأى ألا تخافوا ولا تحزنوا، لذلك يقول لهم، قيل ادخلي الجنّة قال يا ليت قومي يعلمون، أنت ترى الصورة السوداء أنت ترى الصورة المظلمة. الصورة الحقيقية لا هي ألّا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا، لذلك يتعذّب يقول، يا ليت قومي يعلمون، يتعذب لأساهم لنواحهم، الذين لا يفهمون حقيقة الدين يعتبرون ذلك هو نهاية الكون نحن عندنا الموت ليس نهاية عندنا الموت بداية، نحن نعيش هنا إعادة امتحان في الدنيا، نحن، وقلنا يا آدم اسكن انت وزوجك… أين؟ الجنّة نحن مكاننا في الجنّة، لذلك الذي ينظر الى الموت كذلك ينظر من خلفيتين اثنتين من خلفية الرؤية رؤية الكفر والاستكبار والرؤية الغربية والدنيوية، أو من خلفية الرؤية القرآنية، نحن ننظر من خلفية الرؤية القرآنية فبمقدار ما تقدّم من دم شهداء بمقدار ما تكون قد وفيت بعهدك مع الله تبارك في علاه، يعني عندما يخرج الغلام من تحت الأنقاض يقول او الاب يقول يا ربّ خذ من دمنا حتى ترضى، عندما يخرج الطفل في غزة من تحت الانقاض وهو يتحدث قائلا حسبنا الله ونعم الوكيل، يكون قد فهم الدين بشكل صحيح، ولكن نحن احيانا نخلط بين الرؤيتين يعني هناك خوف وجزع وهناك امل برحمه الله تبارك في علاه، لا يا حبيبي نحن مستعدون ان كنا من اهل الدين والايمان يجب ان نكون مستعدين للتقديم وللبذل، لذلك الانتصار قد يكون انتصارا كليا بالآخرة، فمن زحزح عن النّار وأدخل الجنّة فقد فاز، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما… الانتصار قد يكون جزئيا في الدنيا، تقول لي ولكن لم حررنا فلسطين، أقول نعم هذا الفوز العظيم، هذا وعد الآخرة الذي تحدّث عنه الله عزّ وجلّ بسورة الإسراء، هذا لا يتحقّق على يد10 أو 20 نحن المعادلة القرآنية عندنا: إن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله، لذلك المعادلة القائلة المليار الذي يقاتل مئتي ألف لا تصحّ، ما هو المطلوب؟ المطلوب من الشبيبة كلهم على امتداد عالمنا العربي والاسلامي أن يكونوا مئة ألف مقابل مئتي ألف، ويكونوا مليار مقابل مليارين. هكذا تكون المعادلة معادلة قرانية، فإن لم يكن هناك نصر كلي، نحن تعودنا علام؟ نحن تعوّدنا على النصر الالكتروني على النصر بالالعاب الالكترونية، تجلس وتقتل حوالي مئة ألف، ثم تصرخ بك بأمك وقد أنهيت لعبتك شاعراً بالشموخ والانتصار قوياً ما شاء الله، أين أنت؟ ترجع حينها إلى حجمك الطبيعي لأن هذا النصر هو نصر وهمي.. هنا النصر الحقيقي بالميدان لذلك اذا كان هناك تقصير ولم يكن هناك نصر كلي فمسؤولية المتخلّفين الذين تخلّفوا وليست مسؤولية من قدّم دمه نحن على موعد مع وعد الله عزّ وجلّ القرآني إن تنصروا الله ينصركم، نحن على موعد مع وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين. اليوم جرى ما جرى وهي معركه من المعارك ولكن الحرب الكبرى التي تحدث عنها القرآن الكريم قادمة يجب ان يكون لك شرف المشاركة فيها لم؟ حتى يكون لك بطاقة تكريم وتعظيم من الله رب العالمين: فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا. يا ربّ اجعلنا من هؤلاء الذين يزكيهم الله تبارك وتعالى، يزكي إيمانهم، حديث سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي فتعال فاقتله، عندما ينادي الحجر وتستمع انت لأنك كنت على نفس الموجة تكون قد حزت على شهاده العبودية لله تبارك في علاه، الذين وعد الله تبارك وتعالى بنصرهم وهو القائل: وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، يقول ربّنا تبارك في علاه: إنّ الّذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والّذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض، صدق الله العظيم، تحدّث ربّنا تبارك في علاه عن الشراكة فيما بين أهل الايمان، وفيما بين أهل البذل والمال