شعبان خلال اعصام تضامناً مع غزّة في مخيّمات الشّمال “طوفان الأقصىأعاد الاعتبار للكرامة الإنسانيّة في الأمّة

بدعوة من اللّجان الشّعبيّة ولجان العمل الوطنيّ في المخيّمات الفلسطينيّة، أقيم ،في مخيم البدّاوي شمال لبنان، اعتصامٌ تضامنيٌّ مع أهلنا في فلسطين وغزّة العزّة، رفضاً لمجازر المحتلّين والتّواطؤ الدّوليّ والتّآمر الرّسميّ العربيّ على ما يجري في القطاع المحاصر.
الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال سعيد شعبان ألقى كلمة أكّد فيها أنّ دول الاستعمار والاحتلال والاستكبار، لطالما عملت على ترويض الشّعوب المستضعفة بضبط ردّ فعلها تجاه القتل والمجازر اليوميّة، ولطالما كانت تسوّق زوراً لما تسمّيه “الاعتراض السّلميّ أو الرّدّ الحضاريّ”، في محاولة لتقنين مقاومة الأمّة وضبط ردّات فعلها على احتلال أرضها ومقدّساتها والمجازر الّتي تُرتكب بحقّ شعوبها، فكانت الرّدود على الاحتلال والقتل والمجازر مبنيّة على الشّجب والاستنكار أو عبر سكب الدّموع وإضاءة الشّموع، أو إنشاء سلسلة بشريّة من هنا أو اعتصام أمام المؤسّسات الدّوليّة وتقديم شكوى للأمم المتّحدة أو الصّليب الأحمر الدّوليّ من هناك… فكانت قمّة ردود الفعل أن تشعر حكومات الذّلّ في بلادنا ومعها الأمم المتّحدة “بالقلق” تجاه سقوط آلاف الشهداء والجرحى والملايين من المهجرين قسراً من أرضهم … مضيفاً “أمّا اليوم فقوى شعبنا الحرّة وطوفان الأقصى وكلّ ما جرى مؤخراً من عملياّت هجوميّة للمقاومة أعاد الاعتبار للكرامة الإنسانيّة في الأمّة، فكان الرّدّ القرآنيّ الّذي يقوم على قوله تعالى: “وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ، وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ”. فعاد رجال المقاومة إلى قوله سبحانه “وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا” وطبّقوا كلامه عزّ من قائل “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ”… لذلك نحن اليوم أمام أروع مشهديّة ترى القرآن فيها وكأنّه يفسّر عياناً فنرى ” كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ. وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ””.
وأضاف فضليته “تتجلّى أمامنا صورة مجموعة من الشّباب المؤمن في طوفان الأقصى لا يتجاوز عدده الألفي مقاتل من الأبطال، أذلّوا الكيان الصهيوني وتفوّقوا على أكثر من مئتي ألف، ممّا يسمّى بكتيبة غزة في جيش العدوّ، بل هم أذلّوا كيانا يصنّف كرابع دولة في العالم على مستوى التّسلّح الأقوى في الشّرق الأوسط، وهذا مصداقٌ لآيات الله وتفسيرٌ حرفيّ ونصّيّ لكتاب الله تبارك في علاه… وعليه نحن نعيش عصراً جديداً هو عصر الانتصارات بعد عصر الهزائم، فقد تربّت أجيالنا على مدى عقود على ثقافة الهزيمة، فترى شعوبنا تركت الجهاد ولجأت فقط الى التضرّع والدّعاء، وصار الاحتلال قضاءً وقدراً من عند الله، فكان بعض الوعّاظ ينظّر لذلك ويقول: (الظّالم سيف الله ينتقم به ثمّ ينتقم منه، هذا قدرنا ويجب أن نقبل به…)، إلى أن جاء حمَلة القرآن فقالوا “قدُرنا مواجهة الاحتلال ويجب أن نُقرن مع الدّعاء العمل” فالله عزّ وجلّ يقول: “قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ”.
وختم شعبان “بورك لهذا الشّعب الذي قال عنه القرآن إنّه شعب الجبّارين، بورك شعب البركة الذّي باركه الله عزّ وجلّ بنصّ سورة الإسراء، لنا كل الفخر بالشّعب الفلسطينيّ، آملين أن تتعانق بنادقنا كما أرواحنا على طريق تحرير القدس والأقصى وكلّ فلسطين في القريب إن شاء الله”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *