الغارديان: رفح تضع “إسرائيل” أمام تحدّيات صعبة

رأت صحيفة “الغارديان” أن: “حجم المساعدات العسكرية الأميركية لـإسرائيل، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يؤكد أن وتيرة الحرب على غزة ما كانت ممكنة لولا استمرار تزويد القنابل والقذائف وغيرها من العتاد، والتي تشمل تلك التي يهدد الرئيس الأميركي جو بايدن حاليًا بوقف تزويدها”.

وأضافت الصحيفة أن: “مسؤولين قالوا للكونغرس، في آذار/مارس الماضي، خلف الأبواب المُغلقة إن أكثر من 100 صفقة بيع سلاح قد أتُمّت مع “تل أبيب” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي”، مشيرة إلى: “ما قاله أحد مراكز الدراسات الأميركية عن أن البنتاغون واجه صعوبة في إيجاد طائرات شحن كافية من أجل إرسال أنظمة السلاح”.

وتحدثت الصحيفة عن: “الاتفاقية التي وقّعها الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، في العام 2016، لـ10 سنوات، والتي تسمح بتوفير السلاح بقيمة 3.3 مليار دولار سنويًا ابتدءًا من العام 2018، بالإضافة إلى مساعدات لدعم أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي بقيمة 500 مليون دولار سنويًا.. وإلى جانب ذلك، وافق الكونغرس على تخصيص مساعدات عسكرية بقيمة 13 مليار دولار الشهر الفائت، والتي تشّكل 5.2 مليار دولار لدعم أنظمة الدفاع الجوي”.

الصحيفة أشارت إلى أن: “العلاقات الأمنية بين الطرفين بدأت في الستينيات، حين قامت الولايات المتحدة بتزويد مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة ما يزيد عن 123 مليار دولار حتى اليوم”. وقالت: “بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فإن نسبة 69% من واردات السلاح لـإسرائيل تأتي من الولايات المتحدة، ونادرًا ما يجري تجميد هذه المساعدات”. ولفتت إلى أن الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان كان قد جمّد إرسال الطائرات الحربية من طراز F-16 في العام 1982، وذلك بسبب استيائه من الاجتياح الإسرائيلي للبنان”، على حد زعمها.

وتابعت الصحيفة أن: “البنتاغون لم ينشر غالبًا تفاصيل عن المساعدات التي قدمها، والتي تشمل القنابل الدقيقة بقيمة 320 مليون دولار في تشرين الثاني/نوفمبر، وقذائف الدبابات بقيمة 106 مليون دولار وغيرها من المساعدات في كانون الأول/ديسمبر”، ورأت أنه مجرد أن تنظر الولايات المتحدة بتزويد الكيان بالقنابل التي تزن 2000 رطل هو أمر مفاجئ بحد ذاته، مشيرة إلى أن: “هذه القنابل هي أثقل بـ 4 أضعاف من القنابل الأكبر التي استخدمتها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في الموصل، وأنها قادرة على تدمير مبنى سكني صغير”.

وبحسب الصحيفة: “الفرضية الأميركية بأن هذه الأسلحة كانت ستستُخدم في عدوان إسرائيلي على رفح”، مضيفة أن: “هذه القنابل تستطيع قتل عشرات الأشخاص أو أكثر في منطقة مزدحمة”.

وتابعت أن: “السؤال المطروح هو عن عدد هذه القنابل التي تخزنها إسرائيل، فليس من السهل الإجابة على هذا السؤال”، مضيفة أن: “الولايات المتحدة فتحت مخازنها في إسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى، وربما كانت تحتوي على عتاد بقيمة 4.4 مليار دولار تقريبًا، ومن أنواع مختلفة، وذلك بحسب مركز أبحاث الكونغرس”.

وأوضحت الصحيفة أن: “الأنواع المحدودة للسلاح التي شملها التجميد، والذي أعلن عنه بايدن، يترك أسلحة أخرى متوفرة لإسرائيل، مثل قذائف الدبابات والمدفعية”. وقالت إن: “القوات الجوية الإسرائيلية تبقى غير متأثّرة عمومًا، خصوصًا بعد أن جرى الموافقة على تزويد إسرائيل بطائرات حربية من طراز F-35 في آذار/مارس الماضي، وذلك ضمن صفقة وافق عليها الكونغرس في العام 2008”.

وختمت الصحيفة مشيرة إلى: “تحليل أجرته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات يفيد بأن إسرائيل ستضطر إلى رفع الميزانية بنسبة تتراوح ما بين 7 و8% من أجل تقليص اعتمادها على الحكومات الأجنبية للحصول على السلاح، والذي هي بأمسّ الحاجة إليه”، وقالت: “ليس واضحًا ما إذا كان ذلك ممكنًا على الأمد الطويل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *