نعم نستطيع ففي قلوبنا قوّة إيمان لو فُعِّلت لغيرت وجه الأرض.. خطبة للشيخ بلال شعبان التوبة طرابلس لبنان

نعم نستطيع …ففي قلوبنا قوة إيمان لو فُعِّلَت لغيرت وجه الأرض …. موضوع خطبة الجمعة للشيخ بلال سعيد شعبان الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي والتي ألقاها في مسجد التوبة طرابلس لبنان بتاريخ 19-4-2024م.
.
1 – فحص عقيدة وإيمان دوري وشك دائم للمجاهدين، أما بالنسبة للطغاة الظالمين فمعهم شهادة حسن سلوك دائمة صالحة لكل زمان ومكان.

يطلبون من المجاهدين المؤمنين الصابرين شهادة حسن سلوك واستقامة ويجب إخضاعهم لفحص عقيدة ويحددوا لهم أين وكيف يتموضعون ومع من يجب أن يتعاونوا وإلا أخرجوهم من دائرة الأمة وحلت عليهم لعنة الآلهة…
في المقابل لا يطلب من الظالمين من ولاتهم لا فحص عقيدة ولا شهادة ولاء للأمة ، فولي الأمر على حق وطاعته واجبة وإن زنى وسرق وتخاذل أو خان وحتى إن تعاون مع الأمريكان فهذا ربما … عين الإيمان وكأنه إله …لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
تماما كمشركي الأمس فقد طلبوا مقابل إيمانهم برسالة الاسلام شروطا تعجيزية من الرسول لم يطلبوها من أصنام اللات والعزى ومناة وغيرها ( سورة فصلت الآيات (90-93)
وكذلك طلب عبيد فرعون وسدنة المعبد من كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام أن يريهم الله جهرة وإلا فلن يتفضلوا ولن يمنوا على سيدنا موسى بالإيمان
قال تعالى :” وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ”. (55) البقرة.

2 – المسارعة في الكفر وخدمة مشاريعهم ، وخذلان المؤمنين ديدن الطغاة الظالمين في بلادنا

  • قال تعالى :”وَلَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ۚ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا ۗ يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ”. (176) آل عمران
  • قال تعالى :”فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ”. (52)المائدة.

3 – تصطنع فتن داخلية في غزة ولبنان لضرب صمود أمتنا من الداخل بعد أن فشلوا في كسرها عسكريا فيجب الانتباه.
اخرجوا من ثنائيات الصراع القاتلة التي زرعها المستعمرفي بلادنا ففي العراق والكويت وهنا لغم حقل الرميلة ، وبين ليبيا وتشاد شريط أوزو ، وبين مصر والسودان ومنطقة حلايب ، وبين تركيا وسوريا ولواء اسكندرون ، كلها ألغام قابلة للتفجير بين فينة وأخرى.
وما يصطنع اليوم في لبنان من أزمة وصراع بسبب الوجود السوري مطلوب من قِبل المحتلين لتصديع الجبهة الداخلية.
في كل الطوائف والأديان والأعراق والبلدان هناك الصالح والطالح ولكن كل نفس بما كسبت رهينة فلا تؤخذ أمة بجريرة فرد، وما قام به أمراء الحرب الأهلية من قتل وسلب حتى هذه اللحظة يفوق كل تصور ، فلا يحق للقتلة والمجرمين أن يلعبوا دور المظلوم فتلك مسرحية سخيفة سمجة لا يصدقها أحد، نعم يجب أن تحل مشكلة الوجود السوري في كل دول المنطقة وهو مطلب الشعب السوري قبل كل شيء والذي يمنعها هم أمريكا ودول الحرب التي تفرض الحصار وتمنع الشعب السوري من ثرواته النفطية والغازية والغذائية وتحتل أرضه.
لذلك يجب أن تعلم أننا أمة واحدة حتى على المستوى الأسري كل شيء يدل على أننا واحد فمن عوائلنا في لبنان
عائلات الحلبي والشامي والحمصي والحموي والادلبي والطرطوسي واللاذقاني وكلها عوائل تنسب لمدن سورية
وعندنا عائلات الغزاوي والمقدسي والنابلسي واللداوي وهي عوائل قادمة من مدن فلسطينية ، كما أن هناك عائلة المصري والاسكندراني والمغربي والجزائري …. الخ فيجب أن تبقى الأعين مفتحة حتى يفلح أحد في صناعة فتن بين مكونات أمتنا والمرء ضعيف بنفسه قوي بأخيه، فيجب أن نتكامل فيما بيننا من أجل تحرير أرضنا وعزة أمتنا
4 – رحم الله امرأ عرف قدر نفسه
المشكلة أننا لا نعرف قدر أنفسنا ، ولا قوة الإيمان الذي نحمله ، ولا قوة القرآن الذي يصوغ أمة تزحزح الجبال.
إنه الخوف وقلة الثقة بالذات والرهاب من الظلم والظالمين وكأننا ما قرأنا سيرة رسولنا وكيف تغلب خلال 23 سنة على أكبر قوتين كونيتين يومها ، وأقام نظام العدل الذي يحفظ دماء الناس وأعراضهم وأموالهم ، مثلنا في ذلك كمثل ذلك الذي أصيب بالانفصام فاعتقد أنه حبة قمح فما هي قصته .

يحكى أن إنساناً توهم – أو خُيِّلَ له – أنه حبة قمح وتحت هذا التخيل العجيب بدأ يفر من الديك، اعتقاداً منه أن الديك سيأكله، أليس هو حبة قمح؟! وسيطر عليه هذا الشعور وعبثاً حاول كل من يعرفه أن يهدئ من روعه. وأن يبدد من نفسه هذا الشعور الغريب! ولكن هيهات. وبعد محاولات مضنية من محبيه اقتنع بأن يعرض نفسه على طبيب نفسي واستطاع الطبيب رغم صعوبة الوضع أن يعيد له ثقته بنفسه واقتنع أخيراً انه إنسان!
لكن فور خروجه من عيادة الطبيب النفسي صودف وجود ديك فقفل عائدا إلى العيادة مرتجفما يعتريه الخوف ، فبادره الطبيب سائلا ما المشكلة وهل فشلت كل جلسات العلاج ؟!
أجابه أبدا أنا مقتنع أنني إنسان وتعبك لم يذهب سدى ، ولكن أيها الطبيب :”من يقنع الديك أنني لست حبة قمح؟
ربما هي قصة فيها شيء من النكتة واللطافة لكنها في الحقيقة تحكي حقيقة أمة فقدت ثقتها بنفسها ..
إنها قصة الضعف الموهوم والغطرسة المصطنعة !
وما الذي صور كل أولئك البغاة أنهم لا يهزمون وأنهم قدر وقوة وهيمنة وسيطرة لا يمكن أن تهزم ولا يمكن أن تتزحزح؟
ومن الذي جعل هذه الأمة تفقد ثقتها بنفسها وإنها ثقافة ذلك الموروث الشعبي المقيت الذي يقول بأن العين التي لا تقاوم المخرز.
لقد أثبت أبطالنا من غزة وفلسطين إلى اليمن ولبنان وإلى كل مكان أن عين الحق تقاوم مخرز الباطل ، وعصا موسى تلقف ما يأفكون ، ونار الحقد لا تحرق إبراهيم ، ومحمد خلف الخندق منتصر ونصره سيعم الخافقين ولو بعد حين.
فأبشروا بنصر الله المبين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *