تشتدّ تداعيات الأزمة الأوكرانيّة وتكشف يومًا بعد يوم عن مشكلات بنيويّة تصيب المحور الغربي الداعم لكييف، في وقت يتصرّف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بطريقة تثير المشكلات مع حلفائه، إذ قالت صحيفة “تلغراف” إنّ تصرّفات زيلينسكي تنفّر حلفاء أوكرانيا من مساعدتها، معتبرة أنّه “يبدو أكثر اهتمامًا بإثارة المعارك مع حلفائه”.
وبحسب الصحيفة، يخضع زيلينسكي لتدقيق متزايد بسبب ما يعتبره البعض “عدم امتنان”، إذ أعرب وزير الحرب البريطاني، عن شعور مفاده بأن أوكرانيا ينبغي أن “تظهر قدرًا من الامتنان” للمساعدات التي تقدّم إليها، وفق تعبيره.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ النمط الناشئ من الأخطاء الدبلوماسية لدى القيادة الأوكرانية “مثير للقلق”، ويمكن أن يضعف الدعم من الحلفاء الذين دفعوا ثمنًا باهظًا في المساعدات الاقتصادية والأسلحة العسكرية.
وأشارت إلى أنّ زيلينسكي ارتكب “خطًأ فادحًا” حيال بولندا، التي دعمت أوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية، لكنه اتهمها ونظراءها في أوروبا الوسطى والشرقية بما أسماه “التعاون مع موسكو”.
ووفق الصحيفة، إذا استمر هذا الموقف، فإن البلدان التي تتحمّل بالفعل عبئًا كبيرًا في دعم أوكرانيا قد تعيد النظر في مواقفها أو تضعفها.
وتأييدًا لما ذكرته الصحيفة المذكورة، قال أوليكسي أريستوفيتش، المستشار السابق لزيلينسكي، إنّ “أوكرانيا تدخل في دوامة سياسيّة مدمّرة للذات”.
وقبل أيام، أفاد تقرير في صحيفة “ستريتس تايمز” السنغافورية، بأنّ الرئيس الأوكراني، العائد من الولايات المتحدة، توقّف في بولندا، لكن لم يقابله أحد من المسؤولين.
وكان رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي، قد حذّر في وقت سابق، الرئيس زيلينسكي، من “الإهانات الجديدة لوارسو”.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أنّ “بولندا صعّدت من خطابها ضد أوكرانيا إلى ما هو أبعد من النزاع التجاري حول الحبوب”.