تقدم النائب البرلماني البريطاني عمران حسين باستقالته من حزب العمال، ومن منصبه كوزير لشؤون العمل والبطالة في حكومة الظل، احتجاجًا على موقف زعيم الحزب كير ستارمر الرافض لوقف الحرب في غزة.
وحذر حسين من “كارثة إنسانية” متزايدة، وقال إنه يريد أن يكون حرًا “ليكون قادرًا على الدعوة بقوة إلى وقف إطلاق النار”.
وفي خطاب استقالته، قال حسين إنه يعتقد أن وقف إطلاق النار وحده هو الذي يمكن أن “ينهي إراقة الدماء” وأن موقفه بشأن غزة “يختلف بشكل كبير” عن زعيم حزبه، مما يجعل من المستحيل الاستمرار في منصب وزاري في الظل.
بدورها، قالت صحيفة “فايننشال تايمز” إنه من شأن رحيل حسين أن يثير مخاوف في فريق زعيم حزب العمال من احتمالية خروج المزيد من وزراء الظل من المقاعد الأمامية.
مخاوف من استقالات جديدة
ومن بين أعضاء البرلمان الذين أثاروا مخاوف بشأن منصبهم في حزب العمال أيضًا، شبانة محمود، وزيرة العدل في حكومة الظل، التي كتبت إلى ناخبيها قائلة إن تصريحات ستارمر على الراديو تسببت في “ضيق عميق” لها.
وكان زعيم حزب العمال البريطاني حثّ كيان الاحتلال “الإسرائيلي” على الانصياع للقانون الدولي ودعا إلى “هدنة إنسانية” في القتال، لكنه رفض الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وهو الموقف الذي أدى إلى انقسام الحزب.
أفراسياب أنور
وعمران حسين ليس الأول الذي يستقيل من حزب العمال على خلفية تلك الأزمة، فقد سبقه رئيس مجلس مدينة بيرنلي أفراسياب أنور، والذي استقال، الإثنين الماضي، مع 10 أعضاء آخرين بالمجلس، احتجاجًا على تصريحات ستارمر.
وكان أفراسياب أنور، الذي كان عضوًا في الحزب لمدة 10 سنوات، من بين الذين طالبوا زعيم حزب العمال بالتنحي الأسبوع الماضي.
ووصف مغادرة حزب العمال بأنه “قرار صعب حقًا”، مضيفًا: “لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونكون جزءًا من حزب لا يتحدث علنًا، أو على الأقل يدعو إلى وقف إطلاق النار”.
وقال في بيان: “لقد أصبح من الواضح أن كير ستارمر والقيادة إما لا يستطيعون أو لا يريدون الاهتمام بمخاوفنا أو الاعتراف بالمشاعر داخل مجتمعاتنا”.
وكان 16 من أعضاء حزب العمال وثلث الحزب البرلماني بأكمله دعوا إلى وقف إطلاق النار أو شاركوا دعوات الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك ياسمين قريشي وجيس فيليبس وعمران حسين.
وكان كبار شخصيات حزب العمال، بما في ذلك عمدة لندن صادق خان، وزعيم حزب العمال الاسكتلندي أنس ساروار، وعمدة مانشستر الكبرى، آندي بورنهام، من بين أولئك الذين تحدوا موقف ستارمر.
رسالة غاضبة
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وقّع ما لا يقل عن 330 من أعضاء مجلس حزب العمال على رسالة تحثّ ستارمر على دعم وقف إطلاق النار في غزة.
وجاء في الرسالة: “باعتبارنا قادة مجتمع، فإننا ندعم سكاننا بشكل استباقي من خلال التحدث إلى الجماعات الدينية والمجتمعية والعمل على حماية مجتمعاتنا التي تواجه جرائم الكراهية المتزايدة والعنف ذي الدوافع العنصرية”.
وأضافت الرسالة أن “الكارثة الإنسانية المتزايدة في غزة تؤثر علينا جميعًا، وفشل حزب العمال في الدعوة إلى إنهاء العنف يسبب الأذى في مجتمعاتنا”.