حربٌ الكترونية مُوَجّهة ومدمّرة: وسائل التواصل الإجتماعي في خدمة “اسرائيل”

دون أدنى شكّ، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي أداة للسيطرة في الحروب، ودورها تعاظم خلال السنوات الماضية في متابعة الأحداث الجارية، من الحرب في غزّة في العام 2021 إلى الحرب الدائرة في القطاع اليوم، بعد عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها “حركة حماس”، مروراً بالحرب الاوكرانية الروسية التي لا تزال مستمرة.

أرادت اسرائيل اليوم طمس جرائمها التي ترتكبها في قطاع غزّة، وهي تدرك أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً لاظهار ما يحصل، إلى درجة أنها باتت تلعب دوراً مشوّشًا ومشوّهًا للحقيقة محاولة جرّ الاعلام المهني الى “زحطات” و”سقطات” عبر استبدال الوقائع والحقائق وتحويلها الى لعب على المشاعر الانسانيّة ووضعها في خانة فريق ضدّ آخر.

يعطي مدير المحتوى الرقمي في smex والمتخصص بتكنولوجيا المعلومات عبد قطايا نموذجاً عن قصّة الأربعين طفلاً، حيث أكد الاسرائيليون أنّ “حماس” قطعت رؤوسهم، ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في مواجهة هذا الأمر وإظهار الحقيقة، مشيراً إلى “دور هذه الوسائط في توثيق الجرائم التي تحصل في الحرب، وهذا الأمر يطمسه عادة الإعلام التقليدي المُنحاز الى طرف واحد، كذلك في التواصل بين الأشخاص المقيمين في منطقة العمليات العسكرية، ومن يعيشون في المهجر ليدرك ذويهم أنهم بخير”.

دور Meta

“الاسرائيليون يدركون أهميّة وسائل التواصل الاجتماعي ويستخدمونها”. هذا ما يؤكّده قطايا، لافتاً إلى أن “لهم صلات قويّة بشركة Meta، التي تتضمّن: فايسبوك، انستغرام وواتساب، وهي المرّة الأولى التي تقوم بها هذه الشركة باصدار لائحة، لم تعلن عنها، تسمّي فيها حماس بالارهابيّة، وهذا الأمر لا يقتصر فقط على الحركة بل تعدّاها إلى فلسطين”. ويشير إلى أنه “اضافة الى ذلك هناك Shadow Baning على الانستغرام، فمثلاً إذا وضع أحدهم Story عن فلسطين لا تصل الا لعدد قليل جداً من الناس، أما على الفايسبوك فوصلت الأمور إلى حذف كلّ الأخبار التي تتحدّث عن جرائم الاسرائيليين، بينما بالمقابل مركز “حملة” وثّق 103 الاف خطاب كراهيّة وتحريض ضد الفلسطينيين ويدعو للعنف، هنا لم يتم التعامل معه باعتدال وبنفس الطريقة التي يعاملون بها الفلسطينيين”.

ما بين “واتساب” و”تلغرام”

يتطرق أيضاً قطايا إلى تطبيقي “الواتساب وتلغرام”، مشيراً إلى أنه “عبر الواتساب تمّ، منذ فترة، تصنيف “حزب الله” و”حماس” ضمن الأفراد الخطيرين، وأي شيء يتناولهم على story صورة أو غيرها يؤدّي الى حجب الحساب”. في المقابل، يشرح أن “تلغرام ليس مشفّراً ويستغله الاسرائيلي لنشر أخبار مضلّلة، كما أن سمعة هذا التطبيق ليست جيّدة في حماية البيانات”.

بدوره، يشير نقيب خبراء المعلوماتيّة في لبنان جورج خويري، عبر “النشرة”، إلى أن “هناك Algorithm يستعمل وكلّ الأخبار غير الجيّدة لمصلحة جهات معيّنة يزيلونها، أما إذا كان الخبر ايجابيًّا يوزّع بشكل أكبر”.

تأثير الذكاء الاصطناعي

ويشرح خويري أن “الذكاء الاصطناعي أصبح له التأثير الكبير، وهو يعتمد على سياسة تطبّقها الشركات كلّ يوم بيومه، فمثلاً تقوم في أوقات معيّنة بزيادة المحاذير بينما في أوقات أخرى تعمل العكس تماماً وتزيلها”.

في المحصّلة، السماح لاسرائيل باسكات الاصوات سيؤثّر حُكماً في الرأي العام العالمي ويزيد الجرائم، لأنّه لن يكون هناك توثيق لها، فعدم توثيق الادلّة على الجرائم الاسرائيليّة سيسمح لها بارتكاب المزيد منها. واللافت أيضاً أن الشركات الموجودة في منطقة الشرق الاوسط، كـMETA، تستفيد من البلدان المتواجدة فيها ومن شعبها، من هنا يجب التفكير في كيفيّة الضغط عليها لتعدّل سياساتها كي لا تكون منحازة في الحروب المستعرة في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر في العالم. النشرة الالكترونية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *