بعد سبعة أشهر على نزوح عشرات آلاف المستوطنين من منازلهم وتحوّل مستوطناتهم إلى “حزام أمني” يُقصَف على الدوام من قِبل حزب الله، احتج مستوطنو ورؤساء مستوطنات خط المواجهة عند الحدود بين فلسطين المحتلة وجنوب لبنان، يوم أمس، مطالبين بالحسم وعودتهم بأمان.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، فإن رؤساء المستوطنات الذين قادوا الاحتجاج “الذي امتد إلى مفترقات رئيسية في أرجاء الجليل الأعلى والغربي، يناضلون ضدّ انعدام الأمن، وعدم وجود موازنة وخطة مخصصة للشمال، إلى جانب انهيار أوضاع التجّار والمزارعين، على ضوء الحرب”.
وقال رئيس منتدى خط المواجهة ورئيس المجلس الإقليمي ماتيه آشر، موشيه دافيدوفيتش: “نحن نطالب الحكومة بتقديم خطة عمل والتوضيح لسكان الشمال متى سيعودون إلى منازلهم”. وأضاف “ليس لدى الناس أي يقين وأي أمل – هناك فقط يأس، نحن لن نيأس ولن نستسلم، نقول للحكومة ولرئيس الحكومة المنعزل، نحن سنعيش هنا وسنربي أولادنا. لدينا الحق بالعودة إلى ديارنا. نحن نودّ أن نعيش في أمان في بيوتنا، ولا نرغب بأن يطلقوا النيران على منازلنا ولن نوافق على أن يملي (السيد) نصر الله جدول أعمالنا والحكومة المعزولة تتجاهلنا. نحن لن نتخلى عن بيوتنا. سنكون هنا قبل وبعد هذه الحكومة الفاشلة”.
من جهته، اعتبر رئيس مجلس المطلّة دافيد أزولاي، وهي بحسب “يديعوت احرنوت” المستوطنة “التي أغلب المنازل فيها قد دُمرت بنيران حزب الله منذ اندلاع الحرب”، أن “إهمال مستوطنات الشمال هو نقض للثقة بين القيادة والسكان (المستوطنين)، لم نصل من قبل قط إلى الوضع الذي قرّرت فيه الحكومة ببساطة ألاَّ تتّخذ القرار وتنازلت عن منطقة فيها زراعة، سياحة وسكان، ووضعت مكانهم عشرات آلاف الجنود من الجيش الإسرائيلي كبديل عن الاستيطان في الجليل، ما يجري هنا غير منطقي. الحكومة الإسرائيلية مسؤولة عن تقصير مريع”.
ورأى رئيس بلدية “كريات شمونة” أفيخاي شترن أن “ما يحدث اليوم هو فقط البداية لِما من المتوقع أن يحدث في ما بعد، إن لم تعد الحياة في الشمال إلى مسارها ولم يعد سكاننا (المستوطنون) إلى ديارهم، سنحرص على ألاَّ تستمر الحياة بشكل طبيعي في الوسط أيضًا. سنكفُّ عن الصمت ونريد إجابات واضحة”.
بدوره، أعلن رئيس مجلس “شلومي” غابي نعمان أن “المجلس المحلي شلومي ينضم إلى الاحتجاج ويعلن عن انفصاله عن “الدولة” تحديدًا في “عيد الاستقلال” إلى حين حصول تغيير حقيقي وآني في سياسة التجاهل التي تتبعها الحكومة منذ الحرب التي تدور منذ سبعة أشهر عند الحدود اللبنانية”.
وتابع: “التزمنا الصمت أكثر من اللازم، 80 ألف نازح في حالة لا يقين إزاء المستقبل، من دون أمن، ولا مستقبل لأولادهم. نحن نحب “دولة إسرائيل” وقلقون للغاية من الوضع الذي وصلنا إليه. تمرير الموازنة التي تعهد بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتعزيز وترميم الشمال ليست معروفًا تسديه الحكومة لنا، بل جزء من التزامات الدولة وضمانة لأمن مجمل سكانها (مستوطنيها)، بما في ذلك في الشمال كما في الجنوب”.