توجّهت بعثة لبنان الدائمة، في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بكتابين رسميين إلى كلّ من المفوض السامي لحقوق الانسان فولكر تورك والمقررة الخاصة لحماية حق الرأي والتعبير ايران خان بشأن قضية استشهاد الصحافي اللبناني عصام العبد الله وجرح صحافيين آخرين في اعتداءات “إسرائيلية” على جنوب لبنان.
تشير المراسلتان إلى ظروف هذه الجريمة النكراء وطابعها المخالف لحقوق الانسان، وبخاصة الحق في الرأي والتعبير، وتطالب المسؤولين الرفيعين بضرورة تسليط الاضواء عليها دوليًا والعمل على محاسبة المرتكبين.
وجاء فيهما:
“السيد المفوض السامي:
كثفت “إسرائيل” أخيرًا حصارها غير الإنساني على غزة، كما تكثّف عملياتها العسكرية في غزّة وعلى الحدود اللبنانية، تاركة وراءها سلسلة من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب.
وفي 13 تشرين الأول، قصفت قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، بشكل مباشر، طواقم الصحافيين في منطقة علما الشعب في جنوب لبنان، ما أدى إلى استشهاد صحافي رويترز اللبناني عصام عبد الله وإصابة زملائه:
ماهر عبد اللطيف – رويترز
ثائر زهير كاظم – رويترز
إيلي براخيا – مراسل الجزيرة
كريستينا مصطفى عاصي – مراسلة وكالة فرانس برس
كارمن جوخدار – مراسلة الجزيرة
ديلان كولينز – وكالة فرانس برس
محمد حسن – مصور في وكالة تسنيم،.
اُستهدفت الطواقم الإعلامية، في أثناء تأدية عملها، في ما يعدّ مسافة آمنة من الخطوط الأمامية ومن العمليات الجارية أو المنشآت العسكرية.
علاوة على ذلك، حرص هؤلاء الصحافيون على مراعاة جميع بروتوكولات السلامة، والتي تضمّنت تعريف أنفسهم بوضوح، بأنهم صحافيون، إلى جانب ارتداء السترات والخوذات الواقية.
وتشير هذه التفاصيل إلى أن استهداف إسرائيل للطواقم الصحافية كان عملًا متعمدًا، ويخلو من أي مبرّر عسكري على الإطلاق، ويشكّل استخدامًا صارخًا للعنف ضد الصحافيين الذين يسعون إلى ممارسة حقهم في حرية الرأي والتعبير من أجل الصالح العام.
السيد المفوض السامي:
لقد دافعت دائمًا عن حرية الإعلام واستقلاله والحق في حرية الرأي والتعبير، ووجدت باستمرار الكلمات الصحيحة لإدانة جرائم الكراهية المرتكبة ضد هذه الحقوق.
ولذلك، فإننا نحثكم إلى الإفادة من جميع التدابير ذات الصلة التي توفرها ولايتكم للتأكد من أن هذه الجريمة “الإسرائيلية” الجديدة لن تمر مرور الكرام وأنّ مرتكبيها سيخضعون للمحاسبة.
ونظرًا لتفانيكم ومكانتكم الأخلاقية، فإنّ أي إجراء من جانبكم يمكن أن يسهم في منع تكرار مثل هذه الجرائم التي تضاف إلى الفظائع المستمرة وجرائم الحرب التي ترتكبها سلطة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
الصحافيون الذين يعملون في مناطق الحرب يعرّضون حياتهم وسلامتهم للخطر بشكل يومي. إنهم يفعلون ذلك لأنهم يعتقدون أن المعلومات الموثوق بها والكاملة في الوقت المناسب أمر حيوي في أوقات الحرب، وهو أمر لا جدال فيه.
ومن ثم، فإننا مدينون لهم بحماية حياتهم، وكذلك حريتهم في التعبير والرأي. فلنتكاتف جميعا في هذا المسعى المهم”.
ومما جاء في الكتاب إلى خان:
“سيدتي المقررة الخاصة:
لقد أنشئت ولايتك لحماية وتعزيز حرية الرأي والتعبير واتخاذ الإجراءات اللازمة عند انتهاك هذا الحق.
ولإظهار تفانيكم، فإننا نحثكم إلى الإفادة من جميع التدابير ذات الصلة التي توفرها ولايتكم للتأكد من أن هذه الجريمة “الإسرائيلية” الجديدة لن تمر مرور الكرام وأنّ مرتكبيها سيخضعون للمحاسبة.
إن أي إجراء من جانبكم يمكن أن يسهم في منع مثل هذه الجرائم التي ترتكبها قوة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
الصحافيون الذين يعملون في مناطق الحرب يعرضون حياتهم وسلامتهم للخطر بشكل يومي. إنهم يفعلون ذلك لأنهم يعتقدون أن المعلومات الموثوق بها والكاملة في الوقت المناسب أمر حيوي في أوقات الحرب، وهو أمر لا جدال فيه. ومن ثم، فإننا مدينون لهم بحماية حياتهم وحرية التعبير والرأي الخاصة بهم. فلنتكاتف جميعا في هذا المسعى المهم”.