والدم، وفيما بين من آوى ونصر، قال ربنا تبارك في علاه: أولئك بعضهم أولياء بعض. هناك شراكة فيما بين من قدّم بيته وماله وجهده وعرقه ودمه وماله، هناك شراكة وهناك ولاية حقيقية تحدّث عنها القرآن الكريم، وهناك شراكة في الانتصار. معرض هذا الكلام هو وقف إطلاق النار اللحظي الذي جرى منذ يومين والذي أعقبه تدفّق وعودة تامة لأهلنا الضيوف الى ديارهم في جنوب لبنان والبقاع وبيروت، ويشهد الله تبارك في علاه أن ما قام به أهلنا بطرابلس في الكورة في زغرتا الضنية بالمنية بعكار… في مناطق كثيرة أخرى أنا نسيتها، والله شيء غير مسبوق، لا يذكّر إلا بما قام به المهاجرون والأنصار في تلك الهجرة المباركة التي هاجرها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، رسول الله يقول: لولا الهجرة لكنت رجلا من الأنصار. لولا الهجرة لتمنّيت أن أكون رجلا من الأنصار، لكثرة ما قدّموا. ما أراده الكيان الغاصب هو أن يحدث بعد الحرب الكبرى فتنه الارضية مهيئة من خلفية الإعلام والساسة والتخويف لصناعة أكبر فتنة مذهبية فيما بين السنة والشيعة، تقعد ايام زمان أمام التلفزيون
على التلفزيون التابعة لـ8 آذار يخوفك من طرابلس هناك غول سيأكلك هناك تطرّف هناك إرهاب، وعندما تستمع للفضائيات الاخرى التابعة لـ 14 الشهر ماذا يقول لك؟ يقول لك سينهض المارد السني وسيأكلكم وسيلتهمكم، فهناك حالة من حالات التي رسخت في أذهان الناس رسخها بكل أسف بعض رجال الدين وكل رجال الاعلام وكل رجال السياسة، هناك حالة من حالات التخويف عجيبة غريبة فما جرى في لحظة التهجير بدأ الكيان يعدّ واحد اثنان ثلاثة بدأ الفتنة قتلوا بعضهم بعضاً، فجأة تحول الموضوع بشكل كلي، فإذا الّذي بينك وبينه عداوة كأنّه وليّ حميم، اكتشفنا أن النّاس، الله يبيّض وجوهكم في كل هذه المناطق اكتشفنا أن الناس سابقون للمشايخ والسياسيين والاعلام بالحبّ وبالعلاقات الاخوية الانسانية، وكان هناك اروع ملحمة من ملاحم التلاقي، هذه اول هزيمة للكيان الغاصب، اليوم عندما عادوا تجد الكثير من الدموع، انا كثير كان يأتي إلي من الناس إلى هنا كانوا يقولون كلاماً عجيباً عندما نسألهم ما رأيك بطرابلس؟ اقسم بالله شعب مسلم طيّب دافئ، ضحكته احلى شيء، تنتشر تحية السلام عليكم والكلام الطيب بطريقة لم نكن نعرفها عن طرابلس، كان هناك صورة صوره نمطية قدمت من خلال الاعلام اعلام الخوف والتخويف، أن هناك وحش يجب ان يأكلك اذا نزلت سيأكلونك وإذا طلعوا إلينا سنأكلهم، وهكذا الاعلام صوّر هذه الصورة، اليوم تحوّلت عكّار كل عكار الى مأوى وإلى حالة من حالات الشراكة المنية الضنية طرابلس الكوره البترون زغرتا القلمون كل هذه المناطق، ما الذي جرى؟ الذي جرى هناك تعاضد فيما بين المكونات الاسلامية الانسانية الوطنية تستطيع ان تؤسس مجتمعا حقيقيا بعيدا عن الكذابين السياسيين. بعض السياسيين ورجال الدين انتبه زعموا سيكون هناك تغير ديموغرافي، تقول له ما هو التغيير الديموغرافي؟ تصبح طائفة محلّ طائفة وانتم تطردون إلى خارج المنطقة يجب ان تخاف يجب ان تجزع يجب ان تقف يجب ان تمنعهم… هكذا هي إرادة إيدي كوهين لم يحدث من ذلك شيء، هذا بسبب الفطرة، وهذا إذا دلّ على شيء دلّ على أنّ اهلنا صدقوني طيبون سابقون للمشايخ والسياسيين والاعلاميين بهذا الحبّ وبموضوع إنّما المؤمنون إخوة.
الأمر الثاني ثبات وصمود المقاومات في لبنان وفي غزة إن دلّ على شيء رغم الدماء رغم الجراح رغم الإثخان كمّ هائل 40 ألفاً أو 50 ألفاً في غزة، ولكن حتى هذه اللحظة لم ينكسروا وصل لمرحلة معهم نتنياهو خلص كل شيء، صار يفلح غزة شمال يمين شرق غرب مرات عدة، ثم يقف لك الغزاوي بعلوّ رأسه يقف بكل عزة وشموخ… آخر الشيء ما وجد الأسرى ماذا يعمل؟ يقول هناك خمسة ملايين دولار لمن يأتي بأسير، ولا أحد يردّ عليه.
