أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الجمعة 20 أيلول/سبتمبر 2024 العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية لبيروت، مؤكداً أنّ “استهداف منطقة سكنية مأهولة، يثبت مجددًا أنّ العدو “الإسرائيلي” لا يقيم وزنًا لأي اعتبار إنساني وقانوني وأخلاقي، بل هو ماضٍ في ما يشبه الإبادة الجماعية”.
كلام ميقاتي جاء خلال جلسة مجلس الوزراء، وفق ما نقل عنه وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري بعد الجلسة.
وقال ميقاتي “شهدنا أبشع صور الإبادة الجماعية في العدوان الذي حصل يومي الثلاثاء والأربعاء وحصد عشرات الشهداء وآلاف الجرحى”.
وذكر أنّ “هذا العدوان الجديد (على الضاحية الجنوبية) هو برسم الضمير العالمي والمجتمع الدولي الساكت عن انتهاك الحق الإنساني والعدالة والقوانين”.
وفي مستهل الجلسة، أشار ميقاتي إلى أنّ “الزلزال الأمني غير المسبوق بمنطق الحروب، والذي تعرّض له لبنان هذا الأسبوع، وأوقع آلاف الضحايا بين شهيد وجريح، هو عمل جرمي مشين ومدان، وأشبه بإبادة ومجزرة فظيعة، وهذه القضية نرفعها إلى المجتمع الدولي والضمير الإنساني، بمثابة مضبطة اتهام بالعدو “الإسرائيلي”، طالبين اتخاذ موقف واضح من هذه المجازر الفظيعة”.
وتابع: “لقد طلبنا عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي اليوم حتى يقوم بمسؤولياته تجاه لبنان، وهو عضو مؤسس وعامل في منظمة الأمم المتحدة وملتزم بمواثيقها وبالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، خاصة وأنّ كل الاتصالات التي وردتني بالأمس من كبار المسؤولين الدوليين أكدت أن العدو “الإسرائيلي” تخطّى الخطوط الحمر”.
وشدد ميقاتي على أنّ “لبنان يطالب المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته الكاملة إزاء ما حصل، وقد طلبت من وزير الخارجية عبد الله بو حبيب أن يُبادر في كل الاجتماعات التي سيعقدها في الأمم المتحدة إلى البحث في طلب لبنان أن يُصار إلى سن قوانين دوليّة لتحييد الوسائل التكنولوجية المدنية عن الأهداف العسكرية والحربية، لأنّ ما حصل في لبنان هذا الأسبوع من عدوان موصوف هو إبادة جماعية تستهدف الشعب اللبناني بأسره”.
وقال: “على الصعيد الدولي أيضًا كنت طلبت من وزير الخارجية أن يُلقي كلمة لبنان في مجلس الأمن الدولي وأيضًا في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. ولكن، في ضوء الأحداث الأخيرة والاتصالات الأخيرة، تم التمني عليّ أن أكون شخصيًا في نيويورك، ومن هذا المنطلق اتخذت قراري اليوم بالتوجه إلى نيويورك. كما اتصلت بالوزير بو حبيب وطلبت منه أن يبقى يمثل لبنان ويلقي كلمة لبنان، ولكن هناك اتصالات ولقاءات جانبية سأشارك فيها لكي نؤكد أن المجال لا يزال متاحًا للحل الديبلوماسي الذي نأمل أن يعطي النتيجة المطلوبة من أجل استقرار طويل المدى على جبهة الجنوب”، وفق تعبيره.
وشدد ميقاتي على أنّ “الوحدة الوطنية الجامعة التي تجلّت في هذه الفاجعة التي حلّت بنا والتضامن المشهود بين مختلف المكوّنات اللبنانية، يجب أن يكونا حافزًا للمضي نحو تفاهم أوسع يفضي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية لاكتمال عقد المؤسسات الدستورية، وتحصين الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان المتمادي الذي يشنه العدو “الإسرائيلي على لبنان. ولا بد من الإشادة بالعمل الممتاز الذي قامت به وزارة الصحة وكل الطواقم الطبية في كل المستشفيات في كل لبنان”.