أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد 17 كانون الأول/ديسمبر 2023، أنّ روسيا ستتخذ “جميع القرارات بأنفسنا دون نصائح الآخرين من الخارج”، داعيًا إلى الدفاع عن “سيادة روسيا وحريتها وأمنها”.
كلام بوتين جاء خلال المؤتمر الحادي والعشرين لحزب روسيا الموحدة، حيث أيّد الحزب بالإجماع ترشيح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للانتخابات الرئاسية المقررة في 17 آذار/مارس 2024.
وفي كلمته أمام المؤتمر، قال الرئيس الروسي: “دائمًا، مع اختلاف وجهات النظر، يجب على جميع القوى السياسية المسؤولة أن تتذكر أن الشيء الرئيسي بالنسبة لنا هو مصير ومصالح روسيا والسعادة والآمال وأحلام أطفالنا وحق بلدنا في أن يكون قويًا. كما تعلمون، وأود أن أضيف أيضًا الحق والضرورة والحاجة الحيوية لتكون قوية. هذا يعني أن جميع الأشياء الثانوية غير الضرورية التي تفصلنا يجب أن توضع جانبًا، وبالطبع، يجب علينا اتخاذ جميع القرارات بأنفسنا فقط، دون نصائح الآخرين من الخارج”.
وتابع: “علينا أن نتذكر وألا ننسى أبدًا، وأن نعلم أطفالنا: إمّا أن تكون روسيا قوة ذات سيادة ومكتفية ذاتيًا، أو أنها لن تكون موجودة على الإطلاق”.
وأضاف الرئيس الروسي أنه “يجب أن نتخذ القرارات بأنفسنا دون إملاءات من الخارج، وأمامنا مهمات تاريخية تتطلب توحيد جهودنا المشتركة”، متابعًا “قوانينا معتمدة على أساس دستوري، وسوف نعمل على حماية بلدنا من أي تدخل خارجي”.
وقال: “جنبًا إلى جنب مع كل شعب روسيا، ندافع عن سيادة روسيا وحريتها وأمنها، وكذلك ندافع عن وتاريخنا وثقافتنا وقيمنا وتقاليدنا، وكذلك نعمل على تعزيز الاقتصاد والمجال الاجتماعي والإمكانات العلمية والتكنولوجية في البلاد، وكذلك نعمل على مصالح الناس ورفاهية ملايين العائلات الروسية، وذلك بالطبع العمل من أجل تعزيز المجتمع”.
وأكد الرئيس الروسي أنّ “العدوان الغربي ضد روسيا كان يهدف إلى تدمير الاقتصاد الروسي”، لافتًا إلى أنّ “روسيا لا يمكنها، مثل بعض الدول، أن تتخلى عن سيادتها مقابل النقانق، وأن تكون تابعة لجهة معينة”.
وتابع: “لقد تجاوزنا العقبات معًا، وحققنا النجاحات معًا، وما زال لدينا الكثير لنفعله لمصلحة روسيا”، موضحًا أنّ الدولة الروسية ستكون ذات سيادة، وبالتالي دولة وطنية.
ورأى بوتين أنّ “محاولات بث الشقاق والتفرقة بين الأعراق والأديان خيانة لروسيا”، واصفًا “المنافسة والتنوع الفكري بأنها مفتاح تنمية البلاد، ولكن مع احترام مصالح روسيا”، مؤكدًا ضرورة أن تكون روسيا قويّة
وأوضح أنّ “الغرب شنّ عدوانًا حقيقيًا على روسيا الاتحادية، وكان يتفاقم من سنة إلى أخرى”، معتبرًا أنّ “الوصفات” الغربية لن تنجح ضد روسيا.
وكشف بوتين: “نعمل على تطوير الأقاليم الـ 4 الجديدة، لوغانسك، ودونيتسك، وخيرسون، وزابوروجيه”، مؤكدًا أنّ “العمل مع قادة الرأي العام والكوادر المهنية ومحاربي العملية العسكرية الخاصة في مجال إطلاق إمكاناتهم يجب أن يكون الأكثر أهمية بالنسبة لحزب روسيا الموحدة”.
وفي حديثه عن مقاتلي العملية العسكرية الخاصة، قال: “أنا أتواصل بانتظام مع رجالنا، مع مقاتلينا، مع قادتنا، الجميع متحدون بالأخوة الحقيقية، إرادة الفوز، والرغبة في القيام بكل شيء لحماية روسيا، ولدينا إرادة موحدة”.
وفي وقت سابق، قال سكرتير المجلس العام لحزب روسيا الموحدة أندريه تورتشاك، إن مؤتمر الحزب سيدعم بالإجماع ترشيح بوتين للانتخابات الرئاسية الروسية المقبلة.
وأبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري، عن خططه لخوض غمار الانتخابات لفترة رئاسية جديدة.
وتنتهي ولاية بوتين الحالية كرئيس للدولة في 7 أيار من العام المقبل 2024، ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في روسيا في 17 آذار.