رأى الكاتب كليفورد يونج، في مقالة نشرها موقع “ذا هيل” الأميركي، أنّ: “موقف الرئيس الأميركي جو بايدن إزاء النزاع بين “إسرائيل” وحماس تسببت بتراجع شعبيته عند جيل الشباب في الولايات المتحدة”.
يونج الذي يعمل رئيسًا لقسم استطلاعات الرأي في مؤسسة “ايبسوس”، أوضح أن: “التركيز على نسب تأييد بايدن يشتّت الأنظار عن القضية الجوهرية، وهي رفض الأميركيين الأصغر سنًا للنزاعات العسكرية على أنها خيار في السياسة الخارجية”، مضيفًا أن: “نسب تأييد بايدن في ملف الحرب ليست جيدة”.
واستشهد باستطلاع أجرته “إيبسوس” مؤخرًا بالتعاون مع “اي بي سي نيوز”، بيّن أن نسبة الأميركيين الأصغر سنًا، والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا ممن يؤيدون مقاربة بايدن حيال الحرب، بلغت ٢٨ % فقط، مقابل نسبة 45 % للفئات العمرية الأخرى الأكبر سنًا.
كما ذكر أن: “استطلاع رأي أجرته “إيبسوس”، بالتعاون مع وكالة “رويترز”، كشف أن 56 % من الأميركيين يرون أن على الولايات المتحدة ألا تتدخل في الحرب، مقابل 39 % من الأميركيين الأكبر سنًا كان لهم الموقف نفسه”.
الكاتب لفت إلى أن: “الموضوع لا يقتصر على هذه الحرب فقط، فمقاربة بايدن حيال الحرب في أوكرانيا تقابل بموقف “فاتر” من الأميركيين الأصغر سنًا”، مشيرًا إلى: “استطلاع حديث أجرته “إيبسوس”؛ وجد أن نسبة 37 % من الأميركيين الأصغر سنًا – ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة- يؤيدون سياسة بايدن في أوكرانيا”، وأضاف أن: “هذه الفئة العمرية هي أكثر ميلًا نحو عدم التدخل في أوكرانيا، وذلك بنسبة 57 % مقابل 38 % كان لهم موقف مختلف”.
وتابع أن: “الموضوع لا يقتصر على هذين النزاعين”، مشيرًا إلى استطلاع أجرته مؤسسة “بيو” Pew، في العام 2022 ، كشف أن الأميركيين الأصغر سنًا هم أقل ميلًا نحو تأييد التدخل الأميركي في نزاعات خارجية مقارنة مع الأكبر سنًا، بنسبة 25% مقابل 11%.
وذكر الكاتب أنّ: “الشباب من الأجيال السابقة كانوا أكثر دعمًا للتدخلات العسكرية”، مستشهدًا “باستطلاع أجرته “غالآب” Gallup العام 1971 بيَّن أن الأميركيين الشباب كانوا وقتها أكثر ميلًا لتأييد التدخل العسكري في فيتنام، منبهًا إلى أن ذلك تغيّر عند نهاية تلك الحرب. ورأى أنّ: “جيل الشباب اليوم يختلف عن جيل شباب الماضي”، مضيفًا أن: “أميركا بالنسبة إليهم لم تعد “منارة مشرقة”.
كما لفت، في هذا السياق، إلى استطلاع أجرته “بيو” Pew العام 2011، كشف أن نسبة 91 % من الأميركيين يرون أميركا “من أعظم بلدان العالم”، إلا أن هذه النسبة تراجعت إلى 75 % في العام 2021. وأشار إلى أن نسبة التراجع كانت أكبر عند الأميركيين الأصغر سنًا، إذ بلغت نسبة الذين يرون “أميركا عظيمة” ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا 86 % في العام 2011، مقارنة مع 58 % في العام 2021، وقال إن: “الإيمان بـ”الاستثنائية الأميركية” تآكل بشكل ملحوظ في غضون عقد من الزمن فقط”.
الكاتب أضاف: “أن الاستطلاعات التي أجراها مجلس شيكاغو للشؤون العالمية تصبّ في الاتجاه نفسه، إذ تبيّن أن جيل الشباب أقل ميلًا نحو تأييد قيام الولايات المتحدة بتأدية دور عالمي بارز وأن أميركا استثنائية”، وقال: “إن 39 % فقط ممن تتراوح أعمارهم بين 19 و25 عامًا يرون أميركا “استثنائية”، مقابل 68 % للأجيال الأكبر سنًا”. ولفت إلى أن: “جيل الشباب هو أقل ميلاً نحو عدم الثقة بالأشخاص الآخرين والمؤسسات، وأن “المثالية” التي تعني الإيمان بـ”الاستثنائية الأميركية” يبدو أنها أصبحت في عداد الأموات”.
وتابع الكاتب أن: “جيل الشباب لا يرى أن القوة العسكرية أولوية في السياسة الخارجية، بل يركّز على التعاون الدولي في مواجهة المشكلات العالمية، وعلى المكاسب الاقتصادية من خلال التعاون”. وشدّد على أنّ :”كل ذلك يعني أن هناك تحولات تحصل، وأنّ رد فعل جيل الشباب على الحروب في أوكرانيا و”إسرائيل” خير دليل على ذلك”، وقال: “إنّ الأميركيين الشباب يريدون سياسة خارجية مغايرة؛ لأن ذلك قد ينذر بتحول في السياسة الخارجية الأميركية”.
ورأى الكاتب أنّ السياسة الخارجية لا تتسم بالمثالية والاستثنائية والقوة العسكرية، بقدر ما ستتسم بالمكاسب الاقتصادية والتعاون”، وقال: “إن صنّاع السياسة لم يعد يملكون التفويض كما في السابق، عندما كان الأميركيون أكثر ثقة ومثالية”.