تحدّث المحلّل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية “يوسي يهوشوع” عن موضوعين ملحّين يُشغلان الأجهزة الأمنية، في الكيان الصهيوني حاليًا، بالموازاة مع المعركة ضد النووي الإيراني. الأول هو تسخين الحدود مع غزة مع استئناف أعمال الشغب عند السياج، والثاني دخول عبوات نظامية إلى ساحة المواجهة.
وأشار يهوشوع إلى أنّ استخدام العبوات الناسفة قد يغيّر صورة الوضع الخطير إلى حدّ ما في التعامل مع المقاومين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلّة. وكتب يقول: “في نهاية الأسبوع؛ رأينا حادثين استثنائيين يشيران إلى ارتقاء درجة المواجهة، الأول: زرع عبوة كبيرة في منتزه هيركون في تل-أبيب، حيث ليس واضحًا في هذه المرحلة هدفها النهائي، والثاني: إخلال بالأمن على السياج في غزة، والذي أدّى إلى قيام الجيش بهجوم استثنائي على موقع لـ”حماس”، بواسطة طائرة غير مأهولة”؛ وفقًا لقوله.
وأضاف: “العبوات داخل “إسرائيل” أصبحت حدثًا خطيرًا. التحقيق في انفجار العبوة في منتزه هيركون في ذروته. ويجب على محققي “الشاباك” أن يفهموا من المشتبه بهما اللذين اعتقلا عند تقاطع الرملة، ما هو هدف الهجوم؛ هل كان هناك ناقلين للعبوة، وإذا كان الأمر كذلك، فمن هم؟ هل يدور الحديث عن مبادرة محلية؟ هل هناك أعضاء آخرون في المجموعة؟”، لافتًا إلى أنّ المشتبه بهما هما من العيزرية، ويحملان هوية “إسرائيلية”، وهما يعملان بشكل دائم في الأراضي المحتلّة العام 1948”.
ورأى يهوشوع أنّ إدخال العبوات إلى الأراضي المحتلة العام 1948 يشير إلى تغير في أسلوب المقاومة والانتقال من السكاكين، إلى إطلاق النار والعبوات، ما يعني نقل المشكلة الإستراتيجية لـ”إسرائيل”
إلى الحدود. وأضاف: “على الحدود الشرقية، من الأردن، تُصادر يوميًا وسائل قتالية وأسلحة في عمليات للشاباك والجيش “الإسرائيلي” والشرطة. هنا أيضًا، الفرضية هي أنّ هناك عمليات تهريب كثيرة لا تُكشف. الحدود الشرقية متفجرة منذ سنوات طويلة. في السنتين الأخيرتين عزز الجيش “الإسرائيلي” والشاباك والشرطة جهود الجمع والإحباط ضد عمليات تهريب الأسلحة، وهذا ما يتضح في كمية المضبوطات. لكن إلى حين اكتمال السياج، سنواصل رؤية عمليات تهريب بدفع إيراني”؛ هذا بحسب زعمه.
وتابع: “على الحدود الشمالية، تهريب الأسلحة، والذي له غرض إجرامي، يلتقي أيضًا مع الساحة الداخلية. القدرة على التحديد الاستخباري، واستدعاء خلال وقت قصير طاقم مقاتلين من “الشاباك” ووحدة “اليمام” (في الشرطة) لاعتقال “المواطنين” من عرب “إسرائيل” (فلسطينيو الداخل)، يدل مجددًا على عمق تورط “الشاباك” في خط التماس بين الجنائي والقومي داخل “إسرائيل””.
واستذكر الكاتب تقريرين اثنين، صدرا الشهر الماضي، حول تورط “عرب إسرائيليين” في عمليات المقاومة، بما في ذلك مداهمة شقة في اللد واكتشاف عبوة جاهزة للاستخدام. ورأى في ذلك أنّ دخول “الشاباك” في التعامل مع التماس الجنائي- الأمني يُثبت نفسه، ومصادرة العبوة في اللد قبل بضعة أسابيع تحكي القصة بأكملها.. والتقدير في المؤسسة الأمنية حيال العبوات النظامية هي أنّ الحديث يدور عن حادثة واسعة ومعقدة، وتحظى باهتمام نظامي شامل”.
وتطرق يهوشوع إلى المظاهرات على السياج الحدودي، في قطاع غزة، ورأى أنّ: “حماس” تحاول إعادة النجاح، كما تترجمه هي، عبر حملة المظاهرات على السياج، وأنّها تفسّر الوضع الداخلي في “إسرائيل” على أنه ضعف، وهي تحاول رفع الوتيرة والضغط على السياسات “الإسرائيلية”، مشيرًا إلى أنّ “حماس” معنيّة بالمزيد من التسهيلات المدنية وهي تعتقد أنّ هذا هو الوقت المناسب من ناحيتها للحصول عليها، من خلال إثارة تفاعلات في شبكات التواصل الاجتماعي لأخبار كاذبة حول ما يحصل في الحرم القدسي، وتنشر أفلامًا كاذبة عن التعرض للفلسطينيين”.؛ بحسب ادعائه.
وقال: “عمليًا، الوقائع على الأرض معاكسة كليًا.. في الحرم القدسي كان هناك هدوء طوال اليوم، الصلاة مرّت كالمعتاد. والمسعى الآن هو في دحض هذه التلفيقات التي قد تثير وتشعل الوضع أيضًا في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وفي القدس وأيضًا في غزة.. في وضع كهذا، ممنوع على “إسرائيل” أن تخضع لهذا الضغط وأن تستجيب لمطالب “حماس”، حتى ولو كان الحديث يدور عن مصلحة “إسرائيلية” لتحسين الوضع الاقتصادي في غزة”.
وختم يهوشوع يقول: “في حال نجحت “حماس” في ابتزاز “إسرائيل” فإنّ هذا سيستمر صداه في المنطقة ويشجع المزيد من المنظمات في الاستمرار على هذا الطريق. “حماس”، مقارنة مع بقية الأعداء، هي خصم سهل جدًا ولا يجب أن نخيف أنفسنا، بل على العكس: هذه فرصة لتعزيز الردع مع بقية الأعداء”؛ وهذا بحسب زعمه.