تحت شعار “التعاون الإسلامي لتحقيق القيم المشتركة”، إنطلقت صباح الأحد، أعمال مؤتمر الوحدة الإسلامية الـ 37 في طهران بحضور 220 من كبار نخب وعلماء العالم الإسلامي.
ويشارك في أعمال المؤتمر 110 ضيوف أجانب و110 ضيوف إيرانيين من مختلف القوميات والمذاهب، على أن تستمر أعمال المؤتمر لمدة ثلاثة أيام، بدءا من اليوم الأحد لغاية يوم الثلاثاء المقبل.
ويُعقد هذا المؤتمر أيضًا بشكل افتراضي وندوات عبر الإنترنت بحضور 240 من المثقفين والعلماء البارزين من العالم الإسلامي وإيران، 120 ضيفًا أجنبيًا و120 ضيفًا إيرانيًا، على شكل 16 لقاء افتراضيا.
رئيسي: التطبيع مع الكيان الصهيوني هو حركة رجعية لأي حكومة في العالم الإسلامي تقدم إليها وأنه رغبة الأجانب
وفي كلمته أمام المؤتمر، اعتبر الرئيس الإيراني، السيد ابراهيم رئيسي أن “الاهتمام بتحرير القدس الشريف هو أهم قضية للأمة الإسلامية وإن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني هو خطوة رجعية لأي حكومة تقدم إليها”، مؤكدًا أن “قضية الوحدة الإسلامية دائما ما تكون في غاية الأهمية، وقد تم أخذها في الاعتبار في تاريخ الإسلام، حيث نلمس أهميتها يومًا بعد يوم في العالم الإسلامي”.
وأوضح رئيسي: “ان الاهتمام بالوحدة ليس أمراً فردياً وقطاعياً، بل هي منظومة فكرية يتمحور حول قضية حق على أساس الإيمان بالقرآن الكريم والنبي محمد صل الله عليه وآله وسلم”، مبينا أن “العدو لا يريد للأمة الإسلامية وحدة وتماسكا، لذا فإن كل من يتحرك اليوم في اتجاه الوحدة فهو في اتجاه استراتيجية الإسلام، وإذا حاول خلق الفرقة فقد تحرك في اتجاه استراتيجية العدو”.
وأكد الرئيس الإيراني أن “نظام الهيمنة يعرف اليوم أن أهم عائق أمامه هو الأمة الإسلامية”، مضيفا: “أن الوحدة اليوم لا تعني وحدة الأديان أو وحدة الجغرافيا، بل تعني التماسك والتناسق من أجل حماية مصالح الأمة الإسلامية”.
وذكر أن “الاهتمام بتحرير القدس الشريف هو أهم قضية الأمة الإسلامية في العالم، مؤكدا أن “التطبيع مع الكيان الصهيوني هو حركة رجعية لأي حكومة في العالم الإسلامي تقدم إليها وأنه رغبة الأجانب”.
وعن أوضاع المنطقة قال الرئيس الإيراني “لا نسمع اليوم أي حديث عن الاستسلام في مختلف المناطق، بما في ذلك لبنان وفلسطين، بل إن خيار جميع المجاهدين في الأراضي المحتلة هو مقاومة المعتدين، وهذا الخيار سيجبر العدو على التراجع”.
وتابع “قبل أيام قليلة، قتلوا أحباؤنا في باكستان ويرتكبون الجرائم في أفغانستان، إن الكيان الصهيوني يرتكب جرائم متعددة ويستهدف وحدة الأمة الإسلامية”، مضيفا: “يجب أن يكون لدينا فهم مشترك لاحتياجات العالم الإسلامي، حيث أن الكراهية بالنسبة للإستكبار هي نظرة عامة ومشتركة بيننا جميعا”.
وفي جزء آخر من كلمته اعتبر الرئيس الإيراني، الوحدة استراتيجية قادرة على تعزيز موقف الأمة الإسلامية في مواجهة العدو”، مبينا “أنه ينبغي للمسلمين أن يجدوا مكانتهم في عملية إنشاء نظام عالمي جديد وعادل”، مؤكدا أن “خيار جميع المجاهدين في الأراضي المحتلة والعالم الإسلامي هو المقاومة والوقوف في وجه الأعداء”.
وذكر السيد رئيسي أن “العدو يحاول أن يعمل ضد الأمة الإسلامية في كافة المجالات، ولكن بحسب تفسير قائد الثورة الإسلامية، فإن العدو أراد تحقيق ذلك ولم يستطع، وأننا أردنا واستطعنا”، وتابع “انظروا إلى وضع العدو في سوريا والعراق واليمن ولبنان وفلسطين وغيرها، وانظروا أيضًا إلى وضع المجاهدين هناك”.
وأشار إلى “الاتفاقيات المشينة الموقعة بخصوص فلسطين في الماضي، وقال “في الأمس جلسوا على الطاولة ووقعوا اتفاقية كامب ديفيد وأسلو، بينما العدو لم يلتزم بأي من هذه الاتفاقيات، لكن اليوم المبادرة بأيدي المجاهدين، وهذه حصلت في ظل وحدة الأمة الإسلامية وتلاحم فصائل المقاومة”.
وفي إشارة إلى أهمية الوحدة في العالم الإسلامي، أكد السيد رئيسي أن “الوحدة هي السبيل الوحيد للوقوف في وجه العدو”، موضحا أنه “بالوحدة نستطيع أن نقف في وجه الحرب المشتركة والحرب الإعلامية والاقتصادية”.
وتابع رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية قائلا “العدو يسعى إلى زرع الشك في عقول أبناء الأمة الإسلامية بأدواته الإعلامية والحرب الهجينة، فإن جهاد التبیين والتنوير هو السبيل الوحيد لمواجهة هذا العدو، وفي هذا الطريق يجب نقدم شخصية النبي المكرم صل الله عليه وآله وسلم وطريق الحق الإلهي”.