يواصل الاحتلال عدوانه على مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية المحتلة، لليوم الثالث على التوالي، والذي أسفر حتى الآن عن ارتقاء 11 شهيدًا فلسطينيًا.
بالتزامن، تتصدى المقاومة الفلسطينية لجيش الاحتلال بالاشتباكات المُسلحة المباشرة والقنابل اليدوية، في حين يلجأ الاحتلال لاستخدام للقصف الجوي عبر الطائرات المُسيّرة. وتواصل سرايا القدس وكتائب القسام وكتائب الأقصى وكتائب أبو علي مصطفى التصدي البطولي لاقتحام الاحتلال المتواصل لمدينة جنين ومخيمها.
وبحسب وسائل الإعلام الفلسطينية، تمكّن مجاهدو المقاومة من تفجير عبوة ناسفة في آلية عسكرية تابعة لقوات الاحتلال خلال اقتحامها لمدينة جنين، فيما اضطرّ الاحتلال أمام بأس المقاومة وتصديها البطولي إلى استدعاء تعزيزات عسكرية جديدة لدعم قواته.
وزارة الصحة: شهداء ومُصابون
وأعلنت وزارة الصحة استشهاد الفتى أيوب محمد جلامنة متأثرًا بجراحه بقصف الاحتلال مجموعة من المواطنين بطائرة مُسيَّرة في الحي الشرقي من مدينة جنين، في الضفة الغربية المحتلة الليلة الماضية.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت استشهاد مواطنين اثنين؛ أحدهما طفل وأصيب 10 آخرون، بقصف مجموعة من المواطنين أغلبهم من الأطفال من طائرة مُسيّرة في الحي الشرقي في جنين مع تواصل العدوان على المدينة ومخيمها منذ فجر الثلاثاء. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها عملت على نقل الشهداء والمصابين إلى المستشفيات.
ووسّع جيش الاحتلال عدوانه على مدينة جنين ومخيمها ليشمل معظم أحياء المدينة، حيث قصف في ساعات متأخرة من الليل بصاروخ “انيرجا” منزلا في الحي الشرقي وأحدث دمارًا كبيرًا فيه، كما حاصر في الحي نفسه عددًا من المنازل، وسط تعزيزات عسكرية كبيرة، برفقة عدة جرافات قامت بتدمير البنية التحتية.
وشهد الحي الشرقي، من مدينة جنين، مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال التي حولت عددًا من المنازل إلى نقاط عسكرية، وشنت حملة اعتقالات في صفوف الفلسطينيين وفرضت حصارًا كاملاً على الحي، وأغلقت جميع مداخله بالآليات العسكرية والجرافات.
كما قامت قوات الاحتلال بقصف منزلين في مخيم جنين يعودان لعائلتي العموري والسمور، ومنعت الدفاع المدني من الوصول للمكان للسيطرة على الحريق، كما شنّت حملة مداهمات واسعة للمنازل في حيي الدمج والحواشين في المخيم.
وأعلنت مديرية التربية والتعليم في جنين التحوّل إلى التعليم الإلكتروني من بعد في مدارس المدينة ومخيمها، وأي بلدة يكون فيها اقتحام لقوات الاحتلال.
أطباء بلا حدود: العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين مستمرّة منذ يوميْن
من جهتها، أشارت منظمة أطباء بلا حدود إلى أنَّ الناس يموتون في جنين؛ لأنهم لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات، فهناك عملية عسكرية إسرائيلية جديدة مستمرة منذ يوميْن. وقالت: “حمل رجل ابنه البالغ من العمر 13 عامًا سيرًا على الأقدام إلى مستشفى خليل سليمان؛ لأن مدرعات الاحتلال تعترض سيارات الإسعاف “فتوفي الصبي عند وصوله”، مبينةً أنَّ القوات الإسرائيلية قامت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المستشفى.
وأضافت: “الطواقم الطبية قررت إخراج مريضة من المستشفى فحاولت سيارة إسعاف أخذها إلى البيت. لكن أُطلقت النار على سيارة الإسعاف، وأعيدت المريضة نفسها مصابة بطلق ناري، وتخضع الآن لعملية جراحية”. ولفتت النظمة إلى أنَّ: “الهجمات على المستشفيات وسيارات الإسعاف واعتراضها يجب لهذا أن يتوقف”.
هذا؛ ونفّذت قوات الاحتلال، فجر اليوم، حملة مداهمات واقتحامات واسعة طالت عدة مدن وبلدات في الضفة الغربية. فقد اقتحم الجيش الإسرائيلي قرى قباطية ورمانة والزبابدة والسيلة الحارثية واليامون، في قضاء جنين شمال الضفة الغربية وشنّ سلسلة اعتقالات في صفوف المواطنين.
كما اعتقل الاحتلال 30 فلسطينيًا، في قرية تلفيت جنوبي نابلس، وداهم منازل في بلدة بيت إيبا شمال غرب نابلس، واعتقل شابين.
من جانبها، وصفت وكالة الأونروا العام 2023 بأنه: “الأكثر دموية” في الضفة الغربية منذ بدء الأمم المتحدة في تسجيل وتوثيق عدد ضحايا ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة في العام 2005.
جاء ذلك في تقرير يكشف الأوضاع الإنسانية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، مع مرور أكثر من شهرين على اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع، وتصاعد حدة المداهمات والاعتقالات التي تنفذها القوات الإسرائيلية في الضفة.
وقالت الأونروا إن العام 2023 بمثابة العام الأكثر دموية بالنسبة إلى حالات استشهاد فلسطينيين في الضفة، حيث استشهد 271 على يد القوات الإسرائيلية، بينهم 69 طفلاً، بالإضافة إلى 8 فلسطينيين استشهدوا على يد المستوطنين الإسرائيليين.