على الرغم من حصول كيان العدو على دعم وتأييد وإسناد غير مسبوقين من الولايات المتحدة في الحرب الجارية على قطاع غزة، إلا أن العلاقات بين الجانبين لم تكن أفضل من أي وقت مضى. إذ يتعامل الجانب الإسرائيلي مع حليفه بـ”طريقة غريبة” إثر التصويت الأميركي الأخير في مجلس الأمن، حسبما أفاد محلّل الشؤون السياسية في موقع “والا” الإسرائيلي باراك رافيد.
رافيد نقل، عن مسؤولَين أميركيَين رفيعي المستوى، قولهما: “البيت الأبيض رأى أن قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلق أزمة حول التصويت الأميركي في مجلس الأمن، فهي خطوة متعمدة ومصطنعة”، وأضافا أن: “هذه طريقة غريبة في التعامل مع حليف قدّم لـ”إسرائيل” كل هذا الدعم.. إذا كان هذا يُزعج بنيامين نتنياهو لماذا لم يتصل ببايدن؟”.
وأشار إلى أن: “الأزمة الحالية تذكّرنا إلى حد كبير بـالحرب التي شنها نتنياهو ضد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، في العام 2015، بخصوص الاتفاق النووي مع إيران والمواجهة بين الجانبين في كانون الأول/ديسمبر 2016 حول قرار الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن لإدانة الاستيطان في الضفة الغربية”. ونقل عن مسؤول أميركي قوله إن: “ما قام به نتنياهو اليوم هو طريقة غريبة للتعامل مع حليف قدّم الكثير من الدعم منذ بداية الحرب”.
وبحسب رافيد، أشارت المصادر إلى أن: “البيت الأبيض شدّد أمام مستشاري نتنياهو على أن الامتناع الأميركي عن التصويت لا يشكل تغييرًا في السياسات من جانب الولايات المتحدة حيال الشروط الضرورية لوقف النار، وأن إدارة بايدن لا ترى القرار ملزمًا”. وقالت: “إذا كان نتنياهو يعارض إلى هذا الحد الامتناع الأميركي عن التصويت، فلماذا لم يتصل ببايدن ويُخبره بذلك؟ سياسات الولايات المتحدة واضحة فنحن ننظر إلى قرار كهذا على أنه يدعو إلى وقف النار وإطلاق سراح المختطفين في الفقرة نفسها”، على حد تعبيرها.
كما نقل رافيد عن مسؤول أميركي قوله إن: “البيت الأبيض فوجئ برد فعل نتنياهو ورأه مبالغًا فيه للغاية، إذ فضّل – أي نتنياهو- رفض التفسير الذي أعطته الولايات المتحدة للقرار، وخلق أزمة مع إدارة بايدن، ثم القول للولايات المتحدة ما هي سياستها على الرغم من أنها تدعي غير ذلك؟!”.
ورأى أن: “كل هذا لن يضر إلا بـ”إسرائيل”، فقد كان بإمكانه اختيار طريق مختلف، والتوافق مع الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بمدلولات القرار”، وأضاف: “لقد اختار عدم القيام بذلك، على ما يبدو لأسباب سياسية داخلية”.
ولفت رافيد إلى أنّ: “البيت الأبيض يحاول التقليل من أهمية إلغاء وصول مستشاري نتنياهو إلى واشنطن، والتركيز بدلًا من ذلك على حقيقة أن وزير الأمن في المدينة، ويعقد اجتماعات اليوم مع العديد من المسؤولين في الإدارة الأميركية تتضمن مسألة رفح”. وذكر أن مسؤول أميركي آخر قال إن: “نتنياهو استخدم التصويت في الأمم المتحدة ذريعةً ووسيلةً للهروب من إرسال وفد إلى المحادثات في البيت الأبيض بشأن رفح”، مضيفًا أن: “نتنياهو كان خائفًا من أننا قد نقدّم، بدائل جيدة لعملية برية في رفح.. لقد فضّل التصادم معنا حتى ولو كان ذلك خلافًا لمصالح “إسرائيل””.
كما أشار رافيد إلى أنّ بايدن لا يعتزم، في هذه المرحلة، إجراء محادثة هاتفية مع نتنياهو، حسبما أفادت مصادر مطلعة على الموضوع”.