مؤتمر فكري ثقافي في طهران لجامعة الأديان والمذاهب في الذكرى السنوية لرحيل الإمام الخميني والعلامة شعبان

نظّمت معاونية الشؤون الثقافية والاجتماعية التابعة لجامعة الأديان والمذاهب في إیران مؤتمراً فكرياً ثقافياً في طهران، في الذكرى ٣٤ لرحيل الإمام الخميني والذكرى ٢٤ لرحيل الشيخ سعيد شعبان، تحت عنوان “الفكر الوحدوي عند الامام الخميني والعلّامة سعيد شعبان”.

***

عضو تجمّع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ مصطفى ملص أكد أن دعوة الراحل الشيخ سعيد شعبان كانت تتميّز بالحكمة وتنضح بالإخلاص وكان همّه الأوّل هو توحيد المسلمين وجمع كلمتهم، وانتشالهم من عناوين الفرقة ونصرة قضاياهم وتوجيه بوصلتهم، وهذه العناوين تلتقي بشكل واضح مع الوحدة الاسلامية ونصرة المستضعفين أعظم شعارات الثورة الاسلامية التي كان على رأسها الإمام الخميني رحمه الله.

***

الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال سعيد شعبان سرد بعضاً من وقائع في حياة الراحل الشيخ سعيد شعبان، وهو الذي بدأ داعية إلى الله متنقلاً في بلاد المسلمين بعد تخرّجه من الأزهر الشريف، حتى استقرّ به المقام مرّة أخرى في موطنه لبنان، ثم وبعد نشوب الفتنة الأهلية كان همّه الأوّل توحيد المسلمين بصراحته التي لا تعرف المجاملة على حساب الحقّ، بجرأته التي تصدم أحياناً، ولكنها هي التي تجمع الناس من حوله كلّما تجدّدت الأزمات.

وأضاف شعبان “الإمام الخميني رحمة الله عليه حقّق في عشر سنين ما تعجز عن تحقيقه أكبر الثورات وأكبر الأمم، واستطاع الإمام بثورته أن يعيد للأمة ثقتها بنفسها وبدينها، فتمكّن من أن يحرّرها من الارتباط والتبعية للدول الكبرى، حين رفع شعار لا شرقية ولا غربية، وأعاد للأمة وحدتها حين رفع شعار “لا سنية ولا شيعية إٍسلامية إسلامية” هذا الشعار كانا يميّز ثورته عن باقي الثورات التي قامت في العالم الإسلامي بعد سقوط الخلافة، كانت شعارات الثورة بقيادة الإمام الخميني واضحة لا تحتاج إلى تفسير ولا إلى تأويل، تعبّر عن قدرة الأمة الإسلامية على تغيير مسار التاريخ، وتغيير مراكز القوة فيه… وفي المحصلة إيران اليوم دولة عظمى، تنطلق في استعادة علاقاتها بكل الدول العربية والإسلامية، لذلك نحن نبارك عودة العلاقات السعودية والمصرية مع الجمهورية الاسلامية، وهذا يجعل إيران قريبة من الجميع، ومؤثرة في الجميع.

***

عضو مجلس الأمناء في حركة التوحيد الإسلامي الاستاذ عمر الأيوبي اعتبر أن العلامة الشيخ سعيد شعبان كان يتجاوز كل الخطوط الحمر عندما تتعرّض الأمّة لخطر، لأنه يفكر على مستوى العالم الإسلامي وقضاياه، فالصراع داخل الصف الإسلامي محرّم والمحافظة على وحدة الصفّ مقدّمة على كل مصلحة ومنفعة… مضيفاً “الشيخ سعيد لطالما حدّثنا في مجالسه عن الإمام الخميني رحمه الله، ويصفه بأنه قليل الكلام كثير التأمل والتفكر، أنيساً في مجلسه، حسن الاستقبال يبتسم بوجهٍ يُبدي حباً ورحمة، وأملا وحلما بعودةِ الإسلام والمسلمين إلى سابق مجدهم. فحلم الإمام الخميني كان يمتد الى مساحة الإسلام أبعد من الساحة الدولية، الى العالم أجمع وكان رحمة الله عليه يعرف أن ثورته ليست ثورة الشعب الإيراني فحسب، إنها ثورة المسلمين في العالم، بل أنه كان يصف ثورته بثورة كل المستضعفين، كان رحمة الله عليه يحلم بالوحدة الإسلامية، وهو الذي رفع شعار “يا أيها المسلمون اتحدوا”، فكنت تراه في كل توجيهاته وأحاديثه يؤكد بأن قوة المسلمين في وحدة صفهم، وأنهم لو اجتمعوا على كلمة واحدة لاستطاعوا أن يزيلوا إسرائيل من الوجود ولاستطاعوا أن يزيلوا التسلّط الاستكباري عن شعوب العالم”.

***

رئيس المنتدى الإسلامي للدعوة والحوار في لبنان، الشيخ محمد خضر، رأى أن الإمام الخميني وسماحة العلامة الشيخ سعيد شعبان رفعا شعارات الوحدة الإسلامية كأصل من أصول الدين، لأن الله تعالى يؤكد هذا المعنى في قوله “إن هذه أمّتكم أمّة واحدة”… هما العالمان العاملان للاسلام والمسلمين بكل ما اسطاعا بأهداف راقية ومدارك واعية، وحكمة وشجاعة، ورؤية وتبصّر قلّ نظيره.

***

بدوره نائب رئيس جامعة الأديان والمذاهب للشؤون الدولية، الشيخ الدكتور مهدي التسخيري تحدّث عن العلاقة الوثيقة التي كانت تربط الشيخ سعيد شعبان بالجمهورية الإسلامية، وبمؤسسي مجمّع التقريب بين المذاهب الاسلامية، لا سيّما الشيخ واعظ زادة، والعلامة الشيخ محمد علي التسخيري، مؤكداً على ضرورة التواصل مع هذا الخط الوحدوي الجهادي الذي أثمر على مدى عقود مزيداً من التلاقي بين شعوب الأمة وأطيافها.

***

نائب رئيس الجامعة في الشؤون الثقافية والاجتماعية الدكتور عباس خامه يار تحدّث عن شخصية الراحل شعبان الاستثنائية حيث صحبه في عشرات المؤتمرات في إيران وسوريا ولبنان، واصفاً الشيخ سعيد بالجرأة والبساطة والشجاعة وحبّ الخير للجميع، فكان داعية وحدة قولا وعملا، وهذا ما رفعته الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني(قده) للأمة جمعاء في طريق دعوة الوحدة ونصرة المستضعفين والتصدي لمشروع الاستكبار العالمي وهزيمته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *