البرلمانيون العرب في بغداد يبحثون سبل وضع حدّ لجرائم العدوان

اختتم الاتحاد البرلماني العربي أعمال مؤتمره الخامس والثلاثين الطارئ، في العاصمة العراقية بغداد يوم أمس الاربعاء، الثامن عشر من شهر تشرين الاول/أكتوبر الجاري، بحضور رؤساء البرلمانات العربية كافّة، حيث خُصص المؤتمر لبحث تداعيات معركة “طوفان الاقصى” وسبل وضع حدّ للجرائم البشعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاصب ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

أصدر المؤتمرون بيانًا ختاميًا؛ أكدوا فيه جملة نقاط من بينها إدانة بأشد وأقسى العبارات إلارهاب الذي تمارسه سلطات الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني بكل فئاته، وإدانة الجرائم التي يرتكبها، وآخرها قصف مستشفى المعمداني. وطالب المؤتمرون الأسرة الدولية ومنظماتها الدولية الفاعلة بالتدخل العاجل والفوري وقول كلمة الحق في وجه انتهاكات الكيان الغاصب، وحثّوا الإعلام في مختلف انحاء العالم على التزام الحيادية وتوخي الدقة في التعامل مع تغطية الأحداث التي تدور في غزه وفلسطين المحتلة.

ورفض البيان الختامي ازدواجية المعايير الذي تستخدمها بعض الدول الغربية، والتي تساوي بين الجلاد والضحية، ما يُفقدها مصداقيتها ومكانتها كونها لاعبًا دوليًا يتبنّى الديمقراطية ومناصرة حقوق الإنسان. وكذلك دعا البيان البرلمانات الدولية إلى اتخاذ موقف لوضع حدّ للانتهاكات بحق المدنيين العزّل من أبناء الشعب الفلسطيني، وإدانة العقاب الجماعي والترحيل القسري وقتل الأبرياء الذي يتعرض له الفلسطينيون في غزة، والعمل على فتح المنافذ لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين.

وشهد المؤتمر كلمات لمختلف رؤساء الوفود المشاركة، أكدوا فيه إدانتهم واستنكارهم لجرائم الكيان الصهيوني البغيض ضد الشعب الفلسطيني المظلوم والمضطهد، والتأكيد على ضرورة نصرته وإغاثته بكل السبل والوسائل.

رئيس البرلمان العراقي

في كلمته الافتتاحية، أكد رئيس الدورة الحالية للاتحاد البرلماني العربي رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي أن الكيان الصهيوني الغاصب كشف علنًا عن وجهه الإجرامي العنصري الوحشي، وانتهاكِه الفاضح لحقوق الإنسان ولجميع القيم الأخلاقية والإنسانية والدينية والعدالة الكونية بين جميع أبناء البشر على اختلاف ألوانهم وأعراقهم وأديانهم وانتماءاتهم، غيرَ آبه بقرارات الشرعية الدولية ومبادئِ القانونِ الإنساني الدولي. هذا فضلًا عن إمعانه بممارسة أشدّ وأخطر أنواع التمييز العنصري، وأقذر فصول التهجير القسري والمجازر الجماعية، في عموم الأراضي الفلسطينية وفي قطاع غزة الجريح على وجه الخصوص، والتي يندى لها جبين البشرية والإنسانية.

وشدّد الحلبوسي على: “أهمية التكاتفَ والعمل معا لاتخاذ موقف جماعي حازم وفعلي لكبح جماحِ الكيان الإسرائيلي الدموي، وتحميله تبعات تصرفاته وممارساته البربرية الهمجية ضدّ شعبٍ أعزلَ متمسكٍ بهُويته وثقافته وأرضه، والوقوف معًا بنيانًا مرصوصًا في وجه تصعيد وتيرةِ الأعمالِ الإجرامية الإسرائيلية وتهديدها العلني بتحويل غزة إلى مقبرة جماعية وتهجير أهلها قسريا”. وأكد: “أن سلامة أهلنا، في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة، أمانةٌ في أعناقنا، وأن الدفاع عن فلسطين وشعبها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية واجب على كل شخص أو جماعة أو دولة تُؤمن بالحرية والديمقراطية وكرامة الإنسان وحقه الشرعي بالعيش كريما عزيزا على أرضه”، محذرًا من أن: “الوضع الراهن ينذر بجرِّ المنطقة العربية بأكملها إلى أتون حرب مدمرة لن تنفع معها بيانات الإدانة والشجب، بل يستوجب اتخاذ قراراتٍ حاسمة تضع حدّا نهائيا للاعتداءات والانتهاكات المستمرة من الكيان الصهيوني منذ سبعةِ عقود”.

رئيس الوزراء العراقي

وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قد التقى رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر، ووصف في كلمة له خلال اللقاء الهجمات التي يشنها الكيان الصهيوني على الفلسطينيين في غزة بأنه: “إبادة جماعية وجريمة حرب مكتملة الأبعاد”.

ونقل المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء تجديد السوداني التأكيد على موقف العراق المبدئي باتجاه القضية الفلسطينية وأهمية التحرك العاجل لنُصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوانٍ سافر وجريمة حرب مكتملة الأبعاد، ومحاولة للإبادة الجماعية، بعد أن تمادت سلطات الاحتلال الصهيوني وأوغلت في استهداف المدنيين الآمنين”، مشيرًا إلى: “أن القصف الوحشي الذي طال، مساء الثلاثاء، مستشفى المعمداني في غزّة وتسبب باستشهاد وجرح المئات من الأطفال والنساء، يعد جريمة نكراء تجاوزت كل المواثيق والقانون الدولي الإنساني”، داعيا “المجتمع الدولي والمؤسسات والهيئات البرلمانية والسياسية إلى نجدة الشعب الفلسطيني المظلوم، وتمكينه وضمان كامل حقوقه المشروعة في إقامة دولته على ترابه الوطني”. المنار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *