قال الكاتب الفلسطيني خالد بركات: “في كل مرّة يخرج الشعب البحريني الشقيق للتعبير عن موقفه الرافض للذّل والخضوع، إنما يعبّر عن كرامته الوطنية ويؤكد أنّ التطبيع جزء من رفضه للهيمنة الاستعمارية الأميركية والصهيونية على المنطقة، ولذلك يتعرّض إلى أشكال القمع والاضطهاد كافّة”.
وفي مقابلة مع قناة “برس تي في” – لندن، أشار بركات إلى أنَّه: “وفي كلّ مرة حاول فيها نظام المنامة استضافة وزير صهيوني عنصري، أو القيام بخطوات تطبيعية، تقدّم الشعب البحريني بشجاعة وإصرار ونزع الشرعية عن هذا النظام الرجعي، مثلما حدث هذا في تشرين الأول/أكتوبر 2020 وشباط/فبراير 2022 وكانون الأول/ديسيمبر 2022 وعشرات المرات خلال السنوات الثلاث الأخيرة فقط”. وأضاف أنَّ: “الشعب البحريني الشجاع يقاوم التطبيع؛ لأنه ملتزم بالقضية الفلسطينية. ومثل بقية شعوبنا العربية، هو في واد والنظام في واد آخر تمامًا، لذلك هو يناضل من أجل التحرر الوطني داخل وطنه ويدعم النضال الفلسطيني، وهذا الأمر ليس جديدًا على شعب البحرين”.
ورأى بركات أنَّ الشعب البحريني: “في مقدمة من ساندوا ودعموا ثورات وانتفاضات الشعب الفلسطيني منذ ثلاثينيات القرن الماضي”، مُذكرًا بأنّ الشهيد والشاعر الفلسطيني الكبير نوح ابراهيم (شاعر الثورة الكبرى في فلسطين) الذي اغتالته بريطانيا بالطائرات في 28 تشرين الأول/أكتوبر في ثورة العام 1936 أدخل بنفسه الصحافة والطباعة إلى البحرين في العام 1934 و1935، وعمل فيها وكتب عنها العديد من القصائد والأغاني وذلك قبل أن يعود إلى فلسطين ويستشهد.
وفي لقاء آخر جمعه مع مجموعات تضامنية، أشاد الكاتب بركات بـ “العلاقة التاريخية والنضالية بين شعب البحرين والنضال التحرري الفلسطيني”، واصفًا إياها بعلاقة “شعب واحد ومصير واحد”. كما رأى أنَّ ما يجري من تطبيع مع العدو الصهيوني “وضعٌ عابرٌ، ومؤقت، مثل النظام الملكي المؤقت في المنامة والكيان الصهيوني المؤقت في فلسطين”، ورأى أنَّه على الفلسطينيين اليوم أن يُقدموا “المثل والنموذج الثوري للأمة، ويعملوا على إسقاط نظام “أوسلو” العميل في رام الله الذي دمّر قضيتهم وفتح باب التطبيع على مصراعية”.
وتابع بركات: “قدّم شعب البحرين الشهداء والجرحى والمعتقلين من أجل تحرير نفسه وتحرير فلسطين، ومثل كلّ شعوب الأمة، لن يقبل استمرار وجود سفارة للكيان الصهيوني العنصري في وطنه، حتى لو فرضها اليوم نظام المنامة بالقمع والقتل والإجرام والاستقواء بالأجنبي والمستعمر”. وشدّد على أنَّ :”النظام الوحشي في البحرين يمنع كل فعالية مناهضة للتطبيع، بما في ذلك نشاطات ثقافية وسياسية وشبابية على مواقع التواصل الاجتماعي، وسبق أن ألغى بالقوة المسلّحة وبالتهديد المباشر مثل هذه الفعاليات على تطبيقات “زوم” و”فايسبوك” وغيرها”.
ولفت إلى أنَّ: “أفعى التطبيع في المنطقة تشبه أفعى “الهايدرا” في الأسطورة الهندية لها ثمانية رؤوس اليوم، أخطرها نظام “أوسلو” في رام الله، والبقية في عمّان والقاهرة والرياض وأبو ظبي والمنامة ومراكش والخرطوم، وهناك رؤوس أخرى تنتظر موعدها، ولذلك يجب قطع رأسها الأخطر مجسدًا في نظام “أوسلو” العميل في رام الله المحتلّة”. وتحدى بركات “نظام “أوسلو” أو نظام المنامة إجراء استفتاء شعبي في البلاد حول التطبيع والعلاقة والتنسيق مع كيان العدو الصهيوني”.