بنود العقد مع الله “بذل الأنفس والأرواح والثمن الجنة” والانتصار جائزة للصابرين خطبة جمعة 29-3-2024

بنود العقد مع الله “بذل الأنفس والأرواح والثمن الجنة” والانتصار جائزة للصابرين خطبة جمعة 29-3-2024
طبيعة العقد
العلاقه بيننا وبين الله في حقيقتها قائمة على عقد أركانه الأنفس والأرواح مقابل الجنة ، والانتصار جائزة ترضية لجهاد أهل الايمان وثباتهم على الحق قال تعالى :”إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ…”
ابتلاء يقوم على تمحيص المؤمنين، ومحق الكافرين
قال تعالى :”وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)
من سنن الله في الابتلاء أنه يعمل باتجاهين وبشكل متزامن ، رفعة وتمحيص للمؤمنين ومحق للكافرين
الانتصار عمل تراكمي
للانتصار سنن إلهية تقوم على دفع الاثمان وهو عملية تراكمية فبمقدار ما تقدم من جهد ودماء وتضحيات بمقدار ما يكون النصر عزيزا
الفتح الأكبر لمكة هو نتيجة عمل تراكمي دؤوب بدأ بصبر بلال وآل ياسر على الأذى في مكة ثم بدماء سمية وحمزة ثم بالانتصارات الجزئية في بدر ثم الخندق ثم بني قينقاع والنضير حصيلة كل ذلك أوصلت إلى النصر الاكبر.
غزة اليوم هي انتصار جزئي لكنه مفصلي ومهم جدا على درب التحريروالانتصار والتحرير الكلي للقدس والأقصى وفلسطين كل فلسطين لأنه كسر هيبة وشوكت المحتل وأظهر ضعفه وعنكبوتية دولته
ممنوع التعجل فمن تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه المولود يحتاج إلى
٧ أو ٩ أشهر حتى يولد سليما ولو حصلت الوالدة قبل ذلك يموت المولود.
بعد كل ما قدمته غزة من دماء وبطولة وتضحيات يجري اليوم في غزة ، ولادة أمة عزيزة ومقدار عزتها بمقدار ما قدمته من دماء وستكون نتيجتها انهيار منظومة الظلم الدولي وخدمهم في منطقتنا وزوال مئوية المستكبرين المهيمنة على العالم لينبلج معها فجر المستضعفين قال تعالى :” وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *