على وقع انسحاب جنود كتيبة اللواء “غولاني 13” تحت ضربات المقاومين من قطاع غزة، تحدّثت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن أساليب خداع اعتمدتها المقاومة الفلسطينية لتوقع القوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزّة في كمائنها.
ونقلت الصحيفة عن جنود إسرائيليين اعترافهم بالوقوع في “فخ مميت” بالقرب من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وأوضح جيش الاحتلال، في بيانٍ له الأسبوع الماضي، أن الكمين استخدم “الدمى وحقائب الظهر مع مكبرات الصوت التي تبث أصوات البكاء، وتمّ وضعها عمدًا بالقرب من عمود نفق متّصل بشبكة أنفاق كبيرة”.
وفي الأيام الأخيرة، أفاد جيش الاحتلال أنّ جنوده سمعوا تسجيلات لأشخاص يبكون ويتحدثون العبرية، مشيرًا إلى أنها محاولات لخداع الجنود للبحث عن أسرى في مكان قريب، وفق ما جاء في الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظلّ احتدام المعارك البرية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، فإن غزة تتحوّل إلى ساحة حرب معقّدة، تنشر فيها “إسرائيل” طائرات بدون طيار وروبوتات من القرن الحادي والعشرين، بينما تعتمد المقاومة على “بعض من أقدم التكتيكات: الخداع، والمفاجأة، والكمائن”.
وبحسب “واشنطن بوست”، المقاومة الفلسطينية تقاتل فوق وتحت الأرض، وينتقل المقاتلون من مبنى إلى آخر، ويحاولون إيقاع الجنود الإسرائيليين بالكمائن.
ونقلت عن باحث في معهد دراسات “الأمن القومي” في جامعة “تل أبيب” أنّ عمليات الخداع التي تعتمدها المقاومة الفلسطينية “مصمّمة لاستدراج الجنود الإسرائيليين وإدخالهم إلى مناطق مجهزّة مُسبقًا كمناطق قتل”، مشيرًا إلى أنّ هذا الأسلوب “يخلق الارتباك والفوضى والغضب والإحباط في صفوف القوات الإسرائيلية”.
ورجّح الباحث أن أسلوب المقاومة في إطار نصب الكمائن سيظل يشكل تحديًا واستفزازًا كبيريْن، مضيفًا “الجنود الإسرائيليون الذين يواجهون قتالًا شديدًا من مسافة قريبة ربما يكونون مرهقين وخائفين بالفعل”، مؤكدًا أنّ عمليات الخداع التي تنفّذها المقاومة تجعل الجنود الإسرائيليين أكثر عرضة للوقوع في أخطاء”.