سرعان ما هرول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الكيان الصهيوني الغاصب، عقب عملية “طوفان الأقصى” التي قامت بها حركة “حماس” في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ليعلن دعم بلاده الكامل وغير المحدود لكيان العدو، غير آبه بما تقترفه “إسرائيل” من إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، حيث أغلب الشهداء من الأجنّة والأطفال والنّساء والعجّز.. والأمر غير مستغرب؛ فتاريخ فرنسا الاستعماري حافل بالمجازر الدموية وتعليق المشانق والتنكيل بالمدنيين.
وفي هذا السياق، فتح الادعاء الفرنسي، أمس الأربعاء، تحقيقًا في مقطع مصور تظهر فيه مجموعة من الشبان يهتفون “هتافات معادية للسامية” وفقًا لتعبير وكالة “رويترز”. وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، أول من أمس الثلاثاء، إن أكثر من 850 من الأعمال “المعادية للسامية” وقعت منذ هجوم “حماس” في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وهو رقم يساوي تقريبًا ضعفي الرقم المسجل في العام 2022 بأكملها.
وأظهر المقطع المصور، والمتداول على وسائل التواصل الاجتماعي، مجموعة من الشبان في المترو، لم تتسنّ رؤية وجوههم، وهم يهتفون: “اللعنة على اليهود واللعنة على أمهاتكم، فلتحيَ فلسطين”.
من جهته، قال قائد شرطة باريس لوران نونيز إنها “تعليقات صادمة وغير مقبولة وعديمة القيمة”، مضيفًا :”سيجري اتخاذ جميع الإجراءات لتحديد هوية المشاركين في هذه الهتافات”، بينما قال وزير النقل كليم بون إنّ الحكومة ستكون حازمة. كما فتح ممثلو الادعاء أيضًا تحقيقًا في سلسلة من رسومات “نجمة داود” الزرقاء على الجدران في باريس ومواقع أخرى.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بدأت الشرطة الفرنسية التنكيل بالتظاهرات المؤيدة لفلسطين والمنددة بجرائم الاحتلال، حيث حظّرت السلطات التظاهر في عدة مدن، فيما اعتقلت محتجين خلال وقفات نظّمت نصرة لغزة. فقد تبنّت فرنسا الرواية “الإسرائيلية” للأحداث، وتُرجم ذلك بالدعم الرسمي الفرنسي للكيان المحتل.