قال دوف زاخيم، وهو مستشار سابق لـ”البنتاغون”، في مقالة نُشرت على موقع “ذا هيل” تحت عنوان “لم يعد بالإمكان أن يقود نتنياهو “إسرائيل””، إنّ رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يمكن أن يبقى وزيرًا بلا حقيبة على غرار مناحيم بيغن خلال حرب العام 1967.
وأضاف الكاتب أنّ نتنياهو لم يعد يستطيع أن يكون وجه “إسرائيل” بينما دخلت الأخيرة في أزمة عميقة، مردفًا أنَّ : “رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق بيني غانتس يجب أن يكون رئيس الوزراء الجديد”. وتابع الكاتب أنَّه لم يعد بالإمكان أن تتضمن الحكومة شخصيات “عنصرية ومن الفاشيين الجدد”؛ مثل ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، لافتًا إلى أنَّ هذه الشخصيات أشعلت عداء الفلسطينيين وغيرهم.
من جهة أخرى، شدَّد كاتب أميركي أخر يُدعى سيمون تيسدال على أنَّ نتنياهو هو المسؤول عن تدهور الوضع الذي حصل قبيل عملية “طوفان الأقصى”. ففي مقالة نُشرت في صحيفة “الغارديان” البريطانية، قال الكاتب إنّ الواجب الأول لنتنياهو كان منع حصول السيناريو الراهن، لقد فشل فشلًا ذريعًا… ورأى أنّ العدد غير المسبوق من القتلى المدنيين دليل على فشله.
كما أضاف الكاتب أنّ نتنياهو كان قد وعد بـ”الأمن”، إلا أنَّه تسبَّب في المقابل ببحر من الدموع، مردفًا أنه إذا كان نتنياهو يتمتع بأي نزاهة، فعليه أن يستقيل على الفور. وتابع الكاتب أنَّ حياة نتنياهو السياسية اتسمت بالخوف والمواجهة، واستمراره في الحكم ومحاولته تسويغ أخطائه سيزيد الأمور سوءًا.
ورأى الكاتب أنَّ انفجار الغضب الفلسطيني كان متوقعًا، فقد جاء في ظل العنف شبه اليومي في الضفة الغربية، حيث تصرَّف المستوطنون على ما يبدو بحصانة وتشجيع من شخصيات مقل سموتريتش وبن غفير.
وأشار الكاتب إلى أنَّ نتنياهو يمكن أن يوجّه أصابع اللوم إلى القادة العسكريين والأمنيين الصهاينة على خلفية الأحداث الأخيرة، إلا أنَّه شدَّد على أنَّ رئيس الوزراء هو من يتحمل مسؤولية “الأمن”. كما أردف الكاتب أنَّ نتنياهو بات عبئًا على “إسرائيل” ويشكّل إحراجًا لأصدقائه، مؤكدًا أن عليه الرحيل.
كذلك أضاف الكاتب أن كل الخيارات الإسرائيلية في غزة هي سيئة، مشيرًا أولًا إلى موضوع إجراء المفاوضات مع حركة “حماس” من أجل صفقة تبادل الأسرى. كما ذكر في السياق نفسه تشديد الحصار على غزة، قائلًا :إنّ نتيجة مثل هذه السياسات ستكون تحميل “إسرائيل” مسؤولية المعاناة الفلسطينية”.
أما فيما يخص احتمال الاجتياح البري واعادة احتلال قطاع غزة، فقال الكاتب إنّ ذلك يعني أن تعرض “إسرائيل” نفسها لحرب مدنية ممتدة. وحول كلام نتنياهو عن تدمير “حماس” ومجموعات أخرى مثل “الجهاد الإسلامي”، فوصف الكاتب هذا الكلام بالمبالغة غير الواقعية. كما قال إنّ احتلال غزة سيؤدي إلى إستمرار العنف إلى ما لا نهاية. وشدّد الكاتب على أنه لا بد من وقف إطلاق النار والمحادثات عاجلًا أم آجلًا، مؤكدًا ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي في هذا السياق.
كذلك قال الكاتب إن الرئيس الأميركي جو بايدن، وإذا ما أراد انقاذ التطبيع بين “إسرائيل” والسعودية واتفاقيات “إبراهام”، وإذا ما ارادت الولايات المتحدة وأوروبا منع حصول حرب أوسع تستدرج حزب الله وفصائل المقاومة في سورية والعراق، فيجب التحرك في الملف الفلسطيني. وأردف الكاتب أنَّ إعلان التضامن مع “إسرائيل،” كما فعل القادة الغربيون خلال الأيام الأخيرة سهل، ولكن قد يأتي بنتائج سلبية، مشدّدًا على ضرورة التحرك بدلًا من الاستعراض.