ذكر الكاتب في مجلة”فورين بوليسي” ديفيد ميلين أن هناك نظرية غريبة يجري تداولها بأن خيارات الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب لتولّي مناصب في السياسة الخارجية تكشف أمورًا تتعلّق بنهجه المرجّح حيال الشؤون العالمية، وقال “لم يكن هناك ذاك التأثير الكبير لدى مستشارين ترامب عليه خلال ولايته السابقة”، مستبعدًا أن يختلف الوضع في ولايته الثانية.
وأشار الى أن غرائز ترامب أحيانًا تنسجم ومواقف مستشاريه، مثل ريكس تليرسون (الذي شغل منصب وزير الخارجية في ولاية ترامب الاولى) فيما يخص تحسين العلاقات مع السعودية، او جون بولتون (الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي)، فيما يخص الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وهذه كانت “لحظات عابرة”، وتابع “اذا كان هناك من قاسم مشترك في المذكرات التي كتبتها شخصيات عيّنها ترامب في ولايته الاولى، فهو حديثهم عن حالة الاحباط وازدراء في التعامل من قبل ترامب الذي لم يكن يصغي إليهم”.
كذلك قال الكاتب إن شخصيات مثل Tulsi Gabbard التي اختارها ترامب لتولي منصب رئاسة الاستخبارات القومية، وPeter Hegseth الذي اختير لقيادة البنتاغون وغيرهم يعتبرون شخصيات بارزة سيسرقون الاضواء من الرئيس، وترامب يفضّل ان تكون الاضواء مسلّطة عليه هو وحده.
عقب ذلك، شدد الكاتب على انه وأيّ كان من سيتولّى المناصب، فإن خيار ترامب الأساس لتولي مناصب مثل مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية وغيره هو ان يتولّاها بنفسه.
هذا وأشار الكاتب إلى أن ذلك لا يعد سابقة، مسميًا في هذا السياق الرؤساء السابقين جون كينيدي ورونالد ريغن وباراك أوباما. كما لفت إلى التحولات التي حصلت في كيفية تعاطي ترامب مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون في ولايته الاولى، حيث انتقل من توجيه انتقادات شخصية حادة إلى السعي إلى التقارب مع كوريا الشمالية.
وتحدّث الكاتب عن أن ذلك يعكس جزءًا من شخصية ترامب الذي يعتمد إبرام الصفقات، وأردف “ترامب ورغم كل تبجحه يبدو انه يفهم بان الحروب تضر الاقتصاد الاميركي”، مشدّدًا في نفس الوقت على ضرورة توخي الحذر، منبهًا من أن أسلوب ترامب الذي يعتمد على مقاربة التعاملات التجارية، وغياب التعاطف لديه وغيرها من العوامل تجعل من الصعب توقع أن يكون لديه الصبر والصمود لتطبيق رؤية طويلة الأمد في السياسة الخارجية، حتى وان كان يملك مثل هذه الرؤية.
وختم الكاتب “مهما سيحدث الآن، فيجب التركيز على ترامب وليس الشخصيات التي عيّنهم”.