كاتب أميركي: أوكرانيا أقرب إلى الانهيار.. الهجوم المضاد لم يحقق تقدمًا ميدانيًا

رأى الكاتب والمحلّل السابق في البنتاغون روبرت انجلش أنّ أوكرانيا باتت أقرب إلى الانهيار، وأنّ الهجوم المضاد الذي تشنّه أوكرانيا لم يحقق تقدمًا ميدانيًا، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنّ روسيا ما تزال دولة منتجة بالرغم من العقوبات عليها.

وتحدث انجلش، في مقالة نُشرت على موقع “ناشيونال انترست”، عن أثمان باهظة نتيجة الغطرسة في المقاربة الغربية حيال أوكرانيا، وقال إنّ: “الهجوم الأوكراني المضاد لم يحقق تقدمًا ميدانيًا كبيرًا بعد مرور أربعة أشهر منذ بدئه”، مشيرًا في الوقت نفسه إلى تآكل الدعم بشكل علني لكييف.

وأضاف الكاتب الأميركي بأنّ الاستياء ينبع من العبء الاقتصادي الكبير للحرب واستمرار فضائح الفساد في أوكرانيا، مشددًا على أنّ: “هذا الاستياء يزداد من خلال ردّ الفعل الغاضب على الثقة الزائدة والكبرياء عند الغرب، وخاصة مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية”. موضحًا أنّه: “جرى تهميش الأصوات المشككة بالرواية الرسمية بينما روّج الإعلام للتفوق العسكري التكنولوجي الغربي مقابل “التخلف” الروسي”. ورأى الكاتب أنّ حملة التشجيع في ملف أوكرانيا يعكس ما حصل في العراق وأفغانستان، وبأنّ ذلك يؤدي إلى الاستخفاف بالخصم واعتماد أساليب تعتريها الثغرات، فضلًا عن عمليات فاشلة وتراجع الدعم الشعبي.

ولفت إلى أنّ روسيا ما تزال دولة منتجة بالرغم من العقوبات التي كان من المفترض أن تعطّل خططها الحربية. مشيرًا إلى أنّ الصواريخ الروسية تواصل ضرب أوكرانيا بعد مرور عام على صدور التقارير التي توقعت توقف روسيا عن انتاج الصواريخ “قريبًا”.
وبحسب الكاتب، لا يجري الانتباه كثيرًا إلى الأنباء التي تكذّب الروايات المعتادة، مثل اعتماد روسيا أنظمة وتكتيكات جديدة. مؤكدًا أن أوكرانيا تخسر اليوم نحو ١٠،٠٠٠ طائرة مُسيّرة شهريًا، بسبب الأسلحة الروسية المضادة للطائرات وحرب موسكو الالكترونية. وقال إنّ “روسيا تقوم بتعطيل نظام GPS من أجل تعطيل أنظمة التوجيه لدى الأسلحة التي تزوّدها الولايات المتحدة مثل قنابل JDAM الانزلاقية ومدفعية HIMARS”.

وأضاف الكاتب الأميركي أنّ روسيا تقوم بتطوير أسلحة جوية جديدة؛ مثل مسيّرات Lacent الانتحارية، والتي دمّرت أو عطّلت آلاف الدبابات والآليات المدرعة الغربية. كذلك تحدث الكاتب عن “مشكلة أخرى”؛ وهي التفوق الروسي في الجو وعجز أوكرانيا عن ضرب الدفاعات الروسية من الجو من أجل التمهيد لإدخال الوحدات المدرعة والوحدات البرية.

وتابع الكاتب: “لا يجري الحديث عن القتال الشرس الذي يمارسه الروس، وبأنّ الانضباط في صفوف القوات الروسية أسكت الذين توقعوا الانشقاقات والمشكلات في الجيش الروسي”، لافتًا إلى أنّ الاعتراف المباشر الأول في هذا السياق جاء من إحدى وسائل الإعلام الأميركية البارزة شبكة CNN، موضحَا بأنّ هذا الاعتراف لم يأتِ من خبراء غربيين؛ وإنّما من جنود أوكرانيين.

أمّا على صعيد موقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ فقال الكاتب إنّ التوقعات كانت خاطئة، فتمسّك الأخير بالسلطة هو أقوى مما كان عليه في السابق. كما أردف بأنّ محاولة الانقلاب التي أقدم عليها رئيس مجموعة “فاغنر يفغيني بريغوجين” فشلت في حشد الدعم المطلوب، مؤكدًا أنّ المقاومة العسكرية الروسية باتت أقوى منذ شهر حزيران يونيو الماضي. وقال إنّ الشارع يلفت في النهاية إلى التوقعات الخاطئة، وهذا ما يفسّر الاستطلاعات التي جرت مؤخرًا، والتي أفادت بأنّ غالبية الأميركيين أصبحوا يرفضون تقديم المزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا.

وأضاف الكاتب بأنّ الشعب الأميركي انضمّ إلى الشعوب الأوروبية؛ حيث تعتقد الغالبية أنّ تزويد أوكرانيا بالمزيد من السلاح لن يؤدي سوى إلى إطالة أمد حرب، و”لا يمكن الانتصار فيها”، وأيضًا إلى تأجيل مفاوضات السلام. وتحدث الكاتب عن فقدان الإيمان بالقادة والنخب، في الناتو والاتحاد الأوروبي، والتي تتوعّد بخوض المعركة مهما طالت من أجل تحقيق “النصر الحاسم”.

وخلص الكاتب الأميركي إلى أنّ أوكرانيا قد تكون أقرب إلى الانهيار من روسيا، وأنّ تشجيع أوكرانيا والحديث عن ضرورة تحقيقها الانتصار لا يدعم الاستراتيجية العسكرية السليمة أو النقاش السياسي المسؤول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *