حذّرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خطورة الأسلحة النووية التي يمتلكها الكيان الصهيوني، فبرأيها أن التهديدات النووية الأخيرة التي أطلقها مسؤولون صهاينة رفيعو المستوى ضد إيران والشعب الفلسطيني تسلط الضوء على خطورة وجود هذه الأسلحة بأيدي مثل هذا الكيان غير الشرعي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها مندوب إيران الدائم، في منظمة الأمم المتحدة، السفير أمير سعيد إيرواني في مؤتمر “منطقة الشرق الأوسط الخالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى” في نيويورك، حيث شدّد على أنَّ: “معالجة هذه القضية في إنشاء المناطق الخالية من الأسلحة النووية تحظى بأهمية خاصة في منطقة مثل الشرق الأوسط مع وجود أسلحة الدمار الشامل فعليًا في المنطقة”.
وقال: “إن وجود مثل هذه الأسلحة، على المستوى الإقليمي أو العالمي، يعدّ تهديدًا للإنسانية وغالبًا ما يكون بمثابة أداة للابتزاز، وعلى المستوى الدولي، هناك حاجة ملحة لمعالجة المخاطر المرتبطة بالمشاركة المحتملة للأسلحة النووية وانتشارها من قبل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي”.
وأكد أن ترسانة الأسلحة النووية الموجودة في الكيان الصهيوني تثير مخاوف حقيقية وواسعة النطاق بشأن الانتشار. وقال: “في ضوء الفظائع الأخيرة في الشرق الأوسط، فإننا نعرب عن قلقنا العاجل إزاء سياسة الغموض النووي التي تنتهجها “إسرائيل” والاستخدام المحتمل لأسلحة الدمار الشامل في الصراع في غزة أو في أي مكان آخر، إذا لم يتم منعها الآن. إن سرية القدرات النووية “الإسرائيلية” تشكل تهديدًا كبيرًا للاستقرار الإقليمي وتستدعي اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة هذه القضية”.
وأضاف: “في هذا العصر الحرج، لم تكن الحاجة أكثر إلحاحًا من الآن أبدًا إلى إنشاء مثل هذه المنطقة في الشرق الأوسط.. إن انشاء شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل يعد الآن، أكثر من أي وقت مضى، خطوة أساسية نحو مستقبل أكثر أمنًا واطمئنانًا”.
ورحب إيرواني بـ “الإعلان المشترك للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بشأن التهديد باستخدام الأسلحة النووية من إسرائيل”، والذي اُعتمد بدعم كامل وقيم من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023. مقترحًا أن يصدر هذا المؤتمر بيانًا آخر يدين التهديد النووي الصهيوني. وذلك يتضمن “إدانة استخدام الأسلحة النووية أو التهديد بها والتأكيد على ضرورة الشفافية والسلوك المسؤول والالتزام بالحلول السلمية في المنطقة”، داعيًا المجتمع الدولي للأخذ بالحسبان تهديدات الكيان الصهيوني.
ورأى المندوب أن تصرفات الكيان الصهيوني، “بما في ذلك أمثلة الإرهاب والتخريب ضد البرامج النووية المدنية والعلماء في المنطقة، تتطلب التدخل الفوري من المؤسسات الدولية، مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وقال: “من ناحية أخرى، فإنّ رفض “إسرائيل” غير المبرر للمشاركة في هذا المؤتمر الحيوي، مدعومًا بدعم لا يتزعزع من الولايات المتحدة، أمر لا يمكن الدفاع عنه. إن مثل هذا التردد والدعم الأجنبي يمنع المناقشات الحاسمة المتعلقة بالأمن العالمي. إن إنهاء هذا الحاجز وتشجيع المشاركة الهادفة أمر ضروري لتحقيق الاستقرار الدولي. علاوة على ذلك، فإنّ أي دولة أخرى تمكّن “إسرائيل” من أنشطة الأسلحة تنتهك القانون الدولي وتسهم في انتشار هذه الأسلحة الخطيرة”.
واضاف: “عشية السنة الخامسة للمؤتمر، من المهم جدًا تحديد المجالات التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام، مع الأخذ بالحسبان المناقشات الموضوعية المحددة”.
وختم إيرواني مقدمًا عدة اقتراحات ركزت على أهمية المناطق الخالية من الأسلحة النووية وضمان عدم وجود أسلحة فيها، وضرورة نزع السلاح الحقيقي، قبل إنشاء مناطق خالية من الأسلحة النووية.