رأى المراسل العسكري لموقع “واللا” الإسرائيلي أمير بوحبوط أن كلّ لحظة تمرّ، منذ أن أعلن الجيش جهوزيته الكاملة للمناورة البرية، يمكن أن تضرّ بالروح المعنوية العامة للمُقاتلين وبحافزية قوات الاحتياط الذين تركوا كل شيء وتجنّدوا وفقًا للأمر 8 للحرب الكبيرة.
وقال بوحبوط: عند كابينت الحرب مجموعة معايير يجب مراعاتها قبل المصادقة على العملية: طلب أميركي بالتريّث في المناورة إلى حين نقل منظومات دفاع إلى الشرق الأوسط على خلفية الخشية من هجمات من حلفاء إيران، تحضير الأراضي الفلسطينية تمهيدًا للمناورة، سحق الذراع العسكري لـ”حماس” من الجو، وبشكل خاص قيادة حماس في المنطقة تحت الأرض”.
ونقل بوحبوط، عن مصادر رفيعة المستوى في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية، رفضها الانتقادات حول تأجيل الدخول، مشدّدة على أن: “المناورة البرية في غزة هي مسألة وقت، على الرغم من الإنجازات من الجو”، بحسب تعبيرها. وقالت المصادر، على ما يورد بوحبوط، أنه: “من المهم التشديد أيضًا أنه مع مرور كل يوم، تتآكل الشرعية في الساحة الدولية لعمل إسرائيلي واسع وعدواني”.
وأشار بوحبوط إلى أن: “مسألة إنجازات المناورة البرية في غزة ترتبط بسؤال آخر مهم: ما الذي سيعيد مواطني النقب الغربي إلى منازلهم؟ كابينت الحرب أجاب على ذلك بشكل واضح: تدمير حماس وإزالة التهديد الأمني من قطاع غزة. لكن، من أجل تغيير الواقع مطلوب عمل بري واسع، مع مرور الوقت، وفقًا لنموذج “السور الواقي”، وبعدها لمدة خمس سنوات نفّذ الجيش الإسرائيلي سلسلة عمليات. ومن غير المنطقي أن نتوقع عودة السكان إلى منازلهم في حين أن التهديد ما يزال موجوداً في المنطقة”.
ولفت المراسل إلى أن: “الساحة الجنوبية ترتبط أيضًا بالمعركة المحدودة للجيش الإسرائيلي ضد حزب الله. إسرائيليون على الحدود الشمالية صرّحوا أنهم لن يعودوا إلى منازلهم من دون إزالة التهديد على الحدود، حيث أن مقاتلي وحدة النخبة في حزب الله، قوة الرضوان، يجولون على طول الحدود ويخططون للسيطرة على المستوطنات”.
ووفقًا لبوحبوط، كابينت الحرب الذي كان يُفضّل في هذه المرحلة التركيز على الساحة الجنوبية، كون لبنان ساحة ثانوية، سيكون مطالبًا قريبًا جدًا بحسم أساليب العمل لتغيير الواقع الأمني أيضًا في المنطقة الشمالية. في هذه المنطقة، هناك ثلاث احتمالات: إما أن تظل المعركة محدودة، أو أن الجيش الإسرائيلي سيفاجِئ بهجوم واسع على تشكيلات حزب الله- أو أن حزب الله سيوسّع المعركة بنفسه وسينضم إلى الحرب. الجيش الإسرائيلي يستعد لكل السيناريوهات، بما في ذلك خيار القضاء على معظم قدرات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله.
وأضاف بوحبوط: “المعضلة الأخيرة تتعلق بإيران؛ إذ سيُطلب من كابينت الحرب دراسة ما إذا كان من المناسب مهاجمة أهداف في إيران لجبي ثمن منها وردعها- كما هدّد رئيس الموساد الجمهورية الإسلامية قبل عدة أشهر- أو الاكتفاء بعملية في الساحتين المركزيتين: غزة ولبنان. مصدر القلق هو سيناريو عندما تكون فيه “إسرائيل” مشغولة بالدفاع عن الساحتيْن، وتقسيم قواتها النظامية والاحتياط، تقوم طهران بالإعلان عن زيادة تخصيب اليورانيوم إلى درجة تصنيع قنبلة سرًا. وعليه كل خيارات “إسرائيل” يجب أن تكون على الطاولة”.
وخلص بوحبوط إلى أن: “اللحظة المصيرية ستأتي عندما تبدأ المناورة البرية. بحسب تهديداتها، إيران قد توعز لحلفائها في الساحات المختلفة بمهاجمة الجيش الإسرائيلي، وأيضًا الجنود الأميركيين في الشرق الأوسط”.