سارع العراقيون على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم ومشاربهم الى تقديم كل أشكال الدعم والإسناد للشعب اللبناني والمقاومة الإسلامية، استجابة لنداء المرجعية الدينية في النجف الأشرف، الذي دعت فيه كافة المؤمنين الى القيام بما يُساهم في تخفيف معاناة أبناء الشعب اللبناني، ويُساهم بتأمين احتياجاتهم الإنسانية، في ظل العدوان الصهيوني الدموي.
السوداني: جسر جوي وبري من العراق الى لبنان
وفي هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، عن جسر جوّي وبرّي لتسهيل إرسال الوقود لتشغيل محطّات الكهرباء التي تحتاجها المستشفيات والمؤسسات الخدمية اللبنانية.
وقال السوداني في بيان له بهذا الشأن، “في ظل تطوّرات الأوضاع التي يشهدها لبنان الشقيق، يقف العراق، حكومةً وشعبًا، وقفة الحق والعدالة والمبادئ، مستندًا إلى كل ما جاء في بيان مكتب المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله)، الذي تضمّن دعوة سماحته ببذل كل الجهود لوقف العدوان، ومساعدة لبنان وشعبه في مواجهته الشجاعة للاعتداءات الإجرامية الصهيونية التي أدت إلى استشهاد المئات من أبنائه البررة، وجرح الآلاف من المدنيين الآمنين”.
وأشار السوداني الى “أن هذا الموقف ليس بالجديد على المرجعية العليا في النجف الأشرف، التي طالما أعلنت وعلى مدى سنوات، عن تشخيصها الحكيم لأصل وجود الكيان الصهيوني واحتلاله لفلسطين، ومحاولاته زرع الفتنة وتوسعة الصراع في المنطقة”، وأن “المواقف المعلنة لحكومتنا كانت واضحة وصريحة منذ البداية برفض العدوان الغاشم على غزّة، وعلى كل فلسطين الصامدة، فضلًا عن اعتداءات الكيان الغاصب على سيادة بعض الدول في المنطقة”.
وأوضح رئيس الوزراء العراقي أنه “مثلما دعونا باستمرار الدول الكبرى والمنظمات الأممية والدولية، وجميع الدول العربية والإسلامية، للعمل على إيقاف آلة الحرب الصهيونية المجرمة، وبناءً على هذه التطوّرات، يدعو ويعمل العراق لعقد اجتماع طارئ لقادة وفود الدول العربية، المتواجدين حاليًا في نيويورك”.
الإطار التنسيقي يحيي أبطال حزب الله الشجعان
من جانبها، أدانت قوى الإطار التنسيقي الشيعي، التي تمثل المساحة السياسية الأكبر في العراق، بشدة “الجرائم التي تنفذها آلة الحرب الصهيونية ضد المواطنين العزل في الضاحية الجنوبية وبقية مدن لبنان”.
وأكد قادة قوى الإطار في اجتماع طارئ مساء أمس الاثنين، “أن بيان المرجعية العليا، يشكل خارطة طريق واضحة لمن يرغب في تقديم الدعم والإسناد بكافة أشكاله”.
وحيّت قوى الإطار التنسيقي “أبطال حزب الله الشجعان المرابطين، وعلى رأسهم سماحة السيد حسن نصر الله”، معلنة استعدادها الدائم للوقوف إلى جانب الأشقاء اللبنانيين في محنتهم بكل الوسائل الممكنة، دعمًا لصمود ومقاومة حزب الله الأبطال”.
كما دعت قوى الإطار “جميع أبناء الشعب العراقي، وأصحاب الهيئات والمؤسسات، إلى فتح باب التبرعات وتسيير قوافل الدعم الإنساني، للتعبير عن التلاحم والتضامن مع الشعب اللبناني الشقيق ومقاومته البطلة”.
قوافل العتبة الحسينية تنطلق نحو لبنان
وبعد أن أطلقت العتبتان العباسية المقدسة، والكاظمية المقدسة، يوم أمس الاثنين، قوافل الإغاثة الإنسانية الى الشعب اللبناني، أعلنت هيأة الصحة والتعليم الطبي التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، عن تسيير قافلة طبية كبرى جوًا وبرًا لإغاثة الشعب اللبناني، وذلك امتثالًا لتوجيهات المرجعية الدينية العليا.
وجاء في بيان للهيئة المذكورة، “أن رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة، أعلن أن قافلة طبية كبرى، جوًا وبرًا، ستسير لإغاثة الشعب اللبناني”، مضيفة “أن القافلة ستشمل معدات طبية، وأسرّة، وتجهيزات لمراكز الطوارئ الجراحية، بالإضافة إلى مجموعة من الأطباء الجراحين وإمدادات دوائية”، علمًا “أن وفد الهيئة يتواجد حاليًا في بيروت لتنظيم إجراءات وصول القافلة وعملها الفوري لإغاثة أهلنا من الشعب اللبناني الصامد”.
وإلى جانب ذلك، فإن عشرات المؤسسات والمواكب والهيئات الحسينية، والمنظمات الدينية والسياسية والاجتماعية والخيرية والثقافية، بادرت الى إطلاق حملات واسعة لجمع التبرعات والإعانات الإنسانية لإغاثة الجرحى والنازحين اللبنانيين جراء الإجرام الصهيوني الدموي.
وتجدر الإشارة الى أن الاعتداءات الصهيونية على مناطق مختلفة من جنوب لبنان، تسبب خلال اليومين الماضيين، باستشهاد عشرات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، وجرح المئات، هذا في الوقت الذي أحدثت فيه صواريخ حزب الله اللبناني والمقاومة الإسلامية العراقية، إرباكًا كبيرًا في صفوف المؤسسات السياسية والعسكرية الأمنية الصهيونية، بعد أن طالت مراكز ومؤسسات ومقرات عسكرية وأمنية استراتيجية مهمة، دفعت حكومة الكيان الغاصب الى إعلان حالة الطوارئ لمدة أسبوع كامل في عموم الأراضي المحتلة.العهد الاخباري