أكّد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الاثنين، أن استخدام أميركا الفيتو ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة أظهر شراكتها في جريمة الكيان الصهيوني.
وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي، لفت كنعاني إلى الإحصائيات الصادمة التي نشهدها بسبب العدوان الوحشي الصهيوني، حيث استشهد 17997 شخصًا على يد آلة القتل التابعة للكيان حتى الآن، بينهم 7875 طفلًا، و7760 مفقودًا ما يزالون تحت الأنقاض، وغيرها من الأرقام الناجمة عن جرائم الصهاينة بحق سكان غزة المظلومين.
وأضاف: “لا بد من شكر الخطوة المسؤولة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة، والذي لفت انتباه مجلس الأمن بمناشدته المادة 99 من الميثاق، وطالبه باتخاذ إجراءات فورية للحفاظ على السلم والأمن الدوليين”، مردفًا: “من المؤسف أننا شهدنا التصرف المؤسف للولايات المتحدة باستخدام حق النقض (الفيتو) على القرار المقدم، ورفض طلب المجتمع الدولي بوقف هذه الحرب الدموية والهجوم الوحشي”.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أن الولايات المتحدة أظهرت، مرة أخرى، وقوفها الكامل مع الكيان الصهيوني وتواطئها في الجريمة، قائلًا: “لقد أعلنا مواقفنا، ونحن ندين هذا العمل غير المقبول”، مؤكدًا أن الحكومة الأميركية أظهرت أنها ليست طرفًا في حلّ موضوع الحرب المستمرة في غزة، بل هي جزء من استمرار جريمة الحرب، ولقد أظهرت الحكومة الأميركية أنها تقف بمفردها أمام المجتمع الدولي، وهي لا تخشى الوحدة في وقوفها إلى جانب الكيان الصهيوني.
وأضاف كنعاني: “لم تكتفِ واشنطن بالتصويت ضد قرار خلق الردع، بل أظهرت أيضًا أنها صوتت لصالح استمرار همجية الكيان ضد الشعب الفلسطيني، وبينت أنها وقفت بمفردها أمام طلب ممثل الأمين العام وصوتت على مواصلة المجزرة”.
وفي السياق، قال كنعاني إن: “مجلس الأمن فشل في القيام بواجبه وكفاءته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وفي القيام بمسؤوليته، بينما الفيتو الأميركي أظهر مأزق مجلس الأمن”.
متابعة النشاط الصاروخي في إطار الردع
وفيما يتعلق بالاجتماع الإقليمي والبيان ضد إيران، قال كنعاني إن: “الدول تعرب عن وجهات نظرها، في المجال الإقليمي في مختلف الاجتماعات، ولكن الأمر المؤكد هو أن الموضوع المتعلّق بالقضايا النووية واضح ويستمر بآليات واضحة وقانونية”.
وأضاف: “لقد أثبتت إيران دائمًا أنشطتها السلمية في سياق الآليات الدولية، وهذا الأمر أُشير إليه وجرى التأكد منه في خمسة عشر تقريرًا للأمين العام للوكالة، والنشاط الصاروخي الإيراني يتمّ في سياق قوة الردع الإيرانية، ولدينا نشاط واضح في هذا المجال، وهذا لا يشكّل تهديدًا لأحد”.
وعن مستقبل الحرب على غزة، لفت كنعاني إلى أننا أعلنا مرات عديدة أن الشعب الفلسطيني هو الطرف الوحيد الذي يملك الحق، ويستطيع أن يقرر مصير أرضه وحكومته، ولن يقبل الشعب الفلسطيني بتنفيذ المخططات السياسية لبعض الدول من خارج المنطقة.
وأشار إلى التجارب الماضية التي أثبتت أن الشعب الفلسطيني سيقاوم ما يُخطط له في الخارج، ولن يخضع للمخططات الأجنبية الظالمة التي تشّكلت لصالح المعتدي، مردفًا: “يجب أن تتشكّل الحلول من داخل الأرض الفلسطينية، ونحن لا نطرح فكرة لفلسطين، ولقد اقترحنا الحل الديمقراطي، وإذا كانت الأطراف المطالبة تبحث عن حل للأزمة الدولية، فإنّ الحل الإيراني يمكن أن يكون هو الحلّ”.