أدان العراق الجريمة الصهيونية الجديدة المتمثلة باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، الشهيد يحيى السنوار، وقدّم التعازي لقيادات الحركة وكافة مقاتليها بفقد قائد ميداني كبير، قضّ مضاجع العدوّ وبثّ الرعب في نفسه.
وفي هذا السياق، قدم رئيس مجلس النواب العراقي بالإنابة، محسن المندلاوي، التعازي “للأمتين العربية والإسلامية ومحور إسناد القدس ورجال المقاومة في فلسطين وكلّ بقاع العالم، وخصوصًا حركة حماس، باستشهاد رئيس مكتبها السياسي، القائد المجاهد يحيى السنوار، خلال اشتباكه البطولي مع القوات الصهيونية في رفح”.
وقال المندلاوي في بيان له بمناسبة استشهاد السنوار: “إنّ دماء قادة الأمة ومجاهديها التي سفكت ظلمًا وعدوانًا على طريق فلسطين، تثبت عظمة وأهمية القضية التي ضحى الشهداء بأرواحهم من أجل نصرتها”، مشيرًا إلى أنّ “المقاومة مشروع لا ينتهي باستشهاد القادة، وإنما يزداد تجذرًا ورسوخًا في أعماق الأمة، وإنّ كلّ الذين ساروا على هذا الدرب يؤمنون بأنّ الشهادة طريق انتصار وخلود، وهكذا مشروع لا يموت”.
وأكد رئيس مجلس النواب العراقي أنّ “روح السنوار الطاهرة ستبقى حاضرة، تقاتل إلى جانب شعبها وأمتها، حتّى تحرير الأرض من المحتل، واستعادة الحقوق ورفع الظلم”.
من جانبه، قال الإطار التنسيقي، الذي يمثل التحالف البرلماني الأكبر في مجلس النواب العراقي: “لقد مثّل الشهيد السنوار امتدادًا حقيقيًا للمقاومين الذين نذروا أعمارهم لمواجهة هذا الكيان القميء الذليل الحقير”.
وأضاف الإطار التنسيقي في بيانه بهذا الشأن “عزاؤنا إلى الشعب الفلسطيني الكريم والى عائلة الشهيد وذويه، ونؤكد لهم أنّ دماء الشهداء ستشعل الرفض في كلّ حر حتّى تحقيق النصر وتحرير كامل التراب”.
إلى ذلك، أكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، الشيخ همام حمودي أنّ “المقاومة ثقافة وفكر وعقيدة لا تموت باستشهاد قائد من أبطالها، بل إنّ دماء شهدائها تزيد رجالها بأسًا، وثباتًا على الطريق إلى الله.. وما الشهيد يحيى السنوار إلا أنموذجًا رائعًا للبسالة والإقدام وروح التحدّي للاحتلال والظلم والغطرسة الدموية الصهيونية.. عاش حياته مقاومًا، وقتل مواجهًا العدوّ في أوضح معارك الأمة بين محور الإيمان ومحور الكفر والضلالة”.
وعزّى الشيخ حمودي “حماس والمقاومة والأحرار في كلّ مكان بخسارة الشهيد السنوار”، وهنأهم “بشرف البطولة والانتصارات وكرامة الشهادة في سبيل الله”.
اما رئيس كتلة حقوق البرلمانية حسين مؤنس، فقد أكد “أنّ الكيان الصهيوني تجاوز كلّ الأعراف في حربه على الشعبين الفلسطيني واللبناني، ويعتمد سياسة الأرض المحروقة غير آبه للأرواح والممتلكات”.
وأشار مؤنس إلى أنّ “الكيان الصهيوني فشل في تحقيق أهداف عسكرية في الحرب على غزّة ولبنان، وقبلها أفشلت المقاومة الإسلامية حزب الله مخطّط الشرق الأوسط الجديد في حرب تموز 2006″؛ مضيفًا أنّ “الكيان الصهيوني ليس دولة، بل هو كيان غاصب ومحتل، وهو بالنسبة للعراق كعصابات داعش الإرهابية، وبالنسبة للحرب الحالية فإن العراق ليس طرفًا بالمواجهة إلا أنّه في جبهة الإسناد”.
وحذّر من أنّ هذا الكيان الغاصب “يسعى لابتلاع غرب العراق وسورية والأردن ولبنان؛ لتحقيق حلم إقامة دولة يهودية من النيل إلى الفرات، والمنطقة بالنسبة له منطقة قتال ضمن مشروعه لـ”الدولة” اليهودية، وفشله في التوسع منذ عام 1948 جاء لمواقف الدول والمقاومة”.
وكان السنوار قد استشهد في مدينة رفح مساء أمس الأول الخميس، خلال تواجده في الميدان وادارته المعارك ضدّ الكيان الصهيوني الغاصب.
وعلى صعيد ذي صلة، أقدم متظاهرون غاضبون على اقتحام مقر قناة ( MBCعراق) السعودية في العاصمة بغداد، وحطموا ممتلكاته قبل أن يضرموا النيران فيه، ردًا على مهاجمة القناة لقادة المقاومة ووصفهم بالإرهابيين، هذا في الوقت الذي أكد سياسيون وبرلمانيون عراقيون، أنّ هذه القناة وأمثالها لا مكان لها في العراق، وسيتم العمل على إلغاء رخصتها”.
وكانت القناة المذكورة قد عرضت تقريرًا حول اغتيال الشهيد يحيى السنوار، وصفت فيه الأخير والشهيد إسماعيل هنية، والشهيد السيد حسن نصر الله، والشهيد قاسم سليماني، والشهيد أبو مهدي المهندس بالإرهابيين، ووضعتهم في نفس خانة الإرهابي أسامة بن لادن.
ومن المتوقع أن تزداد وتيرة الضغوطات على الحكومة العراقية والجهات الرسمية المعنية، كهيئة الاعلام والاتّصالات، لاتّخاذ الإجراءات المناسبة لسحب رخصة تلك القناة، وأي قناة تسيء لقادة المقاومة وللعراق والشعب العراقي، في أسرع وقت ممكن.