هذا ألا يدلّ باللَّه عليكم على هزيمة أو على انتصار؟ على عزة وكرامة أو على ذلة وخضوع؟ لذلك هناك حالة من حالات الانتصار التي لا يستطيع الانسان ان يرى نتائجها الا الى الامام، النصر اخوتنا الكرام تراكمي يعني فتح مكة ليس حدثا عابرا، فتح مكة هو الدعوه السرية والتعذيب وبلال الموضوع في صحراء مكة وعلى صدره صخرة، ويقول احد احد… الانتصار ابتدأ عندما صبر رسول الله على وضع أمعاء الجزور على عاتقه، فتح مكة ابتدأ بهجرتهم الى الحبشة ثم الى الطائف ثم الى المدينة ثم بعد ذلك بدر وأحد والخندق ثم جاء بعد ذلك، إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، والآية الأخرى: إنّا فتحنا لك فتحا مبينا. اليوم ما يجري هناك مراكمة، حتى على المستوى الدولي، استطاع هذا الدم المتدفق في غزة وفي لبنان ان يفضح بشاعة وحيوانية، والله الحيوانات أحسن، وحيوانية هذا الكيان. اليوم بداخل امريكا واوروبا كل الطبقات المثقفة والشعبية باتوا يعرفون أن الشعب الفلسطيني هو شعب مظلوم محتلة ارضه. بعد ذلك منظومة محكمة العدل الدولية أصدرت قرارا بأنه مجرم حرب ويجب أن يوقف هو ووزير دفاعه، وإن كان حبرا على ورق، لكن كل هذه التعرية بسبب شيء واحد بسبب صمودكم، والله العظيم أنت ما قدّمت رغيف خبز، أنت ما قدمت بطانية، أنت شريك بهذا الصبر وهذا الصمود، أمّا لو كان الموضوع غير ذلك فكانت مشكلة، اليوم عندما يلجأ أهل شمال غزة الى جنوبها الى رفح، ثم من الجنوب الى الشمال، ثم في كل مكان ثم يستطيع أن يخرج عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليحدّثك عن العزة والكرامة وليشكر الفقراء في غزة فقراء في لبنان والضعفاء في لبنان. المجاهدون الثابتون في غزة أنت استطعت تشطب سايكس بيكو، لم؟ لأننا هناك في لبنان ماذا يقول لي السياسي؟ تحضرونهم في المقابلات في السابعة والنصف وعند العاشرة صباحا ووو بخّ سمّ سمّ هكذا على كل الناس، لبنان اولا الحدود الدولية عدم الحياد عدم الدخول في الصراعات الخارجية، أي خارجي حتى بهذا نحن مختلفون، أنا لا أرى في كل بلادنا العربية والاسلامية غريبة، بالله عليك إذا جاء لعندك لهنا الآن فلسطيني، انظروا نصف من هم في المسجد لبنانيين وفلسطينيين وسوريين ومن عكار ومن الضنية ومن طرابلس، هل تشعر هناك ان هناك اي نوع من انواع الفرق؟ لا، الاخرون يفصلون بهذه الامور تفصيلا كليا، يقول لك ما دخلي بما يجري في فلسطين، لم وردتني ما علاقتي، أقول لك ما علاقتي، علاقتي في هذا المسرى الذين هناك، هناك مسرى رسول البشرية وأنا جزء من البشرية هو مسرى رسول الله محمد صلى الله علية وسلم ومسرى رحمة الله للعالمين، وأنا جزء من العالمين ولن أستكين إلا حين أحرر مسرى رسول الله ومهد عيسى عليه الصلاة والسلام، لا تعنيني الحدود اللبنانية في اللحظة المناسبة سندوس على الخط الازرق والاخضر والاحمر، من اجل ان نتضامن مع اهلنا واخوتنا هناك. ما جرى اليوم هي خطوة من هذه الخطوات، حدّثوا انفسكم بالصمود بالبطولة بالحصار بالابتلاء بالدماء، حدّثوهم عن الضيوف الذين جاؤوا، يتحدثون عن الطعام عن الثياب عن الوفرة وعدم وجود الغلاء، عن الآثار عن المساجد، هذه الصورة من قدمها أنتم من قدمتموها. لذلك انتم من المنتصرين وانتم شركاء في النصر، لكن يا رب قولوا آمين يا رب يا رب يا رب نكون نحن واياكم شركاء في الفتح الكبير الذي تحدّثت عنه سورة الإسراء وتحدّث عنه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم ارحم شهداءنا واشف جرحانا وفكّ أسر معتقلينا يا رب العالمين، اللهم نصرك الذي وعدت وأنت القائل وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين، اللهم اجعلنا من جندك فإن جندك هم الغالبون، اللهم اجعلنا من حزبك فإن حزبك هم المفلحون، اللهم اجعلنا من أوليائك فإن أولياءك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *