محلل عسكري صهيوني: لسنا قريبين من تحقيق أهداف الحرب على غزة

قالت صحيفة “معاريف” العبرية إنه في غضون أيام قليلة، ستنتهي هذه السنة الملعونة التي جلبت الخراب على حياة كثير من العائلات، وتركت جرحاً غائراً لدينا جميعاً، أبناء المجتمع الإسرائيلي، طال الروح والجسد، وسيظل إلى الأبد.. لكن لعنات سنة 2023 لن تنتهي خلال العام المقبل، إذ إن سنة 2024 ستكون أيضاً سنة لحرب متّصلة، سنة من الخسائر، والجرحى، والألم، على الجبهة الجنوبية، وربما يمتد الأمر نحو الشمال أيضاً.

وقال المحلل العسكري في القناة 13 العبرية، ألون بن دافيد، للصحيفة “لسنا قريبين من تحقيق الهدفين الأساسيَين: إطلاق سراح المخطوفين، وتدمير القدرات العسكرية والسلطوية التابعة لحماس”، لافتا إلى أن إخضاع حماس في شمال القطاع هو إنجاز عسكري كبير، بعد شهرين من التحرك البرّي، وهو إنجاز دُفع في سبيله ثمن باهظ، لكن حتى مَن لا ينتمون إلى المتشائمين، ممن أوضحوا أن الجيش الإسرائيلي غير قادر على فعل ذلك، حذّروا من أن أثمان احتلال شمال القطاع ستكون أكبر، وما من أحد، ما من أحد حقاً، كان يعرف ما الذي ينتظرنا في داخل القطاع”.

وتابع قائلا “لقد كان الجيش يعلم بأن مدينة غزة ومحيطها هما موقع محصّن يحتوي على شبكة أنفاق تحت أرضية متفرعة، لكنه لم يكن يعرف إلى أي حد كان الموقع محصّناً، وباتت القوات الإسرائيلية تُفاجأ، يوماً بعد يوم، بكشف الحجم الهائل للأنفاق القتالية، ومجمّعات القيادة التحت أرضية، التي تكتشفها هذه القوات”.

وبحسب بن دافيد، تتوزع الأنفاق على شبكتين منفصلتين: فهناك الشبكة الهائلة والمتفرعة، المكونة من أنفاق قتالية ضيقة، وهي تنتشر أساساً في الخطوط الدفاعية للحركة، وتحتوي على عدد لا متناهٍ من فتحات الدخول والخروج المنتشرة على الخطوط الدفاعية المتقدمة التابعة لحماس، مضيفا أن الأنفاق القتالية هي أنفاق ضيقة، بعرض جسد إنسان، وتؤدي إلى فتحاتٍ، بعضها مفتوح، وبعضها الآخر مسدود، ويمكن فتحه إذا ما دعت الحاجة، والهدف من هذه الشبكة يتمثل في خوض القتال خلال اجتياح برّي إسرائيلي، وهي تمتد على مسافة مئات الكيلومترات.

وخلف هذه الشبكة، تم الكشف عن شبكة أُخرى، تتمثل في مجمعات قيادية تقع على ارتفاعات مختلفة تحت الأرض، وهي بعمق عشرات الأمتار، بعضها تتوفر فيه مصاعد، وبعضها متصل بأنفاق واسعة، تتيح التحرك بواسطة سيارة، بعض هذه الأنفاق لم تكن الاستخبارات الاسرائيلية تعلم بوجوده.

وقال المحلل العسطري الصهيوني “تدمير هذه الشبكة، التي لم نكن نعرف حجمها، يحتاج إلى وقت، كما أنه يتطلب كميات هائلة من المتفجرات التي لا تتوفر دائماً”، مضيفا “تدمير هذا التفرع الهائل من الشبكات التي بنتها حماس يتطلب من الجيش الإسرائيلي وقتاً وجهداً غير قليلَين، بموازاة الجهود المستمرة المبذولة في القضاء على عناصر حماس”.
ولفت إلى أن المعلومات التي يتم جمعها من الأنفاق باتت، منذ الآن، تخدم القوات العاملة في جنوب القطاع، والتي تحاول صبّ جهودها على الوصول إلى قيادة حماس والمخطوفين، وهي جهود لم تتكلل بالنجاح حتى الآن.

من جهة أخرى، قال بن دافيد “فيما يتعلق بالمأساة الفظيعة المتمثلة في مقتل المخطوفين في الشجاعية الأسبوع الماضي، فقد ذكّرت قيادة الجيش بأنه لا يكفي التحدث في المؤتمرات الصحافية عن استعادة المخطوفين لأن الأمر هدف من أهداف الحرب، بل يجب تكرار ذلك على مسامع المقاتلين”.

وأشار إلى أنه لا يزال أمام جيش الاحتلال نحو شهر من القتال المكثف في جنوب القطاع، والذي يتركز الآن في مواضع توجد فيها قيادة حماس والمخطوفين، وقال “ما من شك في أن القضاء على زعيم حماس سيختصر مدة القتال، لكن من المشكوك فيه أن يتحقق الأمر خلال الشهر الجاري، يُحتمل أن يتوقف هذا القتال في أعقاب صفقة تبادُل، بيْد أن مثل هذه الصفقة لن تتمكن من إعادة جميع المخطوفين إلى منازلهم.

وتابع بن دافيد “بناءً عليه، لا بد من أن ننظر إلى القتال في غزة كما نظرنا إلى عملية السور الواقي في سنة 2002، فبعد الاحتلال السريع لمدن الضفة، استمر قتل المئات من الإسرائيليين في هجمات إرهابية انطلقت من المدن التي قمنا باحتلالها، في ذلك الحين أيضاً، لم نحصل هناك على صورة نصر”.
وأردف “لقد تطلّب الأمر مرور عدة أعوام، عندما قمنا باجتثاث إرهاب الانتحاريين، إلى أن أدركنا أننا انتصرنا، وهذه هي الحال في غزة: فبعد أن نُخضع جلّ القوة المقاتلة في حماس، سنحتاج إلى مواصلة العمل طوال أعوام في القطاع لكي نتمكن من اجتثاث أي نمو جديد لحماس”.

وختم بالقول “كلا، لن تحلّ السنة الجديدة علينا ونحن بخير، سيتعين علينا مواصلة العمل الحثيث، خلالها، على استعادة مكانتنا في هذا الإقليم، واستعادة هيبتنا بصفتنا جهة لا يُفضّل العبث معها، وسيكون للأمر أثمان”، مضيفا “ليس من المؤكد أننا سننجح، خلال العام المقبل، في إبعاد وإزالة جميع التهديدات، لكن هناك أمراً واحداً علينا ضمانه: التأكد من أننا لن نستيقظ قط على صباح يشبه صبيحة السابع من أكتوبر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *