أمّ الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال سعيد شعبان المؤمنين في صلاة العيد في مسجد عمر بن الخطاب في مخيم البداوي شمال لبنان، وشدد فضيلته في خطبة العيد أننا نقرأ في كتاب الله “كتب عليكم الصيام” ونقرأ أيضاً كتب عليكم القتال” مشيراً إلى أن الصوم الحقيقي بالتزامنا أوامر الله تعالى غير منقوصة، والذي جمع في ما بين الفريضتين هو الشعب الفلسطيني على أرض غزة، فهم صاموا وجاهدوا أنفسهم وجاهدوا عدوهم ووقفوا بكل بسالة في وجه خذلان الأقربين وحرب الأبعدين.
وتابع فضيلته “نحن معشر المسلمين يجب أن نكون من أمة الجهاد، الجهاد للنفس للأعداء، فوظيفة وجودنا في هذه الدنيا هي “إن الله يأمر بالعدل والإحسان…” فالأمر هو إقامة العدل بين الناس، وبالتالي لا بد من الوقوف في وجه الظالمين، والكيفية “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا” ومن خلال “قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين”، من هنا لا يليق بالمسلمين أن يصوموا سويًّا ثمّ يفطر كلّ أولئك المرابطين المجاهدين الصابرين على دمائهم وعلى أشلائهم، ثم يفلسف الكثير ممّن يحتسبون على طبقة العلماء إلى جانب من يتصدرون سدّة المسؤولية في بلادنا، كلّ تحرك داخلي، رافضين نصرة غزة، زاعمين أن ما يحدث خلل أو بلبلة داخلية، بينما هم في الحقيقة يقفون إلى جانب الصهيوني ويحرسون كيانه ويقومون بدور العملاء… أمّا المسؤولية أن تقف إلى جانب أخيك وأن لا تخذله وأن نكون جميعاً كلمة واحدة.
وأضاف فضيلته “كثير من العلماء يحدثونك عن نصرة فلسطين وتكون طريقتهم المثلى الدعاء والتضرع فقط، لأهالي غزة لا غير فيرفعون أيديهم إلى السماء “اللهم لا نملك لهم إلا الدعاء” جازماً أن ذلك خيانة حين تمتلك دولنا نفطاً وأموالاً وجيوشاً وسلاحاً يقمعون به كل شعوبهم، فعندما تصل إلى الميدان إلى المواجهة مع المحتلين يصير العنوان لا نملك إلا الدعاء… ينطلق الكثيرون من المسلمين في أداء عمرة من هنا أو نفل من هناك أو قيام من هنالك، دون أن يدركوا أن الجهاد فريضة وأن القيام في غزة وأن القبول في القطاع حيث يجمع بين الخشيتين وبين الدمعتين وبين الرباطين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله”… لذلك إلى كل أولئك الذين ارتضوا أن يخوضوا فقط بالنوافل دون الفرائض ما فهموا حقيقة القرآن ولا كنه الدين، الله تعالى يقول “إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون”، ويقول أيضاً في آية أخرى “إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون” ومفهوم المخالفة من لا يجاهد بماله ولا بنفسه سيكون بين الكاذبين، أما قرأنا قوله تعالى “قاتلوهم يعذبهم الله بأيدكم” أين سنضع قول الله “انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله” كيف نقرأ قوله تعالى “أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين” وقوله تعالى في تلك الآية الواضحة التي تميز بين من يتبرع لإعمار بين الله العتيق وبين من يجاهد في سبيل الله “أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله” كل هذه الآيات يجب أن نكون قد قرأناها في رمضان كحكام وكشعوب، لنطرح سؤالاً “هل يقبل الله تعالى صيامنا ونحن نشاهد شلال الدماء يسيل من إخواننا في أرض غزة، أرض يخوض فيها مجاهدون حرباً كرأس حربة بالنيابة عن الأمة جمعاء؟ أين هو دورك في الشراكة؟ إن لم يكن لك دور في بذل الأنفس والأرواح ولا في الأموال، كيف تكون شريكاً وأنت تقول لا نملك إلا الدعاء وأنت تملك الكثير؟”.
وختم فضيلته “الله يتحدث عن شعب البركة وهم في فلسطين “المسجد الأقصى الذي باركنا حوله”، وعندما يتحدث عن الرباط “وإنَّ أفضل رباطكم عسقلان” وهي في إقليم غزة، عندما يتحدث في القرآن عن الأخوة والإعداد والصبر والاعتصام، وهم في غزة وفي فلسطين تآخوا وأعدوا وصبروا واعتصموا، لذلك يجب أن تركبوا في هذه سفينة غزة، سفينة النجاة إلى بر الأمان، بعيدا عن كل دولنا التي هي مستعمرة فيها حكام خونة يتبعون للمستعمر يغلقون الحدود بأوامر صهيو-أمريكية ويصطنعون لنا حدوداً مع إخواننا، لذلك يجب أن نتكامل ونتضامن كما هو هلال رمضان صيام أمة واحدة وكما هو هلال شوال إفطاراً واحداً، يجب على هلال غزة أن يجمع الأمة بكليتها على مشروع واحد هو مشروع الجهاد، وحفنة الصهاينة العلماء في لبنان مستعدون أن يفتعلوا حرباً داخلية لعشرين عاما وحين يضرب الكيان يتوجعون ويتفجعون ويتألمون لأن هناك وحدة جسد في ما بين الخونة والعملاء الذين غضب الله عليهم، أما نحن فأمة واحدة وشعوب واحدة ودعنا كل أشكال الحدود المصطنعة، قمة العقيدة الصحيحة والإيمان الحق هي أن تدوس على الحدود التي رسمت في ما بيننا لتصنع أروع ملحمة، الفلسطيني ليس لاجئاً في لبنان، فهو من قدّم من دمه الطاهر للدفاع عن لبنان في 1978 وفي 1982 وفي 2006 أكثر مما دفعه الكثير من اللبنانيين دفاعاً عن لبنان”.