تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن الحالة التي يعيشها سكان المستوطنات الشمالية، قائلةً إنهم “منهكون ويدفعون أثمانًا باهظة بسبب القتال مع حزب الله”.
ووفق ما نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، فإن المستوطنين في الشمال “مكتئبون”، ويطرحون تساؤلًا: “ماذا نفعل لإنهاء كابوس صواريخ حزب الله”.
ونقلت الصحيفة عن مستوطنة إسرائيلية تعيش في إحدى مستوطنات الجليل القريبة من الحدود اللبنانية قولها إنّ “المستوطنين هناك يعيشون بين صواريخ حزب الله، والوضع مروّع”.
ووفق الصحيفة، فإنّ أكثر من 60,000 من سكان مستوطنات الجليل نزحوا من بيوتهم في تشرين الأول/أكتوبر ووجدوا أنفسهم يعيشون حياة جديدة في مستوطنات أخرى.
وتابعت أنّه منذ تشرين الأول/أكتوبر، إنهار مجتمع الشمال، وأُغلقت وظائف عديدة، وتشتّت السكان النازحون إلى مستوطنات متفرّقة.
موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” تحدّث عن الوضع في المستوطنات الشمالية مع راحيل ديان، صاحبة مقهى “بلوما” في مستوطنة “كفار بلوم”، التي تبعد حوالى ستة كيلومترات عن لبنان، فقالت “الجميع هنا مكتئب، هذا وضع فظيع”، وأضافت “إذا كان هناك سؤال لا يجب أن يُطرح في هذه الأيام في حديث الشارع في مستوطنات الجليل المحاذية للحدود مع لبنان التي لم يتم اخلاؤها، هو “ماذا يحصل؟” فلا يوجد لهم جواب لهذا السؤال الذي أصبح أكثر وأكثر إيلامًا وحزنًا”.
وتابعت ديان التي تملك مقهى تفتحه 6 أيام أسبوعيًا لـ4 ساعات فقط يوميًا: “نحن نعيش بين الصواريخ وننتظر أن يحدث شيء ما جيد، لكن لا أحد يعلم ماذا سيحصل ومتى”، وأردفت “قبل الحرب كان لديّ هنا 20 عاملًا والآن بقي أنا وزوجي الذي انضم للمساعدة.. أريد أن أفهم ماذا يفعلون لكي ينتهي هذا الكابوس؟ في الأسبوع الماضي حصل هنا هجوم صواريخ جنوني، عشرات الصواريخ اعترضت. اعتقدنا أنّه بدأ هجوم كبير لحزب الله، وحينها قمنا صباحًا ومرة أخرى واصلنا حياتنا كما لو أنًه لم يحصل شيء”.
وأشار موقع “يديعوت أحرونوت” إلى أنّ أكثر من 60 ألف من سكان الجليل هجروا من منازلهم في تشرين الأول ليجدوا أنفسهم يعيشون حياة جديدة في مئات المستوطنات في جميع أنحاء الكيان.
وفي وصفه للوضع شمالًا، قال الموقع “مجتمعات تفكّكت، أماكن عمل أُغلقت، وتفرقت عائلات. حوالى 60% من سكان “كفار بلوم”، التي لم يتم إخلاؤها بقرار من الحكومة والجيش، أخلوا من تلقاء أنفسهم. معظم قاطنيها لا يوجد لديهم غرفة محصّنة ضمن المعايير”.
وبحسب موقع “يديعوت أحرونوت”، فإنّ الشعور بالعجز يُرافق جميع أبناء الجليل، الذين لم يتخيلوا أنّ هذا الواقع سيستمر أكثر من خمسة أشهر. وقد تمّ بالفعل استيعاب عشرات الآلاف في جميع أنحاء الكيان وفي المدارس المؤقتة التي تمّ إنشاؤها لهم، لكن الآلاف لم يحظوا حتى بالجلوس مقابل لوح وأستاذ مثل أبناء جيلهم الذين لا يعيشون عند خط المواجهة، على حدّ تعبيره.